القلق يعمّ الجبل بعد مداهمات بتبيات... والأوضاع في السويداء
حملات تحريضيّة ضدّ السوريين... وبيان الجيش "نفّس" الاحتقان

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عمت اجواء القلق والتوتر مناطق الجبل مع زحمة مواقع التواصل الاجتماعي، في بث مئات الاخبار والتحليلات عن مداهمات الجيش اللبناني في قرية بتبيات قضاء المتن الأعلى، وما زاد المشهد توترا تسريب صوتي على "الواتساب" لعميد متقاعد في الجيش اللبناني وناشط "تغييري" من الطراز الاول، عن اعتقالات لعناصر إرهابية لبنانية وسورية واردنية في مخيم تدريبي في خراج البلدة، ومصادرة مسيرات ومناظير ليلية وقذائف مدفعية وصاروخية، واعتقال 6 ارهابيين، تمكن 6 منهم من الفرار، مع شائعات عن تحصنهم في احد منازل البلدة. وترافق ذلك مع دعوات لاهالي الجبل الى التنبه والحذر، والى القيام بالحراسات الليلية بالتنسيق مع الجيش، وتشكيل مجموعات " انصار الجيش".

وتفاقمت حرب الشائعات مع الاخبار الواردة من السويداء عن اقتحامات العشائر السنية، بمساعدة قوات احمد الشرع، لإحياء في خراج السويداء وسقوط عشرات القتلى من الدروز، مترافقة مع اخبار بعد ساعات عن صد الهجوم من المجموعات الدرزية، واستعادة الأحياء التي دخلتها العشائر.

حرب الشائعات في الجبل " فعلت فعلها " بين الاهالي، وما عززها قيام الجيش منذ ايام بمداهمات في مدينة عالية لعناصر قيادية "إرهابية"، لكن بيان مديرية التوجيه في الجيش اللبناني سرعان ما بدد اجواء التوتر، عبر توضيح الامور للرأي العام، والدعوات الى انتظار التحقيقات، ونفي انتماء العناصر التى تم اعتقالها الى تنظيمات إرهابية، او وجود مسيرات او مناظير ليليلة وقناصة.

كما عمم الحزب "التقدمي الاشتراكي" اجواء من الهدوء لجهة ما حصل، ورفض التعرض لاي نازح سوري، ودعوة القوى الامنية الى اخذ دورها. علما ان توترات سادت الجبل منذ ايام، على خلفية شائعة عن قيام نازح سوري في بحمدون، بقتل شاب درزي من احد قرى الجرد بطريقة بشعة، مما خلق توترات واسعة، وتبين انها غير صحيحة مطلقا رغم اصرار بعض وسائل الإعلام على تعميمها.

والسؤال الاساسي حسب مصادر جبلية، من المستفيد من تعميم هذه الاجواء؟ لماذا لا تترك الامور الى الجيش اللبناني والقوى الامنية لتوضيح الحقائق؟ لماذا يستخدام اي حادث امني في الصراعات الطائفية والمذهبية، والتهديد بالويل والثبور وعظائم الامور؟ وتؤكد المصادر الجبلية على خيار الدولة ومرجعيتها، علما ان عمليات التحريض وبث الاخبار المقلقة ليست مقتصرة على اللبنانيين، بعد ان كشفت القوى الامنية مجموعات سورية تقوم ببث الاخبار الفتنوية، وتوزع صورا لعناصر شاركت في مجازر الساحل السوري واشتباكات السويداء كانت تقيم في مناطق الجبل، بالإضافة إلى "فيديو" صوتي لعناصر سورية يتحدثون عن توزيع منازل احدى البلدات على عائلات سورية، بعد السيطرة المفترضة عليها من قبل قوات احمد الشرع، هذه الاخبار تنتشر بسرعة البرق بين الاهالي.

لكن اللافت حسب المصادر الجبلية، عدم صدور اي تعليق "اسرائيلي" لافت على احداث السويداء، والتهديد بقصف المسلحين التابعين للشرع، خلافا للاحداث السابقة التي شهدها جبل العرب. والاسئلة المطروحة: هل تخلى "الاسرائيليون" عن الدروز، بعد انفتاح احمد الشرع الكلي على "الاسرائيليين"، والاجتماعات في باكو، وقرب فتح قنصلية "اسرائيلية" في دمشق، بالتزامن مع اللقاء المنتظر بين ترامب ونتنياهو والشرع في واشنطن قبل عيد رأس السنة؟ هل تبدلت المعادلة "الاسرائيلية" تجاه الدروز، بعد انفتاح احمد الشرع على "الاسرائيليين"؟ هل باتت المعادلة قائمة على الآتي: بين السيطرة على سورية كلها وتطويعها، وبين كانتون درزي في السويداء، من الطبيعي ان يختار نتنياهو السيطرة على سورية كلها وترك الدروز لحالهم.

هذه المعادلة التي تتقدم الآن، وقد حذر منها وليد جنبلاط عند استلام الشرع مقاليد الحكم، حيث دعا الى تحالف الدروز مع البحر السني وليس مع "اسرائيل"، وان يكونوا مع العروبة وليس مع موفق ظريف، كما حذر من تسوية كبرى على حساب الدروز. وها هي التطورات السياسية والعسكرية تثبت صحة قراءاته، التي تشكل وحدها الحماية للدروز ودورهم العربي.