اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعتبر الدماغ أحد أهم أعضاء الجسم، فهو المسؤول عن التفكير، الذاكرة، التحكم في الحواس، وتنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية. وللحفاظ على أدائه الأمثل وتقليل مخاطر تدهور القدرات العقلية مع التقدم في العمر، يلعب النظام الغذائي دورًا رئيسيًا. فاختيار الأطعمة الغنية بالمغذيات الأساسية يمكن أن يعزز صحة الدماغ ويقيه من التدهور المبكر.

تُعد الأسماك الدهنية مثل السلمون، والسردين، والماكريل من أهم مصادر أحماض أوميغا-3 الدهنية، التي تُسهم في تعزيز وظائف الدماغ وتحسين الذاكرة. تعمل أوميغا-3 على دعم صحة الخلايا العصبية وتقليل الالتهابات، وهو ما يحمي الدماغ من التدهور المرتبط بالتقدم في العمر والأمراض العصبية مثل الزهايمر.

هذا وتحتوي المكسرات، مثل الجوز واللوز، والبذور مثل بذور الكتان ودوار الشمس، على مستويات عالية من فيتامين E ومضادات الأكسدة. تعمل هذه المركبات على حماية خلايا الدماغ من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، كما تساعد في تحسين التركيز وتعزيز القدرة على التعلم.

كما يُعتبر التوت بأنواعه، مثل التوت الأزرق، والفراولة، والتوت البري، من الأطعمة المفيدة جدًا للدماغ، نظرًا لاحتوائها على مضادات الأكسدة والفلافونويدات. هذه المركبات تُحسن التواصل بين الخلايا العصبية وتُعزز الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، كما تُقلل من الالتهابات العصبية.

إنّ السبانخ، الكرنب، واللفت من الخضروات الورقية الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين K وحمض الفوليك والبيتا كاروتين، والتي تُسهم في تعزيز وظائف الدماغ وتحسين الأداء المعرفي. هذه الخضروات تحمي من التدهور الإدراكي وتحافظ على مرونة الدماغ مع التقدم في العمر.

وتُعتبر الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والكينوا، والقمح الكامل مصادر ممتازة للكربوهيدرات المعقدة، التي توفر طاقة مستدامة للدماغ. هذه الطاقة تساهم في تحسين التركيز والانتباه، كما تدعم مستويات السكر في الدم بشكل ثابت، ما يقلل من التهيج الذهني والتعب العصبي.

إلى ذلك، تحتوي البقوليات مثل العدس والفاصوليا والحمص على بروتينات وألياف وفيتامينات معقدة مثل B6 وB9، والتي تلعب دورًا مهمًا في إنتاج الناقلات العصبية وتحسين الحالة المزاجية. كما تساهم هذه العناصر في تعزيز الذاكرة والقدرة على التركيز.

يُعد البيض مصدرًا غنيًا بالكولين، وهو عنصر غذائي أساسي لتكوين أسيتيل كولين، ناقل عصبي مهم للذاكرة والتعلم. كما يحتوي البيض على فيتامين B12 و B6، التي تساعد على تقليل مستويات الهوموسيستين الضارة التي قد تؤثر على الدماغ.

أما زيت الزيتون البكر، وزيت جوز الهند، وزيوت أخرى غنية بالدهون غير المشبعة فتعمل على تعزيز صحة الدماغ، وحماية الخلايا العصبية، ودعم التواصل بين الخلايا العصبية، بما يحسن الأداء المعرفي ويقلل من خطر التدهور العصبي.

أخيراً، إنّ الحفاظ على صحة الدماغ لا يقتصر على ممارسة التمارين العقلية فحسب، بل يشمل أيضًا اتباع نظام غذائي غني بالمغذيات الضرورية. من خلال إدراج الأسماك الدهنية، المكسرات، التوت، الخضروات الورقية، الحبوب الكاملة، البقوليات، البيض، الزيوت الصحية، الشوكولاتة الداكنة، والقهوة أو الشاي ضمن النظام الغذائي اليومي، يمكن تعزيز وظائف الدماغ والذاكرة والمزاج، والحد من مخاطر التدهور العصبي مع التقدم في العمر. الالتزام بهذا النمط الغذائي الصحي يُعد استثمارًا طويل الأمد لصحة الدماغ وجودة الحياة.

الأكثر قراءة

«إسرائيل» تفرض واقعها جنوب لبنان... لا تعهدات ولا ديبلوماسية توقفها قلق من مرافقة السناتور غراهام المتشدد «اسرائيليا» لبرّاك واورتاغوس الى بيروت