اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعترف فريق فيراري أن سقف النفقات الذي تمّ تطبيقه في الفورمولا واحد ربما يكون قد وضع قيودًا على قدرة الفرق على جلب التحديثات هذا الموسم، لكنه لم يضع عائقًا أمام الأفكار الجيدة.

وشهد تطوير السيارات على مدار موسم 2022 مقاربة مختلفة عن السنوات الماضية، حيث تعيّن على الفرق الموازنة بين رغبتها في تحقيق خطوات من خلال التحديثات ونفقات إنتاج الأجزاء الجديدة.

إذ آثرت فرق مثل ألبين جلب تحديثات صغيرة في كل سباق، بينما عمدت فرق أخرى إلى تقديم أجزاء جديدة ضمن حزمات أكبر متفرقة على مدار الموسم.

وبالرغم مما بدا في بعض الأوقات بأنه عرقلة نوعًا ما لسعي الفرق من أجل التطوير، لكن جوك كلير كبير مهندسي الأداء لدى فيراري أوضح بأن العمل في المصانع كان بنفس الحدّة فيما يتعلق بمحاولة معرفة سُبل تحقيق المكاسب على السيارة.

إذ وعند سؤاله من قِبَل موقعنا "موتورسبورت.كوم" إذا ما كان العمل في المصانع متقدمًا أكثر عما هو متاح على الحلبات، قال كلير: "هنالك بالتأكيد تأثير لوضع البطولة الحالي على ما إذا ستضغط لجلب المزيد من التحديثات هنا، وبالتوجه إلى نهاية الموسم بطبيعة الحال".

وأضاف: "تعرف بالتأكيد السقف المتاح لك من حيث النقفات، لذلك من الحتمي أن تضطرّ لاتخاذ بعض القرارات بناء على الوضع الحالي. لكن بالطبع لا تتوقف مطلقًا عن التطوير. سواء اخترت الإنفاق على الحزم التي تأتي إلى الحلبة أم لا، حيث أن القوة الفعلية العقلية لا تكلف الكثير في الواقع".

وتابع: "هنالك أناس أذكياء للغاية في كافة الفرق، والذين يأتون بالأفكار. لذلك حتى إذا لم تكن تجلب هذه الأفكار إلى الحلبة، فإنها ستتبلور على الأرجح مع بداية الموسم المُقبل".

وأكمل: "من جديد، أنت من يقرر متى تجلب هذه الأفكار. سقف النفقات لم يضع قيدًا على خروج الناس بأفكار رائعة. الأفكار تأتي دومًا في المصنع ولا تتوقف، وهذا مثير جدًا".

هكذا عزز فيرشتابن اداءه

كان زحف ماكس فيرشتابن نحو لقبه الثاني في بطولة العالم للفورمولا واحد سلسًا حتّى الآن، لكنّ ذلك لا يعني عدم مروره ببعض العثرات في طريقه.

في حين انّ أداءه المسيطر الحالي سيسمح له بالحصول على فرصته الأولى لحسم اللقب نهاية الأسبوع المقبل ضمن جائزة سنغافورة الكبرى، فإنّه من السهل نسيان دراما الموثوقيّة التي طغت على بداية الموسم.

في الحقيقة بدا أنّ منافسته على لقب البطولة قد انتهت حتّى قبل بدايتها، وذلك بعد أن سمحت سلسلة من مشاكل الموثوقيّة لغريمه شارل لوكلير بالتمتّع بالأفضليّة في صدارة بطولة السائقين.

لكن حالما حلّت ريد بُل مشاكل موثوقيّة سيارتها "آر.بي18"، فقد وجد فيرشتابن نفسه في مواجهة بعض خصائص السيارة التي لم تتناسب مع ما يُحبّذه منها.

عوضًا عن ذلك فإنّ مقدّمة السيارة الضعيفة بدت تصبّ في صالح زميله سيرجيو بيريز وما يُفضّله من السيارة، وكانت هناك مرحلة من الموسم – حول سباق جائزة موناكو الكبرى – بدا فيها المكسيكي منافسًا قويًا حتّى على اللقب.

لكن مع تقدّم الموسم، فقد كان من الواضح للغاية أنّ ريد بُل وفيرشتابن تمكّنا من كسب أداء إضافي، خاصة أيّام الأحد.

وفي حين أنّ فيراري "اف1-75" لا تزال تبدو السيارة الأسرع على مدار اللفّة الواحد، فإنّ التقدّم الذي تمكّنت ريد بُل من تحقيقه على صعيد تآكل الإطارات كان مثيرًا للاهتمام.

ولعب ذلك العامل بشكلٍ مثالي لصالح الفريق، حيث سمح لفيرشتابن بتفادي خسارة أيّة مراكز في المناسبات التي انطلق فيها من موقعٍ متأخّر.

لكنّ ما ساعده بشكلٍ أكثر أهميّة على ضمان أفضليّته في صدارة البطولة هو حقيقة أنّه بات قادرا على التمتّع بأريحيّة أكبر مع طريقة تطوير سيارة "آر.بي18"، وهو ما أبعدها عن مجال راحة بيريز.

ودفع ذلك البعض للإشارة إلى أنّ الفريق تعمّد السعي في وجهة تطويريّة تُفضّل فيرشتابن بالأساس.

لكنّ الحقيقة أنّ السيارة أصبحت تتناسب مع فيرشتابن أكثر من خلال تطوّرها الطبيعي الذي جعلها أفضل ببساطة، وأكثر على صعيد توسيع مجال إعداداتها الذي لم يكن متاحًا في البداية.

إذ أنّ النقلة النوعيّة التي حقّقها فيرشتابن لا تعود إلى بعض التطويرات الانسيابيّة أو إعدادات تمّ جلبها خصيصًا له، بل يتمحور كلّ شيء حول فقدان السيارة لبعض الوزن، وهو ما قدّم مكاسب مضاعفة.

إذ أنّ فقدان السيارة لأغلب ما يُعتقد بأنّها 10 كلغ إضافيّة في بداية الموسم، ساعد على توفير أفضليّة سرعة مباشرة.

ويُعرف في الفورمولا واحد أنّ كلّ 10 كلغ تُعادل تقريبًا 0.3 ثانية في اللفّة، أي أنّ الفريق كسب عُشرين أو ثلاثة من الثانية من هذا الجانب بشكلٍ مباشر.

لكن ربّما بشكلٍ حاسمٍ أكثر بالنسبة لفيرشتابن، الذي يُعدّ سائقًا يُعرف بتفضيله لمقدّمة سيارة دقيقة، فإنّ خفض وزن السيارة فتح أمامه أخيرًا بعض الخيارات على صعيد توزيع الوزن في السيارة.

إذ أنّ نقل كيلوغرامات قليلة نحو القسم الخلفي من السيارة يكون كافيا للحصول على تلك المقدّمة التي يُحبّذها.

وشرح الهولندي ذلك مؤخّرًا في مونزا: "كانت السيارة ثقيلة جدا، وكانت الأوزان الإضافيّة في الأماكن الخاطئة، لهذا السبب كان هناك ضعف استجابة حاد للانعطاف وكانت عرضة لإغلاق الإطارات الأماميّة كثيرا".

وتوسّع بيير فاش المدير التقني لريد بُل في ذلك بالقول أنّ تمتّع الفريق الآن بحريّة أكبر فتح الباب أمام عدائيّة إضافيّة على صعيد الإعدادات، وهو ما سمح لفيرشتابن بالحصول على السيارة التي أرادها منذ البداية.

وقال في هذا الصدد: "لم تكن لدينا إمكانيّة نقل الأوزان في بداية الموسم، وكان ذلك جزءًا من الإعدادات".

وأضاف: "لكنّني أعتقد بأنّك بعد أن تجد الأداء في أحد الجوانب، ويكون من الصعب بعض الشيء إعداد السيارة، فقد سارت حينها الأمور لصالح ماكس".

وأردف: "أعتقد بأنّه قادرٌ على قيادة أيّ سيارة. أعتقد بأنّنا توصّلنا الآن إلى طريقة لتوفير سيارة لسيرجيو تسمح له بتقديم أداء جيّد والمنافسة".

حلٌ لبيريز

في حين أنّ فيرشتابن اندمج بشكلٍ كاملٍ الآن مع سيارة "آر.بي18"، فإنّ هناك حاجة للقيام بالمزيد لمساعدة بيريز على الشعور بالراحة داخلها.

وقال فاش أنّ الوضع الحالي يسهل فهمه، إذ أنّ بيريز غير سعيد بالتحكّم في السيارة على عكس ما كان عليه في بداية الموسم. لكنّ الجزء الأصعب هو محاولة التوصّل إلى حلٍ لا يجعل السيارة أبطأ.

وقال حيال ذلك: "من الواضح أنّ العامل الأساسي هو توازن السيارة والثقة فيها، بالمقارنة مع بداية الموسم عندما كانت السيارة متوازنة أكثر قليلًا بالنسبة له وأقلّ بالنسبة لماكس".

وأضاف: "وبعد عمليّة التطوير التي أجريناها أثناء الموسم، فقد ابتعد التوازن عمّا يُحبّذه سيرجيو".

وأردف: "التوصّل إلى الإعدادات المناسبة له كان صعبًا لمنحه الثقة لمنافسة ماكس".

واعترف فاش في النهاية بأنّ الطريقة الوحيدة ستكون على الأرجح التضحية ببعض الأداء من أجل جعل بيريز مرتاحًا أكثر.

يوكي تسونودا باقٍ مع ألفاتاوري

قرر فريق ألفاتاوري الإبقاء على خدمات السائق الياباني يوكي تسونودا للموسم المقبل من بطولة العالم للفورمولا واحد، وذلك وفق ما أعلن الخميس.

وكان الفريق الرديف لريد بول الذي يشارك تحت ألوان إيطاليا ويتخذ من فايينتسا (شمال البلاد في مقاطعة إميليا رومانيا) مقراً له، جاء بتسونودا الى بطولة الفئة الأولى عام 2021، وبالإبقاء على خدمات ابن الـ22 عاماً سيمنحه فرصة اثبات مهاراته لموسم ثالث توالياً.

وتوجه السائق الياباني "بشكر كبير الى ريد بول، هوندا وسكوديريا ألفاتاوري على مواصلة منحي الفرصة للقيادة في الفورمولا واحد".

وأضاف "بعدما انتقلت الى إيطاليا العام الماضي لأكون أقرب الى المصنع، بت أشعر بالفعل أني جزء من الفريق وسعيد الآن بمواصلة التسابق مع الفريق في 2023".

وقدم تسونودا لمحة عن قدراته خلال السباق الختامي للموسم الماضي في أبوظبي حين حل رابعاً في أفضل نتيجة له حتى الآن.

وبعدما ألغي الموسم الماضي بسبب القيود المتعلقة بتفشي فيروس كورونا، سيحصل تسونودا الشهر المقبل على فرصة التسابق في جائزة بلاده للمرة الأولى، علما أنه أول ياباني يشارك في سباقات الفئة الأولى منذ كاموي كوباياشي عام 2014.


الأكثر قراءة

التنين أمام الاختبار السوري