اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كان المحامي والكاتب والشاعر باللغة الفرنسية المرحوم جان كيرللس يقول ان ردة الموسيقيين العالميين بيتهوفن وموزار تنطوي على ظرف كبير. وتعود مناسبة قول هذه الردة الى الماضي البعيد عندما جاء احد الاصدقاء من الخارج بعد ان تخصص في الموسيقى. لقد حمل معه من بلاد الغربة تمثالين نصفيين احدهما لموزار والآخر لبيتهوفن. وضع صاحبنا الموسيقي التمثالين في الغرفة التي كان يعزف فيها باستمرار ويقوم بتمارينه الموسيقية. وذات يوم سقط تمثال موزار ارضا وتحطم، ومن الطبيعي ان يصيب صديقنا الحزن الشديد الا انه تعزى بسلامة تمثال بيتهوفن الذي قضى آخر سني حياته مبتليا بالطرش. هذه هي الاجواء التي اوحت الى الشاعر الزجلي هذين البيتين الموجهين الى الموسيقار صاحب التمثال المحطم:

من دقاتك ليل نهار     برغي دماغك تملص

انتحر عا دقك موزار  بيتهوفن اطرش خلص

وكان المحامي الكبير اميل لحود من ابرز المحامين المترافعين في ايامه، ويتجمع عشرات المحامين  في قاعة المحكمة للاستماع الى مرافعاته القيمة. وكان ينتقد الموكلين الذين لا يدفعون اتعاب المحاماة للمحامي خصوصاً بعد انتهاء الدعوى. فعلق في مكتبه لوحة كتب عليها:

لما تعرفنا قلنا            يا فرحتنا بهيك زبون

ولما للدفع وصلنا                 شلنا الواو وشلنا النون

وفي حفلة الغداء الكبرى التي اقامها المحامي المرحوم نبيل بو صعب لعدد كبير من  زملائه المحامين في كازينو نبع الصفا الكبير في صيف 2000 وقف المحامي سامي ابو جودة يلقي قصيدة طريفة ومما جاء فيها:

                                                                                                

 جعلته تقليدا ً عزيزاً هذا اللقاء 

 

 

نبيل، يا رمز اللياقة والاباء 

 نتحلق اخوة احباء 

 

 

تجمعنا كل سنة حواليك  

 فنقدر فضلك وهذا الغداء 

 

 

تستضيفنا، تؤنسنا، تكرمنا

 نؤيده وندعو لك بطول البقاء 

 

 

انه عليم ﷲ تقليد جميل  

كرر نبيل كل سنة دعوتنا                                   ونعدك بتلبية النداء

ويوم كنت ما ازال نقيباً عاملاً، زرنا مركز نقابة المحامين في جونية بين عيدي الميلاد ورأس السنة. وفي حضور مئات المحامين، القى المحامي الشاعر سميح خليل قصيدة ننشر بعض ابياتها:

ماهر صديقي وقال إحكي للنقيب بمناسبة ميلاد يسوع الحبيب

وفوق المنابر هين عليه الحكي القادر يرد الشمس من حضن المغيب

رح قول عجنة هالنقابة مباركة من ناضر اللي ندر الها خطيب.

قالوا بجونية اليوم صاروا يسمعوا عصافير وتراتيل عم يتوزعوا.

وعن تُورق الاشجار عز واخضرار تا يلعبوا الشمسات فيها ويشبعوا.

وزينة عهالطرقات من داير مدار وعجقة محامين عغفلة تجمعوا.

سيدة حريصا فوق برمت بالمزار ومواج بحر العاصي عم يطلعوا.

قلتلهم في عيد تاني بالديار وطفل المغارة مباركو من موقعو.

عا ارض جونية الغادية في هالنهار كسبار جايي وجايب الاعضا معو.

وفي بيت المحامي، ولمناسبة الاحتفال الكبير في يوم الثقافة، اعتلى المنبر عشرات المحامين من كتاب وشعراء وغيرهم وقال المحامي يوسف لحود للمحامي سميح خليل ان لديه دقيقة ونصف فقط لإلقاء قصيدته. فبدأ الإلقاء بالابيات الآتية:

قالوا القصيدة شي دقيقة ونص          مطلوب يا سميح تحكيها

حسيت ريق الشعر عم بيغص           ان ما وفيت الكلمة معانيها

وبلشت بعقارب الساعة بص                      وقصر دقايقها وثوانيها

وتا ما يمر الوقت متل اللص             وتطلع قصيدة خير ما فيها

وِقفت عقارب ساعتي عالنص          وقالت الي ممنوع يمشي الوقت        

                                  تا كلمتك كلها تكفيها

                                                                    نقيب المحامين السابق في بيروت*

الأكثر قراءة

خطة الجيش لحصر السلاح... جانب سياسي وآخر تقني ــ عسكري؟ القرار القضائي يهز الوسط المالي: بداية رحلة استعادة الودائع؟