اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


وقال الله: ليكن نور

ازرع حباً حيث تمر انثر مطراً حيث تمر انثر خيراً حيث تمر اقضي كرماً حيث تمر ازرع طيباً حيث تمر كن كالصندل اذا ضربتك الفأس تركت عليك مطراً واذا وقعت عليها فاحت رائحة العطر منك.

عابر انت على دروب الحياة كائن الرحيل انت والغياب وللعبور

فاترك عطراً حيث تمر واترك اثراً طيباً حيث تمر وقبل ان ترحل كن ناعماً حنوناً كالمغيب وخيراً ونبع فرح ونور كشروق الشمس والقمر عابر انت على دروب الحياة لن يبقى الا الخير الذي صنعته والحب الذي اعطيناه كل شيء سينتهي يوماً انها انتربولوجيا معطوبية الرحيل والعبور ووجودية الفناء والزوال.

اترك عطراً حيث تمر ازرع سلاماً حيث تمر انشر حباً حيث تمر انضح طيباً حيث تمر انشر فرحاً حيث تمر معطوبيتنا تحمل في طياتها نهائيتنا وكما يقول الفيلسوف الكبير الالماني هنيبعل:

الانسان جاهز للموت باللحظة التي يولد فيها. انها انتربولوجيا المعطوبية الوجودية La Brisure existensielle.

ونحن نعيش كما يقول الفيلسوف الفرنسي اوغست كونت: نعيش اكثر مع الاموات اكثر مما نعيش مع الاحياء.

فالانسان ليس هو فقط كائن النسيان كائن الذكريات بل كائن التاريخية Historicite والتزامنية اي الوجود في الزمن اي الوعي بالحضور في التاريخ: الماضي، الحاضر، المستقبل.

جرحنا الوجودي لا شفاء لنا منه بالرغم من الغربة والكآبة الا باللقاء الوحيد الازلي المطلق الذي هو الله الذي هو وحده يعطي معنى لوجودنا وارتواء لظمئنا الكياني ولعطشنا الدائم الى ازليته التي تهدىء قلق فنائيتنا وحده الرجاء المسيحي هو الدواء والشفاء ونور شمعة.

حياتنا المصلوبة على الوجع والمرض والفشل والخوف من الموت التي يمحوها كل ظلام الدنيا والخروج من الكآبة والغربة والشعور باليأس وعدم الاطمئنان لذلك النور الحقيقي يأتينا من الايمان بالله والاتكال عليه وعلى محبته وعنايته فنرفع الانتربولوجيا الانسانية الوجودية الى النورانية التيولوجية الالهية نبع الاستقرار والسكينة.

الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟