اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هنالك على الساحة اللبنانية صراع اميركي ـ ايراني غير مباشر، يصب في اتجاهاته نحو الاطراف اللبنانية. فالولايات المتحدة التي قدم الموفد الاميركي توم برّاك ورقتها، التي عملت على وضعها وزارة الخارجية الاميركية ووزارة الخزانة الاميركية والبنتاغون ايضا، اي وزارة الدفاع، هددت لبنان بانه اذا لم يلتزم بها، فان هنالك سلسلة عقوبات قوية سيتم فرضها على الحكومة اللبنانية وعلى الدولة اللبنانية، وبالتالي على الشعب اللبناني.

وقالت الورقة الاميركية بصريح العبارة ان لبنان سيكون متروكا لامره، مهما كانت التدحرجات السلبية التي ستظهر على الساحة اللبنانية. وقد وافقت الحكومة اللبنانية على هذه الورقة، المشغولة جيدا من قبل ثلاث وزارات اميركية، وبموافقة وضوء اخضر كبير من البيت الابيض اي من الرئيس دونالد ترامب.

بالمقابل، ايران التي تستعد للتفاوض بصورة غير مباشرة مع الولايات المتحدة خلال اسبوع او 10 ايام، دخلت على الخط وانتقدت موافقة الحكومة اللبنانية على الورقة الاميركية، ودعت حزب الله الى عدم تسليم سلاحه، وقالت ان هذا السلاح للدفاع عن لبنان. ومعروف ان ايران استثمرت بشريا وماليا وجهدا كبيرا لدعم حزب الله في لبنان على مدى 40 سنة.

هذا الصراع الاميركي - الايراني، لن يؤدي الى صدام عسكري في لبنان بين الجيش اللبناني وحزب الله، بل سيؤدي الى مناوشات تصل الى حدة عالية، بين بيئة ومؤيدي حزب الله، وبين عناصر الجيش اللبناني المنتشر في كل اماكن التوتر، وبين قوى الامن الداخلي التي لديها قوة خاصة لمكافحة الشغب يصل عددها اذا تم جمعها الى اكثر من 8 آلاف ضابط ورتيب وعنصر. اما بالنسبة لبيئة حزب الله، فهي تتحرك ضمن المعقول.

اللبنانيون يمسكون قلوبهم بايديهم، ويتخوفون من الاشهر الاربعة المقبلة حتى رأس السنة 2026. لكن على الارجح الامور ستبقى تحت السيطرة، ولن يذهب اي طرف الى اجتياز الخطوط الحمر، حتى مع دخول الجيش الى مناطق عميقة لحزب الله لحصرية السلاح.

كما ان بيئة حزب الله لن يصدر عنها اي عمل عسكري يؤدي الى اشتباكات مع الجيش اللبناني، لان هذه الاشتبكات ستكون مميتة للجميع، وبخاصة مميتة للقدر اللبناني ولمسيرة التعافي التي يريدها لبنان والشعب اللبناني.

«الديار»


الأكثر قراءة

الشيخ طريف يقدّم نفسه مرجعيّة للدروز... جنبلاط يتّهمه بـ«جرِّهم» الى المشروع «الإسرائيلي»