تجتاح رياح التغيير شوارع لبنان، تاركة وراءها آثار الدمار واليأس. حيث يقع هذا البلد في قبضة أزمة اقتصادية جلبت معها مجموعة هائلة من المشاكل، منها قطاع الفنادق الذي تعرض لعمليات إقفال قسرية.
هذه الفنادق الفخمة والرائعة، التي كانت رمزا لجذب السياحة المزدهرة في لبنان، تقف الآن فارغة ومهجورة، وأبوابها مقفلة، والردهات التي كانت تعج بالحركة في يوم من الأيام يتردد صداها الآن مع الصمت.
في خضم الاضطرابات الاقتصادية، يجد لبنان نفسه في حالة يرثى لها. ومع انخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل قوة الدولار الأميركي إلى جانب نقص الطاقة وارتفاع أسعارها، ازدادت صعوبة بقاء الفنادق مفتوحة.
وكان لهذا الوضع السيىء تداعيات سلبية كبيرة، وآثاراً ضارة ليس فقط على السياحة فحسب إنما على الاقتصاد وسبل عيش الناس أيضا.
إلى الإنحدار .. در
لسنوات عديدة، كانت فنادق لبنان منارة مشرقة لاقتصاد البلاد وعظمتها ورفاهيتها ودليل على ثروة البلاد ونجاحها. وقد وفرت هذه الفنادق الوظائف والدخل للبنانيين ونجحت في جذب السياح من جميع أنحاء العالم.
لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت هذه المؤسسات التي كانت مزدهرة ذات يوم، ضحية للأزمة التي تعصف بلبنان. إذ وجه الانكماش الاقتصادي الحاد ضربة قوية لأصحاب الفنادق، مما جعل الكثيرين يكافحون لإبقاء رؤوسهم فوق الماء.
ونتيجة لذلك اضطر عدد متزايد من الفنادق إلى إغلاق أبوابها بشكل دائم، وتركت قاعاتها وغرفها فارغة وساكنة.
هذا التطور هو مأساوي، ليس فقط لأصحاب الفنادق والموظفين الذين باتوا الآن عاطلين عن العمل، ولكن للبلد ككل.
أزمة طاقة رهيبة وعشرات الفنادق أطفأت الأنوار
ضمن هذا السياق، أكد نقيب الفنادق بيار الأشقر في حديث لموقع "الديار" "أنّ لبنان يواجه أزمة طاقة رهيبة أثّرت بشدة على تشغيل الفنادق مع انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر لمدة تصل إلى 12 ساعة في اليوم تقريبا، مما اضطر العديد من الفنادق إلى إغلاق أبوابهم، لأنهم باتوا غير قادرين على تأمين المرافق الأساسية لتلبية حاجات الزبائن مثل تكييف الهواء والماء الساخن لنزلائها".
وأكد الأشقر أن "نقص الطاقة والكهرباء في لبنان هي من العوامل التي دفعت بعشرات الفنادق خارج مدينة بيروت وتحديدا المنتشرة في منطقة جبل لبنان الى إغلاق أبوابها"، لافتا الى انه "سيتم إعادة تشغيلها خلال الموسم السياحي في الصيف".
وأشار إلى أن "نقص الكهرباء ليس سوى جانب واحد من جوانب الأزمة الاقتصادية بالاضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية التي ابتلي بها لبنان في السنوات الماضي، وأن المشكلة السياسية وأزمة المصارف ومشكلة القضاء مؤخرا، لم تؤثر على مالكي الفنادق وموظفيها فحسب، بل أثرت أيضا على المجتمعات المحلية التي تعتمد على السياحة في كسب عيشها، حيث يكافح العديد من أصحاب الفنادق لدفع ثمن المولدات الكهربائية لتشغيل مصالحهم خلال فترات الانقطاع الطويلة. وقد تُرك العديد من أصحاب المتاجر والمرشدين السياحيين وغيرهم من أصحاب الأعمال الصغيرة بدون مصدر دخل نتيجة لإغلاق الفنادق".
وعن الأزمة الاقتصادية، أكد الأشقر أن "معاناة الفنادق والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها ستستمر، لذا من الضروري أن يتخذ السياسيين قرارا بإنتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة بأسرع وقت ممكن واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة الكهرباء والاستثمار في البنية التحتية للطاقة، من أجل إعادة بناء الوطن وتحسين حياة مواطنيه".
"الحبتور".. فجر عهد جديد للبنان
واقع الفنادق في لبنان هو واقع كفاح وصمود، هذا البلد الذي اشتهر ذات يوم بتراثه الثقافي الغني، تعاني من الاضطرابات السياسية والاقتصادية في السنوات الأخير، فبعد أن اضطرت العديد من الفنادق في لبنان إلى إغلاق أبوابها، أعلن رجل الأعمال الإماراتي، خلف أحمد الحبتور، بداية العام الجديد إعادة افتتاح فندق هيلتون بيروت متروبوليتان بالاس-الحبتور، دعما للاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب والشابات اللبنانيين ودفع عجلة التنمية في للبلد.
لذا إن إعادة افتتاح فندق الحبتور، في ظل اقفال العديد من الفنادق، يمكن أن يكون تطوراً إيجابياً لعودة التفاؤل في لبنان ويمكن أن يساعد في تعزيز اقتصاد البلد، ومع ذلك من المهم ملاحظة أن إعادة افتتاح فندق واحد وحده قد لا يكون كافياً لإنعاش السياحة في لبنان بشكل كامل.
إن الأزمة في لبنان ليست مجرد قصة أرقام وإحصاءات، بل هي قصة أناس حقيقيين لهم حياة حقيقية وأحلام حقيقية، وفقدان هذه الفنادق ليس مجرد ضربة للاقتصاد، ولكن أيضا لقلوب وأرواح الناس الذين اعتمدوا عليها لفترة طويلة.
ولطالما كانت الفنادق مساهماً حيوياً في النمو الاقتصادي اللبناني، ويعد تراجعها مؤشراً واضحاً على التحديات الاقتصادية، وهو تذكير صارخ بالخسائر البشرية التي ألحقتها الأزمة بشعب لبنان.
الكلمات الدالة
يتم قراءة الآن
-
إشربوا حليب السباع وزوروا دمشق
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
الأكثر قراءة
-
عجلة المصالحات في المنطقة تتسارع ولبنان على «رصيف انتظار» نجاح التسويات الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل وفد «الصندوق» مصدوم ويحذر من وضع خطــر جداً... الانتخابات البلدية في خطر
-
هكذا سُحب فتيل التفجير ليل الثلاثاء
-
السيّد نصرالله يقود "إسرائيل" الى الهاوية...
عاجل 24/7
-
16:41
وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على شركات بيلاروسية مملوكة للدولة وعلى مسؤولين حكوميين
-
16:29
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: الوجود العسكري التركي في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب، وحماية حدود تركيا ووحدة الأراضي السورية ولا يشكل احتلالاً
-
16:26
حركة المرور كثيفة من جسر الكوكودي باتجاه انفاق المطار
-
15:27
المستشار الألماني: دول الاتحاد الأوروبي ستواصل دعم أوكرانيا لأطول مدة ممكنة
-
15:03
تحليق مكثف لطائرات العدو الاسرائيلي على طول الحدود مع لبنان
-
15:03
ماكرون: يجب على أوروبا أن تعمل بشكل موحد لمواجهة التحديات الدولية
