اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم اكن اعلم ان الشعر الزجلي له مؤيدون بهذه الكثافة. اذ ما ان نشرت صحيفة الديار مقالة لي حول هذا النوع من الشعر مع بعض الامثلة، حتى انهالت عليّ الاتصالات من عشرات المواطنين، الذين شكروني على نشرها وطالبوني بالمزيد. هذا الشعر هو ماركة لبنانية بامتياز. ومنذ صغرنا وحتى يومنا هذا، نلاحظ ان حفلات الزجل تستقطب اعداداً هائلة من الحضور، وخصوصاً في القرى اللبنانية. هذا الشعر هو موهبة. وعلى من يؤلفه ان يتمتع بالذكاء وبسرعة البديهة ايضاً. إذ كان شعراء الزجل يرتجلون شعرهم بعد ان يباغتهم آخرون ببيوت شعر قد تشكل "لطشة محببة" لهم:

ففي حفل عشاء في احد المنازل. قال احد الحاضرين وهو يرفع كأسه:

يا كأس الهنا يا كاس يا لكلك رقة واحساس

بعلمي بتنزل على البطن شو بتطلع تعمل بالراس

فأجابه المحامي الالمعي اميل لحود فوراً:

كاسك عليك مش راضي روح تشكى للقاضي

بيظهر بطنك كان مليان فتش عا مطرح فاضي

والتقى المحامي لحود احد اثرياء الحرب، وكان عنده محل لبيع التوابيت. وبسبب غناه المفاجئ بدأ يتكبر فقال له:

مهما عليت ومهما وطيت ومع ذوات الناس مشيت

هالهيئة ما بتخبي هيئة بياع توابيت

وفي مناسبة اخرى التقى احد اصدقائه وكانت ابنته نهاد الى جانبه فقال له صديقه مداعباً:

المثل مانوش من وردي ماشي ساحل وجردي

طابق فيك قول الامثال القردة بتخلف وردة

فأجابه لحود فورا:

المثل طابق بحيك لازم ترجع عن غيك

الوردة بتخلف قردة تفضل شو مخلف بيك.

ويظهر ان موهبة الشعر، امتدت الى المحامي الالمعي الزميل يوسف لحود. كان ينتظر دوره لحضور جلسة في محكمة جونية برئاسة القاضي الدكتور غالب غانم (الذي اصبح رئيساً لمجلس القضاء الاعلى)، عندما اقتربت منه المحامية الزميلة ندى خليفة، التي اصبحت زوجته فيما بعد، وسألته اذا كان يعيرها الروب. فاستجاب فوراً بعد ان اعجب بها وسلمها الروب. إلا ان صوت المباشر ارتفع، ونادى المحامي لحود لحضور الجلسة. فوقف امام الرئيس غانم الذي سأله عن الروب. فأشار الاستاذ لحود بيده نحو الاستاذة خليفة وقال:

لا تسألني شو جابك بلا روب وفاضي جيابك

مش بس بتشلحلا الروب بتشلحلا كل ثيابك

ويئس مرة من التأخر في صدور حكم مهم كان ينتظره منذ عدة اشهر. فأنشد عدة ابيات ننشر بيتين منها:

صاير شغل العدلية عقدة مثل الخورية

لا بيسوى تعمل قداس ولا بتصلح للسكرية

أما نقيب شعراء الزجل المرحوم جورج ابو انطون، فهو الاكثر عطاء وغزارة، ولديه مئات لا بل آلاف القصائد.

في قصيدة بعنوان "وعد الكذاب" ينهيها ببيتين من الشعر:

لكن بعد ما قدرت حط حساب عا اللي درس بالكذب الف كتاب

أهون ما تنظر وعد من كذاب تنظر وعد إبليس بالجنة

وينتقد من يتزلمون للزعيم فيقول في نهاية القصيدة:

ما زال ها لكانو الخلقهم يعبدو تركوا عبادة ربنا ولحقوا الزعيم

*نقيب المحامين السابق في بيروت 

الأكثر قراءة

خطة الجيش لحصر السلاح... جانب سياسي وآخر تقني ــ عسكري؟ القرار القضائي يهز الوسط المالي: بداية رحلة استعادة الودائع؟