اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نقابي بامتياز، عضو مجلس نقابة ومفوض قصر على عدة دورات، وفي رصيده عدة كتب ومقالات قانونية وحقوقية. لم يحالفه الحظ في الدورة الماضية رغم نيله عددا كبيرا جدا من الأصوات. ناضر كسبار، المرشح إلى مركز عضو ونقيب محامين، حاورته جويل عرموني.

- لماذا ناضر كسبار مرشح مجددا لتبوؤ مركز نقيب محامي بيروت؟

لاستنهاض وضع المهنة. أنا موجود دائما في النقابة والعدلية، وعضو مجلس نقابة ومفوض قصر على عدة دورات وعلى اتصال دائم بالمحامين منذ أكثر من عشرين عاما. وثمة صرخة واضحة ومعاناة لم تشهد لها العدلية مثالا. هذه المعاناة تحاكي طبعا المأساة التي تمر بها البلاد، إلا أنها أصعب على المحامي الذي بطبيعة عمله قد يتأثر أكثر من غيره من المهن بأوضاع البلاد وقيمة العملة الوطنية.

وقد أولت النقابة في السنين الماضية الشأن الوطني أهمية خاصة وقد تكون وضعته على رأس سلم أولوياتها، وقد ساهمت شخصيا في هذا التوجه كعضو نقابة ومفوض قصر إيمانا مني بدور النقابة العريق على الصعيد الوطني وفي ظل الأيام المصيرية التي نعيشها.

إلا أنني على اقتناع راسخ بأن على النقابة حاليا إعطاء أولوية مطلقة لأوضاع المحامين والعمل قدر المستطاع على تأمين شبكة حماية لهم لتمرير هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد. إن المحامين يعانون، وأرقام الهجرة وإقفال المكاتب مقلقة جدا، حتى انني لا أبالغ إن قلت إن مصير المهنة بأكملها أصبح على المحك!

هذا هو سبب ترشيحي، شعاري المحامي أولاً، وهدفي إن انتخبني زملائي نقيبا العمل ليل نهار للمحافظة على المهنة وتطبيق برنامج عمل واضح يدعم المحامين ويؤمن استمرارية مكاتبهم إلى حين عودة الاستقرار والنمو في البلاد.

- هل دفعت ثمن دعم الأحزاب لك في الانتخابات الأخيرة؟ وهل تعتبر أنك ظلمت؟

طبعا أنني ظلمت عندما لقبت بمرشح الأحزاب. وهذا لا يعني أنني لا أتفهم الأسباب التي حدت المحامين، وبخاصة الشباب منهم، على توجيه رسالة عبر صندوق الاقتراع لجميع أحزاب السلطة والتيارات السياسية. ظلمت لأنني المستقل الدائم وأحيانا كثيرة الوحيد، الذي نزل إلى الأرض منذ الأيام الأولى لثورة 17 تشرين، والذي لطالما عير بأنه يخوض انتخاباته منفردا من دون دعم أي حزب أو تيار سياسي.

وبالمناسبة، إن نظرتَ الآن إلى المشهد الانتخابي، ستلاحظ أنني مجددا المرشح الجدي الوحيد لمركز نقيب غير المدعوم من أي حزب أو طرف.

- ولكن ما هي حظوظ نجاحك في هذه الحال؟

هذا السؤال مهم، واسمح لي أن أشرح طريقة مقاربتي للانتخابات النقابية.

تخسر الثورة والمجموعات والأحزاب، والأهم نخسر جميعا كمحامين عندما يفرض علينا مرشحون «بالبراشوت»، أي مرشحون ممن ليس لديهم أي تواصل مع المحامين أو أي تاريخ في العمل النقابي. وإذا سألت أي محام اليوم، سيقول لك إن ناضر كسبار متقدم لأننا نعرفه ويعرفنا، «وفي بيننا خبز وملح».

ومن جهة أخرى، فإنني أراقب بدهشة وأسف الجدالات العقيمة حول ما إذا كان هناك لدى المرشحين غير المدعومين من أحزاب السلطة أي فرصة للوصول. هل هذا فعلا ما يريده المحامون؟ وهل دور النقابة وانتخاباتها الوحيد هو تحديد أحجام أحزاب السلطة تمهيداً للانتخابات النيابية؟

أدعو الجميع للتعالي عن الانتماء الحزبي أو السياسي الضيق والتفكير والعمل على ما يهم المحامي ويحفظ له كرامته واستمراريته. ما نفع المحامي إن ربح هذا الحزب أو ذاك إن لم يكن هو نفسه قادرا على تأمين استشفاء عائلته مثلا؟

أنا مرشح حزب المحامين، شاركت في الثورة منذ يومها الأول وأعتمد على وعي زملائي لخطورة وضع المهنة ورغبتهم بنقيب يعيد التأكيد على أولويتها القصوى. وأخوض كما دائما معركة نقابية مهنية بامتياز بناء على برنامج واضح يضع المحامي أولا ويعمل على تحسين ظروف عمله اليومية. وقد أستثني ملفين وطنيين سأوليهما منذ اليوم الأول أهمية قصوى توازي أهمية الأمور المهنية، وهما ملفا ضحايا المرفأ ومصير ودائع اللبنانيين في المصارف.

ما هي أولوياتك إذا انتخبت نقيبا ؟

إذا أولاني زملائي ثقتهم، فسأدعو فوراً إلى عقد خلوة لمجلس النقابة تحت عنوان تنويع مصادر الدخل.

تنويع مصادر دخل المحامين أولاً، ولدينا عدة اقتراحات في هذا المجال، إن من خلال إعادة النظر في أتعاب المحاماة لرفعها تدريجيا، أو عبر تعليق تطبيق ضريبة الTVA على أتعاب المحامين، وإنشاء منصة الكترونية تربط المحامين في لبنان بزملائهم في الخارج، بحيث تستفيد مكاتبهم العالمية والعربية من طاقاتنا القانونية بشكل يؤمن مورداً إضافياً للمحامين في لبنان بالعملات الأجنبية وغيرها من الاقتراحات التي قد تمكن المحامي من الصمود والاستمرار.

أما في ما خص موارد النقابة، فسنتجه لفتح باب التبرعات من الصناديق والنقابات الأجنبية، أو الطلب من الزملاء المقتدرين العاملين في بلاد الانتشار دفع الرسوم السنوية بالعملة الصعبة. ولكن والأهم، فسنعمل على تحرير أموال النقابة وصناديقها العالقة في المصارف عبر جميع السبل المتاحة، وسنواجه في القضاء وعبر الضغط الشعبي والتواصل مع جميع السلطات والجمعيات الفاعلة دولياً.

وفي الموازاة، وفي ما يتعلق بالصندوق الاستشفائي، سنقوم بنشر المحاضر ونتائج التدقيق الداخلي الذي أجري بهذا الشأن لكي يطلع الجميع على مكامن الخلل وأسباب الخسائر وطريقة عمل الصندوق. وكذلك سنعمل على إعادة هيكلة المنافع والأقساط، وتوسيع شبكة التغطية الصحية والاستشفائية، بحيث نؤمن للزملاء وعائلاتهم تغطية صحية سليمة متكاملة دون إرهاق جيوب المحامين أو موارد الصندوق.

هل من كلمة أخيرة للمحامين؟

أقول لزملائي المحامين تعرفونني وأعرفكم جيدا ومنذ مدة طويلة. أطلب منكم فقط تحكيم الضمير والعقل وعدم الاستماع لخطابات البهورة والوعود الفارغة التي ستتبخر جميعها في اليوم التالي للانتخابات. أقبلوا وانتخبوا من تثقون به ومن لديه الخبرة الكافية لتأمين شبكة حماية لمهنتكم ومكاتبكم وعائلاتكم ولقمة عيشكم. الانتخابات ليست هدفا بحد ذاته، هي مجرد محطة وصفارة الانطلاق للسنتين التي ستليها، فاختاروا من ترونه الأفضل لقيادة السفينة في هذه الأيام العصيبة، للوصول بالمهنة إلى بر الأمان.

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»