اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعتبر السباحة واحدة من أكثر النشاطات الرياضية المفضلة حول العالم، لما توفره من فوائد صحية وجسدية متعددة، بما في ذلك تقوية العضلات وتحسين اللياقة البدنية. ومع ذلك، قد تتسبب السباحة في بعض الحالات بحدوث التهاب المثانة، المعروف أيضًا باسم التهاب المسالك البولية بعد السباحة، خاصة عند التعرض للمياه غير النظيفة أو البقاء لفترات طويلة في المسبح الرطب.

يحدث التهاب المثانة بعد السباحة عادة نتيجة دخول البكتيريا الضارة إلى مجرى البول، وهو ما يُعرف طبيًا بالتهاب المسالك البولية السفلي. ويزيد التعرض للمياه المحتوية على الكلور بشكل غير كافٍ أو عدم تغيير الملابس المبللة مباشرة بعد الخروج من المسبح من خطر الإصابة بهذا الالتهاب. كما أن السباحة لفترات طويلة أو ارتداء ملابس سباحة ضيقة يساهم في خلق بيئة رطبة تساعد على نمو البكتيريا في منطقة الإحليل والمثانة.

تظهر أعراض التهاب المثانة بعد السباحة غالبًا بعد ساعات قليلة إلى يومين من التعرض، وتشمل الشعور بالحرقان أثناء التبول، الحاجة المتكررة الى التبول، وأحيانًا آلام أسفل البطن أو الظهر. قد يصاحب هذه الأعراض تغير في لون البول أو رائحته، وفي حالات نادرة قد يحدث تسرب البول أو دم في البول، وهو مؤشر على التهاب أكثر حدة يتطلب متابعة طبية عاجلة.

تختلف شدة الأعراض من شخص الى آخر حسب مستوى نظافة المسبح، مدة التعرض، وحساسية الجهاز البولي لدى الفرد. وغالبًا ما تكون النساء أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال، نتيجة لقصر الإحليل وخصوصية التشريح البولي، مما يسهل دخول البكتيريا إلى المثانة.

هذا ويعتمد علاج التهاب المثانة بعد السباحة على مدى شدة الأعراض ونوع البكتيريا المسببة للعدوى. غالبًا ما يصف الطبيب المضادات الحيوية المناسبة بعد إجراء التحاليل المخبرية للتأكد من نوع البكتيريا، بالإضافة إلى تناول كميات كافية من الماء لتعزيز التبول وطرد الجراثيم من المسالك البولية.

بالإضافة إلى العلاج الطبي، هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تقلل من احتمالية الإصابة، مثل تغيير ملابس السباحة فور الانتهاء من التمرين، الحفاظ على نظافة المسبح والمياه، وتجنب البقاء في الماء لفترات طويلة دون ضرورة. كما يُنصح بممارسة نظافة شخصية دقيقة بعد السباحة، بما في ذلك غسل اليدين والمنطقة الحساسة، لتقليل انتقال البكتيريا.

في الحالات المتكررة أو المزمنة، قد ينصح الطبيب بإجراء فحوص إضافية للتأكد من عدم وجود تشوهات في الجهاز البولي أو مشكلات أخرى تزيد من قابلية الإصابة بالالتهاب. وبالموازاة، يمكن تعزيز الجهاز المناعي من خلال اتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن، ما يساعد الجسم على مقاومة العدوى بشكل طبيعي.

إلى ذلك، وعلى الرغم من فوائد السباحة العديدة، فإن التهاب المثانة بعد السباحة يمثل مشكلة شائعة يمكن الوقاية منها بسهولة باتباع إجراءات النظافة الشخصية واتباع تعليمات المسبح المتعلقة بالنظافة وتعقيم المياه. ومع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن التخلص من التهاب المثانة بسرعة ومنع تكراره، مما يسمح بالاستمتاع بالسباحة بأمان وراحة دون التعرض للمضاعفات الصحية.

الأكثر قراءة

«إسرائيل» تفرض واقعها جنوب لبنان... لا تعهدات ولا ديبلوماسية توقفها قلق من مرافقة السناتور غراهام المتشدد «اسرائيليا» لبرّاك واورتاغوس الى بيروت