اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان "ايران هي دولة صديقة، ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة. ويجب عليها ان تكون صديقة لكافة مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة"، مشددا ًعلى ان لبنان لا يتدخل في شؤون أي دولة، ولكنه لا يسمح بتدخل أي دولة في شؤونه".
وعن الورقة الأميركية التي حملها المبعوث الأميركي السفير توماس براك، أوضح الرئيس عون ان "لبنان وضع ملاحظاته عليها واضحت ورقة لبنانية، وانها "لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا و "إسرائيل" عليها. والامر الثاني الذي اكدنا عليه، هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها".
مواقف الرئيس عون جاءت خلال مقابلة تلفزيونية، وقال عن زيارة علي لاريجاني: "كنت واضحاً معه. قلت اذا كنتم ترغبون بصداقة لبنان، فأهلاً وسهلاً بكم، ولكن يجب ان تكون مرتكزة على الاحترام المتبادل. ذكّرته بزيارة وزير الخارجية الإيراني الى لبنان في الرابع من حزيران الماضي، حيث تكلمت معه على أسس العلاقات بين أي بلدين، والتي تقوم على 4 ركائز: الشفافية، الصراحة، الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين. ويجب على ايران ان تكون صديقة لكل مكونات المجتمع اللبناني وليس لفئة واحدة. المساعدة تكون استناداً الى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة اللبنانية"، مضيفا "نحن لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون الدولة الإيرانية او أي دولة أخرى، ولكن في المقابل لا نقبل ان يتدخل احد في شؤوننا. سلاح حزب الله شأن داخلي، والمؤسسات الدستورية هي المعنية بمعالجة هذا الموضوع. اذا عدنا الى وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، فهي واضحة في موضوع حصر السلاح. وحتى خطاب القسم والبيان الوزاري أشارا الى حصر السلاح، ولا اعتقد ان أحداً في الدولة اللبنانية على مساحة الوطن، لديه مشكلة مع حصر السلاح."
وتابع "عندما جاء السفير توم براك الينا، قال ان هناك اتفاقية تم التوقيع عليها في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وهي اتفاقية وقف اطلاق النار التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية السابقة بكل أطيافها، فكيف تريدون منا مساعدتكم على تطبيقها؟ وعند عودته ثانية، حمل الينا ورقة تتضمن لائحة أفكار كخريطة طريق. تمت دراسة هذه الورقة من قبل الرؤساء الثلاثة، وشكلنا لجنة لذلك، وتم وضع ملاحظات عليها من قبلنا، وتسليمها اليه، وحصل تبادل للملاحظات على هذه الورقة. كما قلت، هذه الورقة هي خريطة طريق لتنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار، ووضعنا ملاحظاتنا عليها، فأضحت بذلك ورقة لبنانية، وأجرينا إضافات عليها، أهمها تحت بند ملاحظات، وهو الاتي: لا تصبح هذه الاتفاقية نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا و"إسرائيل" عليها. وهناك أيضا إضافات أخرى ضمن بند ملاحظات أيضاً، والامر الثاني الذي اكدنا عليه هو مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، اذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتم تنفيذ الخطوة المقابلة لها. والورقة في حد ذاتها، تحتوي على 4 مواضيع أساسية: اولاً الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وتثبيت الحدود ووقف الاعتداءات على لبنان، ثانياً انعاش الاقتصاد اللبناني، ثالثاً إعادة الاعمار، ورابعاً ترسيم الحدود مع سوريا. وفي هذا الاطار، أود أن أثمّن الموقف السوري تجاه هذه الورقة، حيث قالت وزارة الخارجية السورية تعليقا على بنودها: في ورقة براك والمرتبطة بسوريا، ترسيم الحدود مع لبنان والتنسيق الأمني بيننا هما من أهم الملفات لأنها تقود الى تعاون اقتصادي كبير بين البلدين، لذلك نحن منفتحون على التعاون".
وأردف "اذاً، هذه هي النقاط او المواضيع الأربعة الأساسية في ورقة براك، وأنا كرئيس للدولة، همّي مصلحة لبنان، لدي خيار من اثنين: اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم أنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة "إسرائيل" عليها، فيتم بالتالي الانسحاب وتحرير الاسرى وترسيم الحدود ووقف الاعتداءات وانعاش الاقتصاد، وإما لا أوافق على الورقة، وعندئذ "إسرائيل" سترفع وتيرة اعتداءاتها، ومن الممكن ان يتم ذلك بدعم من المجتمع الدولي، وسيصبح لبنان معزولا اقتصاديا، ولا احد منا بامكانه الرد على الاعتداءات. واذا كان احدهم يعتقد موهوماً بأن أحداً سيساعدنا ويقاتل عنا، فهو مخطىء. واذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي الى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وترسيم الحدود وانعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه. الموضوع حساس ودقيق، وعلينا ان نختار ما هو افضل لجميع اللبنانيين وليس لفئة على حساب اخرى".
وقال الرئيس عون: "لم نتلق أي تهديد، ما قاله الأميركيون هو انكم اذا اردتم تنفيذ الورقة فأهلاً وسهلاً، واذا لم تريدوا تنفيذها، فلن يبقى لبنان في دائرة اهتماماتنا"، مضيفا "ان اتفاق الطائف واضح في موضوع حصر السلاح، ومن اساسيات قيام الدولة قرار السلم والحرب وحصر السلاح بيدها. هناك احتلال إسرائيلي، واسرى لبنانيون في السجون الإسرائيلية، وحدود غير مرسَّمة مع "إسرائيل"، وأريد اتفاقا مع الطرف الآخر، برعاية فرنسية او أميركية او دولية لا فرق، لأتمكن من مقاربة هذا الملف. لماذا عليَّ أن أقاربه من طرف واحد؟ صحيح أنه أمر داخلي، ولكن هناك ورقة تقدم لي أفضليات، فلماذا لا أستفيد منها؟ وكما ذكرت، إما أن نتبع مسار هذه الورقة ونفك عزلة لبنان، وتحصل الولايات المتحدة على موافقة "إسرائيل" عليها، واما لا نسير بالورقة، فيسوء الوضع أكثر مما هو الآن".
أنني رجل دولة وقد جئت لأبني بلداً
أضاف "انا لا احكم على النوايا، ولا اعرف ما هي الحسابات وراء المواقف، ولكن ما يعنيني، هو أنني رجل دولة وقد جئت لأبني بلداً، ليس لدي حسابات انتخابية او حزب يشغل بالي، ولا تطلعات سياسية لاحقة بعد انتهاء ولايتي الرئاسية، همي ان احمي البلد وان ابني دولة، فقط لا غير. ومن يريد ان يزايد فهو حر".
وعن موضوع المحادثات مع حزب الله، قال: "انا منفتح على ان ابحث أي موضوع تحت سقف الدولة، ومن يرغب فاهلاً وسهلاً به. اعود وأكرر ان همّي ليس المحاور ولا انقل لبنان من محور الى آخر، بل همّي ان يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الامن والازدهار والاستقرار، لانه من دون استقرار سياسي وأمني ليس هناك من ازدهار وانتعاش اقتصادي. لدي احتلال في الجنوب اريد ان انتهي منه، كما الانتهاء من ترسيم الحدود مع سوريا، لا آخذ البلد من محور الى آخر. من يرغب بمساعدة لبنان من دون تدخل بشؤونه فاهلاً وسهلاً به".
نعمل على تحصين علاقتنا مع سوريا
وأكد أننا "نعمل على تحصين علاقتنا مع سوريا امنياً وعسكرياً برعاية المملكة العربية السعودية، وترسيم الحدود أساسي في هذا الإطار. ولكن هذا الخوف غير مبرر. وكما قلت إذا كان هناك من خوف ما، فالدولة اللبنانية بقواها المسلحة تعنى به. والجيش موجود على الحدود وهو جاهز للحفاظ على الأمن من أي محاولة تستهدف لبنان. وحتى في الداخل، فإننا نلاحظ ان جميع الأفرقاء كلمتهم واحدة لجهة تحصين لبنان وتحييده، من المفتي دريان الى مشيخة العقل، وصولا الى جميع الفاعليات السياسية والدينية. الكل مع تحييد لبنان، وهذا ما يقويه ويحصنه تجاه أي تحديات تواجهه من أي جهة كانت".
أضاف "منذ تأليف الحكومة الى اليوم، حصلت عدة إنجازات لجهة الإصلاح المالي والإقتصادي والمصرفي. واليوم وقَّعت على قانون إصلاح المصارف، وقبله قانون السرية المصرفية، وتعيين حاكم المصرف المركزي. وأصبحت هناك لجنة رقابة، ونواب للحاكم. وتم التواصل مع البنك الدولي، ووفد منه اتى الى لبنان، فالخطوات قائمة لتحقيق الإصلاح. وحتى المؤشرات الاقتصادية مشجعة. وبالأمس، مؤشر اليوروبوند بلغ نحو 20%، في حين انه قبل ذلك كان بحدود 6%. هذه مؤشرات مشجعة، عدا عن السياحة. بالتالي، اننا نقوم بخطوات. وحتى في القضاء، محاربة الفساد ومعالجة ملفاته هي باتجاه الإصلاح الإقتصادي والمالي والمصرفي. يبقى البحث في موضوع الفجوة المالية، الذي بدأته الحكومة. بذلك، نكون قد قمنا بكل الخطوات مبدئيا بإتجاه وضع لبنان على السكة الصحيحة لإستعادة الثقة".
وعن ملفات الفساد، قال الرئيس عون: "ان التوقيفات التي حصلت، والملفات التي فتحت، تشمل كل الطوائف، وهذا واضح للجميع. والتشكيلات الجديدة والمدعون العامون الجدد سيتابعون هذه الملفات. ونحن في بداية مرحلة جديدة في مقاربة موضوع الفساد".
كل ما نقوم به هو باتجاه السلام
والازدهار والانتعاش الاقتصادي
وعن السلام، قال الرئيس عون: "نحن منطلقون من مبادرة السلام العربية التي انبثقت عن قمة بيروت العام 2002. وفي هذا الإطار، اريد ان اشيد بدور وجهود الأمير محمد بن سلمان الذي يسعى بكل جهده لأخذ المنطقة الى السلام. ولقد رأينا في الفترة الأخيرة، المؤتمر الذي حصل برعاية سعودية-فرنسية وقام على اساس حل الدولتين، إضافة الى كل المحاولات الجدية التي يقوم بها الأمير لأخذ الوضع في المنطقة الى السلام. نحن موجودون ضمن الإجماع العربي، وخطة السلام القائمة على السلام العادل وإعادة الحقوق لأصحابها. ووفقا لمبادرة السلام العربية، لبنان سيكون في هذا القطار"، مضيفا "كل ما نقوم به هو باتجاه السلام، والازدهار والانتعاش الاقتصادي، لأن الاستقرار السياسي والأمني يؤدي الى الاقتصاد وليس الى العكس. نحن نعمل على هذا الموضوع، وتحديداً على خطين: القضاء والإصلاحات الاقتصادية، وبالتأكيد الوضع الأمني".
وعن موضوع توطين الفلسطينيين، قال: "انه امر مرفوض كليا من قبلنا".
وعن موضوع نزع سلاح المخيمات، قال الرئيس عون: "لقد تم تأخيرها لسببين: الأحداث التي حصلت والاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وكذلك بعض الاعتبارات الداخلية عند السلطة الفلسطينية. لقد حصل تأخير، ولكن لم يقفل هذا الملف. هناك سلطة فلسطينية، ورئيس لها اتى الى لبنان وقال: هذا وعدي لكم. ونحن بانتظار الترتيبات الداخلية لكي ننسق وإياهم حول كيفية التنفيذ. لكن القرار اتخذ من قبلهم. ونحن تلقفناه، وهو قرار مرحب به".
لا أحد بإمكانه إخراج أحد
وعن التخوف من أي حرب او إقتتال داخلي، قال: "لبنان تعب من الحروب والأزمات. نحن سنحاول قدر المستطاع وأكثر، تجنيب لبنان أي خضات داخلية او خارجية"، مضيفا "لا أحد بإمكانه إخراج أحد. الطائفة الشيعية موجودة في لبنان، وهي فاعلة في الحياة السياسية اليومية، وفاعلة في الحياة البرلمانية، وما من احد يستطيع إخراجها من حيث هي موجودة. ولكن للأسف، البعض لأهداف سياسية خاصة ولأهداف إنتخابية، يحاول تخويف اللبناني من الآخر، وهذه مشكلتنا في لبنان. هناك دائما طرف يعمد الى اخافة مجتمعه من الطرف الآخر. والآن نحن في مرحلة إنتخابية. ولكن ما من خوف على اية طائفة، وما من طائفة لها فضل على أخرى، وما من طائفة اقوى من أخرى، جميعنا موجودون تحت سقف لبنان، ولدينا هوية واحدة، ولدينا الفرص نفسها، ونواجه التحديات نفسها. موقفنا ووحدته هو اهم سلاح. فلا ندع أحدا يحاول إخافة الآخر من احد، فمحاولات التخويف هذه كلها باطلة، وانا مسؤول عن كلامي".
لبنان دولة مسروقة وليس دولة مفلسة
واعتبر الرئيس عون "لبنان دولة مسروقة وليس دولة مفلسة. ورأيي ان 90% من المشكلة في لبنان تكمن في الفساد الذي كان مستشرياً لأنه لم تكن هناك من محاسبة. اليوم بات لدينا قضاء يحاسب ويفتح ملفات. ولبنان يتمتع بإمكانات هائلة، ولديه شبان وشابات من ذوي الخبرات. واللبنانيون الذين يعملون في الخارج وفي مختلف دول الخليج وهم يكبّرون القلب اذ نسمع عن انجازاتهم كلما سافرنا يشكلون رأسمالنا الأساسي، وهو موجود في الخارج كما في الداخل اللبناني. من هنا، فإن لبنان بقدراته ليس مفلسا، لكنه كان منهوبا".
الجيش محصَّن
وعن دور الجيش للمرحلة المقبلة، قال: "الجيش محصَّن، والدليل على ذلك المرحلة السابقة التي مرت، فعلى الرغم من كل الذي حصل، بقي الجيش قلباً واحداً. وهو ينفذ مهامه في كافة المناطق اللبنانية بجميع عناصره، ويقدِّم الشهداء من كافة الطوائف والمذاهب والمناطق. والجيش يأتمر بالسلطة الإجرائية المسؤولة عنه والتي تصدر اوامرها اليه، فلا يخف احد. الجيش محصن، وهو يقوم بكافة مهماته".
وختم الرئيس عون بالقول: "انا افهم اللبناني وهو يعيش منذ فترة في قلق امني واقتصادي ومالي، يتوق الى الخلاص. ولكن انا ليس لدي عصا سحرية. ما تم تحقيقه في ستة أشهر يشكِّل إنجازات. وانا أعد اللبناني في الداخل والخارج اننا سنتابع ولا عودة الى الوراء، ولكن يجب اعتماد بعض الصبر لكي نتمكن من اخذ لبنان الى بر الأمان. 40 سنة، ليس من السهل بين ليلة وضحاها ان نقوم بتغييرها، ولكن التغيير بدأ وهو ملموس. لقد بدأ لبنان بالعودة الى ما يريده منه العالم العربي، ونحن نريد مساعدة العرب لنا. وكما كانوا يقولون قبلا من ان لبنان هو شرفة العرب، فإن لبنان سيعود شرفة العرب، بمساعدة العرب"، مضيفا "لقد قلت لكل العالم: لا اريد هبات بل اريد إستثمارات، تعالوا استثمروا في لبنان بلدكم الآخر، والاستثمارات تكون على أشكال عدة، ولدينا قطاعات كثيرة يمكنكم الاستثمار فيها".
يتم قراءة الآن
-
لبنان الرسمي للثنائي براك ــ اورتاغوس: الكرة في ملعب «اسرائيل» مصير «اليونيفل» يتحدد خلال أيام الشارع «الاسرائيلي» يضغط على نتنياهو لانهاء حرب غزة
-
وضوح وغموض في الانفجارات السورية التي لا تنقطع
-
من أموال المودعين الى صندوق النقد: وزير الاقتصاد يرسم خريطة التعافي الاقتصادي في حوار مع "الديار"
-
قاسم يكشف استراتيجيّة "الحزب" بين قرار حصر السلاح وضغوط الخارج
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:30
وسائل إعلام "إسرائيلية": إصابة ضابط وجندي بجروح متوسطة بنيران قناص في معارك شمال قطاع غزة اليوم.
-
22:14
زيلينسكي: - نسعى للحصول على ضمانات أمنية تدوم لسنوات
-
22:13
زيلينسكي: أطلعت ترامب على الوضع الميداني على الخارطة
-
22:12
زيلينسكي: - ناقشت عدة قضايا حساسة مع ترامب بما في ذلك الضمانات الأمنية
-
22:11
ترامب: سنحاول عقد لقاء ثلاثي بين أميركا وأوكرانيا وروسيا
-
22:11
ترامب: سأعقد اجتماعاً آخر مع بوتين ويمكن للقادة الأوروبيين حضوره وجميعنا نفضّل وقفاً فورياً لإطلاق النار خلال العمل على إحلال سلام دائم
