ليست المرة الأولى التي يزور فيها الكاردينال مار بشارة الراعي الجنوب، فهو قد زار مدينة بنت جبيل عام 2011، وهو على تواصل دائم مع أبناء القرى الحدودية من خلال الابرشيات ورجال الكنيسة. وللجنوب موقع دائم في خطاب الراعي الكنسي وعظات يوم الأحد، لكن جولة الكاردينال الراعي يوم الأحد الى بلدات رميش ودبل وعين إبل والقوزح وعلما الشعب، وهي بلدات تكرر ذكرها في العدوان "الإسرائيلي" اليومي، كان لها وقعها الخاص اليوم. فهي الزيارة الأولى بعد حرب إسناد غزة، وتأتي في مرحلة سياسية دقيقة مرتبطة بقرار تسليم السلاح الى الدولة.
من هنا أتت الزيارة الى القرى في توقيت لافت من الأزمة اللبنانية، مع ان الملمين بالتفاصيل أكدوا ان لا ارتباط بين الجولة الجنوبية والتجاذبات الداخلية الحاصلة، على خلفية قرار مجلس الوزراء تسليم السلاح، اذ يحرص الراعي على الحياد، ولا يسعى الى الاصطفاف السياسي او يعادي فريقا سياسيا ويصالح فريقا آخر، مهما كان الاختلاف السياسي قويا، ويبدي البطريرك الراعي حرصا خاصا على عدم الدخول في الانقسامات الحادة، لكن القضايا الساخنة تطرح نفسها، فيبدي موقفا من منطلقات وطنية، ولا يلزم أحدا عندما يطالب بالتزام لبنان الحياد ورفض ربط لبنان بالمحاور الخارجية، هذا الحرص كما تقول مصادر مسيحية، ظهر في المرونة التي طبعت مواقف الراعي في الفترة الأخيرة في مسائل داخلية، وتحديدا ما يتعلق بموضوع السلاح تحسسا وتعاطفا مع أبناء الطائفة الشيعية، والتضحيات التي بذلتها في الحرب "الاسرائيلية" الأخيرة.
رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن اكد ان زيارة غبطة البطريرك الكاردينال الراعي إلى البلدات المسيحية "لم تكن مجرّد جولة رعوية عابرة، بل كانت حدثا وطنيّا بامتياز، لقد حمل الراعي معه من بكركي إلى تلك المناطق رسالة أمان وإصرار، وعاد منها محمّلاً بهموم الناس وتطلعاتهم، واضعا نصب عينيه أن صمود الجنوب هو صمود لبنان كلّه".
واشار الى ان "الزيارة اظهرت صورة البطريرك الراعي القائد الروحي، الذي لا يكتفي بالصلاة والدعاء من بعيد، بل يذهب إلى قلب الخطر، ليقول للأهالي: "أنتم لستم وحدكم، بكركي معكم، والكنيسة إلى جانبكم"، فهذه الرسالة الميدانية تحمل من القوة المعنوية، ما يعادل ألف خطاب سياسي".
وأكد ان الكاردينال الراعي "عاد بحالة من الإصرار على تحويل التضامن إلى فعل، وعلى تحويل الزيارة إلى بداية مسار مستدام لدعم هذه القرى"، مضيفا "ان المسألة لم تعد مجرّد واجب رعوي، بل قضية بقاء ووجود لأهل القرى الحدودية، تتطلّب حشد كل الإمكانات المادية والمعنوية، وتعبئة كل طاقات المجتمع لمواجهة التحديات.
وعن انطباعات البطريرك الراعي عن المنطقة قال "الزيارة كانت مؤثرة بقدر ما كانت واقعية. أعجب غبطته بتمسّك الأهالي بأرضهم، رغم الظروف الأمنية المقلقة والحرمان التنموي المزمن، لكنه لم يخفِ قلقه من مخاطر النزوح والهجرة، ومن فقدان الشباب الذين يشكّلون عماد الحياة في هذه القرى. لقد شاهد بأمّ العين كيف يمكن للإهمال إذا استمر، أن يتحوّل إلى تهديد وجودي، يدفع الناس إلى مغادرة أرضهم، وهو ما اعتبره خطا أحمر لا يمكن القبول به".
وحول خطط ما بعد الجولة قال الخازن "لقد تبلورت لدى بكركي رؤية واضحة لما يجب القيام به، وهي:
- أولاً: تعزيز الحضور الميداني للكنيسة، عبر تكثيف النشاطات الرعوية والثقافية والاجتماعية، لتقوية الروابط بين الأهالي وأرضهم.
- ثانياً: إطلاق مبادرات تنموية بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الدولية، لتوفير فرص عمل وخدمات أساسية تتيح للناس البقاء والاستقرار.
- ثالثاً: رفع الصوت في كل المحافل الوطنية والدولية للضغط على الدولة والمجتمع الدولي، بهدف وضع خطة شاملة لحماية هذه البلدات وتأمين مقوّمات الحياة فيها.
يتم قراءة الآن
-
هل هدف زيارة الموفدين لبيروت منع الانفجار؟ المخاوف تتصاعد من مشاريع تغيّر وجه لبنان السياسي
-
خطة الجيش لحصر السلاح... جانب سياسي وآخر تقني ــ عسكري؟ القرار القضائي يهز الوسط المالي: بداية رحلة استعادة الودائع؟
-
بنيامين نتنياهو على أكتافنا
-
برّاك وأورتاغوس في باريس... ردّ "إسرائيلي" سلبي؟ تعزيزات عسكريّة على الحدود و"اليونيفيل" تهتز
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:13
استطلاع لـ"معاريف": 63% من الإسرائيليين يخشون من تهديدات أمنية قد تطالهم داخل إسرائيل أو خارجها مع بقاء الحرب.
-
09:12
استطلاع لـ"معاريف": 66% من الإسرائيليين يخشون أن استمرار الحرب في غزة سيتسبب في تضرر وضعهم الاقتصادي.
-
09:11
استطلاع لـ"معاريف": 69% من الإسرائيليين يخشون أن استمرار الحرب بغزة قد يؤدي إلى تآكل التماسك الاجتماعي بإسرائيل.
-
08:35
الجيش الأوكراني: قصفنا ميناء أوليا الروسي في منطقة أستراخان أمس الخميس وأصبنا سفينة تحمل ذخيرة وقطع مسيرات
-
08:31
التحكم المروري: "قتيل و٧ جرحى في ٦ حوادث خلال ال ٢٤ ساعة الماضية".
-
08:15
أطباء بلا حدود: 40 وفاة بالكوليرا في السودان خلال أسبوع واحد
