اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تنخفض الكتل الهوائية الحارة اعتباراً من الغد على أن تنحسر كليًا بعد غد السبت! بُشرى زفّتها دوائر رصد حالة الطقس للبنانيين الذين لم يوفّروا وسيلة للتخفيف من حدة حرارة الطقس الشديدة وغير المألوفة بأقل أضرار ممكنة تفادياً لخطر الاختناق.

لكن المُزارع يبقى الحلقة الأضعف في جبه تداعيات موجة الحرّ القياسية! فهو وإن نأى بنفسه عن مخاطرها، عجِز عن حماية مزروعاته من الضرر الذي عبث ببعض أصنافها وقضى على حصاد كان يؤمل أن يعوّض عليه ثقل أكلاف الإنتاج.

رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين اللبنانيين ابراهيم ترشيشي يؤكد عبر "المركزية" تضرّر المساحات الزراعية، ويوضح أنه "من الطبيعي أن تتأثّر المزروعات بحرارة الطقس المرتفعة وغير المألوفة في مثل هذا الوقت ولفترة طويلة كهذه، إذ درجت العادة أن يمرّ لبنان بفترة من الارتفاع الشديد في حرارة الطقس خلال فصل الصيف، إنما ليس لفترة طويلة كما حصل حالياً حيث امتدت أكثر من أسبوع".

من هنا "الضرر كبير على المزروعات كونها مكشوفة ومن غير الممكن فعل أي شيء لتبريد الجوّ المحيط بها" يقول ترشيشي، "قد يكون الإكثار من الريّ يخفف بعض الشيء من تأثرها بحدّة الحرارة المرتفعة، إنما ندرة الأمطار هذا العام وانحباسها بما أدّت إليه من جفاف الينابيع والأنهر والآبار الارتوازية التي تصل إلى عمق 100 متر... كل ذلك حال دون درء الضرر الحاصل حالياً على الأشجار المثمرة والخضراوات بأنواعها كافة".

وإذ يشير إلى أن "المُزارع في مثل هذه الحالة، يزيد من معدل الريّ"، يكشف أن "التبخّر يحصل بوتيرة سريعة، ما يدفع بالمُزارع إلى مضاعفة ريّ الأرض عن المعدّل الطبيعي، وبالتالي فهو بحاجة إلى كميات كبيرة من الأمطار على رغم انحسار مساحة الأراضي الزراعية حيث تُستعمل حالياً نسبة 30 في المئة فقط من مجموع الأراضي الزراعية بسبب الجفاف وشحّ المياه... إنما حتى المساحة المزروعة تعاني من عملية الريّ الذي سرعان ما يتبخّر بفعل حرارة الطقس الشديدة. ما يضطر المُزارع إلى تشغيل مولدات الريّ ليلاً ونهاراً على مدى 24 ساعة الأمر الذي يخفف من مستوى الآبار الأرتوازية".

ويتابع: إن ارتفاع معدل حرارة الطقس وسرعة تبخّر المياه يسرّعان في حصاد بعض المزروعات قبل أوانها، في حين تقضي هذه العوامل على بعض المحاصيل المعرّضة مباشرة لأشعّة الشمس، كما هناك نباتات صغيرة لا تتحمّل هذا المعدل المرتفع في درجات الحرارة التي تقارب المستوى ذاته في الليل كما في النهار، وهذا غير مألوف إطلاقاً في البقاع تحديداً.

"الخسارة هنا تزداد" على حدّ قوله، "فالمُزارع يقف مذهولاً أمام المعاناة التي يعيشها هذا العام: من تقليص مساحة الأرض الزراعية، وانخفاض معدل الإنتاج، وارتفاع أكلاف الريّ بسبب شحّ المياه، إضافة إلى الارتفاع الشديد في درجات حرارة الطقس، ومع كل هذه العوامل مجتمعةً يبيع إنتاجه بأسعار مخفّضة".

"من المُبكر اليوم تحديد خسائر المُزارع جرّاء أزمة الجفاف الحاصلة، إلى حين انحسار موجة الحرّ... عندئذ يمكننا تقدير الخسائر التي تكبّدها القطاع الزراعي" يختم ترشيشي.    

الأكثر قراءة

خطة الجيش لحصر السلاح... جانب سياسي وآخر تقني ــ عسكري؟ القرار القضائي يهز الوسط المالي: بداية رحلة استعادة الودائع؟