اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يشهد العالم موجة تحول كبيرة نحو روبوتات الدرشة الذكية مثل "تشات جي بي تي"، والتي بات الكثيرون يستخدمونها بشكل يومي ويعتمدون عليها في الكثير من المهام، بل ويحصلون منها على الاستشارات اللازمة في الكثير من شؤون حياتهم.

وبحسب تقرير نشره موقع "ساينتيفيك أميركان" الأميركي، واطلعت عليه "العربية نت"، فإن ثمة إقبالا واسعا من المراهقين في مختلف أنحاء العالم على روبوتات الدردشة التي وصلت إلى درجة أنها أصبحت بديلاً عن العلاقات الواقعية، لكن التقرير يؤكد أن هذا الإقبال من قبل المراهقين سوف يكون له تكلفة كبيرة.

ويُشير تقرير جديد صادر عن منظمة (Common Sense Media) إلى أن 72% من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع قد استخدموا روبوتات دردشة ذكية، وأن 33% منهم لديهم علاقات أو صداقات مع هذه الروبوتات.

وبحسب موقع "ساينتيفيك أميركان" فإن اللغة التي تستخدمها روبوتات الدردشة الذكية، وردود أفعالها، والتعاطف الذي تُبديه، كلها عوامل تُشعر المستخدم بالفهم والتعاطف الحقيقيين، حيث يمكن لروبوتات الدردشة هذه أن تجعل أي شخص يشعر بأنه محبوب، وذلك لأنها مبرمجة لمساعدة المستخدمين على الشعور بأنهم أقاموا علاقة حقيقية، وبما أن المراهقين لديهم شغف فطري بالرومانسية، فإذا شعر أي منهم بالتجاهل من قِبل الفتيات مثلاً يمكنه اللجوء الى روبوت الدردشة لتعويض ذلك.

وبحسب دراسة أجرتها جامعة ستانفورد الأميركية على الطلاب الذين يستخدمون تطبيق (Replika) وجدت أن 81% منهم يعتبرون أن روبوت الذكاء الاصطناعي الخاص بهم يتمتع بـ"ذكاء"، بينما يعتقد 90% أنه "يشبه الإنسان".

على الجانب الإيجابي، يُشاد أحيانًا بهذه الروبوتات لدعمها للصحة النفسية وتعزيزها لها؛ حتى إن دراسة ستانفورد وجدت أن 3% من المستخدمين شعروا أن روبوت (Replika) الخاص بهم ساعدهم بشكل مباشر على تجنب الانتحار.

وإذا كنتَ مراهقاً مهمّشاً أو معزولاً أو تواجه صعوبة في تكوين صداقات، يُمكن لرفيق الذكاء الاصطناعي أن يُقدّم لك الرفقة التي تحتاجها، كما قد يُقدّم لك تدريباً على بناء مهارات المحادثة والتواصل الاجتماعي، كما يُمكن لروبوتات الدردشة أن تُقدّم معلومات ونصائح مفيدة.

لكن في المقابل فإنَّ الكثير من الحوادث تؤكد أن روبوتات الدردشة قد تشكل خطراً على المراهقين، حيث رفعت سيدة من فلوريدا بالولايات المتحدة دعوى قضائية ضد أحد التطبيقات، زاعمة أن روبوت الدردشة أقام علاقة هوسية مع ابنها البالغ من العمر 14 عاماً، وشجعه في النهاية على محاولة الانتحار، وهو ما فعله الطفل بشكل مأساوي. كما تزعم دعوى أخرى رُفعت عام 2024 أن روبوت الدردشة يشجع على إيذاء النفس لدى المراهقين والعنف تجاه الآباء الذين يحاولون وضع قيود على عدد مرات استخدام الأطفال للتطبيق.

ويوصي تقرير "ساينتيفيك أميركان" الآباء بتوصية أطفالهم بأن الأصدقاء من البشر يقدمون الكثير بينما لا يقدمه رفاق الذكاء الاصطناعي، وحث الأطفال على بناء صداقات في الحياة الواقعية. وكذلك تذكيرهم أن اللعب في صغرهم هو سبيلهم لتعلم مهارات جديدة؛ مثل كيفية تجميع قطع الليغو، وكذلك كيفية تبادل الأدوار، وكيفية التكيف بناءً على ردود أفعال زملائهم.

ووجدت دراسة علمية لأكثر من ألف مراهق أن الأصدقاء في الحياة الواقعية يمكن أن يقللوا من آثار الاستخدام الإشكالي لوسائل التواصل الاجتماعي.

الأكثر قراءة

خطة الجيش لحصر السلاح... جانب سياسي وآخر تقني ــ عسكري؟ القرار القضائي يهز الوسط المالي: بداية رحلة استعادة الودائع؟