اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تجاوز سعر صرف الدولار الخمسين الف ليرة، اول من يتحسس نتائج هذا الانهيار الفقير المعدم، وذوي الدخل المحدود الذين لا تكفي رواتبهم لشراء خبز لعائلاتهم ..

طرابلس المصنفة الافقر على شاطيء البحر المتوسط، وهي المدينة التي تضم احياء الفقر في الميناء ( حي التنك مثال) ، وفي التبانة وباب الرمل والاسواق الداخلية، وباب الحديد، وصولا الى حي المنكوبين، هي اكثر المدن تأثرا بالانهيار المالي.

انعكاسات سعر صرف الدولار يمكن ملاحظتها بجولة بين محلات السوبر ماركت ومحلات بيع السمانة في احياء طرابلس، ليخرج المواطن بمحصلة مرعبة عن فارق الاسواق بين محل وآخر، وليلاحظ ان المزاجية تتحكم بتسعيرة المواد الغذائية والاستهلاكية حيث ترتفع الاسعار ثلاثة اضعاف رفع سعر صرف الدولار وكأن تسابقا يحصل بين سعر الدولار وسعر المادة الاستهلاكية.

يحصل ذلك في غياب لافت لاجهزة الرقابة التي لم تعد تستطع لجم التجار، ولا محاسبتهم...

على سبيل المثال، فان الفارق في سعر مادة الشاي بين محل وآخر وصل الى خمسين ألف ليرة، كيف يحصل هذا؟

بات كيلو اللحمة بخمسمئة الف ليرة، وقارورة الغاز تجاوزت السبعمائة الف ليرة وكرتونة البيض بمئتي وخمسين الف ليرة، فكيف تستطيع عائلات محدودة الدخل من تأمين قوت يومها؟...

تحدث مواطنون انهم يعيشون في مدينة كانت معروفة بانها أم الفقير، وهي مدينة مشهورة باثريائها وبانهم التجار المتمولون الذين لو اطلقوا مبادرات فردية لواجهوا الازمات المعيشية وتصدوا لها وانقذوا مئات العائلات العاجزة عن شراء الدواء او الاستشفاء، وقد لاحظنا ان ارباب عائلات يتنقلون من صيدلية الى اخرى ومن مكتب سياسي لآخر لتأمين حليب لاطفالهم، وعبثا يحاولون دون نتيجة ...

وبالامس عقدت جمعيات عديدة لقاء موسعا، لكن تركز النقاش على أزمة النظافة المتفاقمة في شوارع واحياء طرابلس، وهي احدى الازمات التي تخنق الطرابلسيين، قد يكون اللقاء مبادرة لا بد منها، غير ان مصادر طرابلسية اشارت الى ان الازمة المعيشية ولقمة الفقير لها الاولوية، بما فيها قضية الاستشفاء والدواء، فالمريض يعجز عن شراء دوائه او الدخول الى المستشفى للعلاج.

وفي كافة الاحوال فان اطلاق حملة النظافة الاثنين المقبلة لعلها الخطوة الاولى لحماية البيئة من الاوبئة وخاصة تنظيف نهر ابو علي، على ان تعقبها خطوات اخرى.

ويمكن تسجيل ملاحظات اخرى يقتضي ان تكون قدوة، حول مبادرات فردية تقوم بها السيدة ياسمين غمراوي زيادة بانارة شوارع طرابلس بالطاقة الشمسية، بجهود تبذلها مع تجار وجمعيات ومؤسسات يمولون مبادراتها، ولعلها تتابع هذه المبادرات لتشمل باقي الازمات التي ترزح تحتها المدينة، وليس متابعة ومراقبة فوضى الاسعار ولجم الاتجار الا احدى الخطوات والمبادرات المطلوبة في ظل غياب اجهزة الرقابة والمحاسبة...


الأكثر قراءة

ولادة أخرى للشرق الأوسط؟