وبعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انه لن يتخلى عن وعوده للشعب اللبناني وسيزور لبنان مجددا للدفع باتجاه تشكيل حكومة مهمة قادرة ، وانه سلّم الحكومة اللبنانية صور الاقمار الصناعية لتفجير مرفأ بيروت وعليها واجب مصارحة الشعب بالنتائج والتحقيقات ، يتم الاعلان عن ايجابية أكبر وأهم ، هي المبادرة الفرنسية - الالمانية لوضع خريطة طريق لإنقاذ لبنان من الانهيار الكامل تتبناها مجتمعة دول الاتحاد الاوروبي في إجتماع يعقد اليوم في بروكسل ، تتألف من سلسلة اقتراحات اصلاحية شاملة وعاجلة ، وأخرى آجلة تتعلق بصلب المشاكل اللبنانية السياسية والاقتصادية والمالية وبالنظام اللبناني وعلاقات لبنان العربية والدولية .
بعد هذه الايجابيات التي تأتينا من الخارج البعيد المهتم بأوضاعنا ومصلحتنا ، لا نرى في الداخل اللبناني ولا نسمع سوى المآسي والكوارث والاهمال واللامبالاة ، وكان اخطرها أن لبنان مهدد بعقوبات تطول البنك المركزي ، بما يعني أن لبنان سيصبح خارج النظام المالي العالمي بما يحمل من خراب وانهيارات وسقوط جميع مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات العسكرية والامنية ، في ذات الوقت الذي تنتشر فيه أخبار إغتيالات مرتقبة قد تطول سياسيين ورؤساء احزاب ورجال مال في بلد تحكمه حكومة تصريف أعمال تعجز حتى عن تصريفها ، وشعب ينام ويقوم على أخبار التوتر على الحدود الجنوبية ، والاجراءات الاحتياطية في الضاحية الجنوبية وامام منازل بعض المسؤولين ، ومغادرة فجائية للسفير البريطاني مع بعض عائلات الموظفين.
وكل ذلك يحصل بوجود سلطة عاجزة عن تشكيل حكومة قادرة على التمييز بين طريق تأخذ لبنان الى الحياة وطريق تأخذه الى الموت.