اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ البدايات، من أيام العصر "الإسرائيلي"، قال الإمام الخميني عبارته الشهيرة: "إسرائيل غدّة سرطانية يجب إزالتها من الوجود". بعدها قال السيد موسى الصدر: "اسرائيل شر مطلق"، الى أن جاء السيد حسن نصرالله ليقول: "إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت"، عبارة قيلت من جنوب لبنان وتحديدا من بنت جبيل، من أيام النصر الأول للمقاومة والهزيمة الأولى للعدو، ومن عام ٢٠٠٠ حفرت هذه العبارة عميقاً في الوجدان "الإسرائيلي" الى هذا اليوم، الذي استعاد فيه "الإسرائيليون" خطاب بيت العنكبوت، باعتبار أن ما يحدث في الكيان الآن هو تجسيد حقيقي له...

عند كل إطلالة للسيد نصرالله يزيد الكيان تأزماً، لما له من تأثير على الرأي العام "الإسرائيلي" الذي يتابعه عبر إعلامه الذي ينقل كلمته، ما دفعهم للسؤال: لماذا تُفتح الشاشة للأمين العام لحزب الله من دون توجيه، خاصة وأن كلامه له وقع على المستوطنين، تحديداً عندما يتحدّث عن الوضع الداخلي "الإسرائيلي" من جهة، وعن جهوزية المقاومة من جهة أخرى؟ وأكثر من ذلك، بات كلامه مادة للتجاذب بين المعارضة والحكومة العاجزة أمام أي مواجهة مع حزب الله.

فعلياً، لم يهزم السيد نصرالله الكيان الصهيوني عسكرياً فقط، إنما هزمه معنوياً ونفسياً، من ٢٠٠٠ لـ ٢٠٠٦ لكل المواقف والخيارات والمعارك والعمليات، وصولاً الى تهديده بالحرب في الترسيم البحري، حتى باتوا أسرى خطابه، بعد أن كان العرب أسرى الخطاب "الإسرائيلي" سابقاً، فمن هنا تظهر تاريخية اللحظة، فهذه المرة الأولى بالتاريخ التي يقود فيها أحد عدوّه الى الهاوية، نفسياً وعسكرياً، فما وصلت إليه "إسرائيل" من الداخل غير منفصل عن هزائمها أمام حزب الله.

في خطابه الأخير، وعندما قال السيد نصرالله لوزير الحرب "الإسرائيلي" بكل ثقة "روح بلّط البحر واعمل اللي بدّك ياه" بعد تهديداته للبنان، يَعلم الوزير نفسه وحكومته وكل كيانه أنه عاجز عن تنفيذ تهديداته، وأن كل ما قاله لا يتعدى حدود الكلام، وأن الكيان بات يفقد الثقة بنفسه، وإذا أخذنا عملية "مجدو" باعتبارها الأقرب زمنياً، والتي لا زالت لغزاً بالنسبة "للإسرائيلي"، نرى أن رغم حجمها البسيط أمنياً، هزّت المجتمع "الإسرائيلي" وقيادته التي تعلم حدودها مع المقاومة، وتعلم أن السيد نصرالله لديه قدرة الانتصار عليهم في أي حرب مقبلة، عدا عن قدرته على هزيمتهم واعتقالهم نفسياً.

إذاً... بات "الإسرائيلي" بوضعه الحالي كالذي ينتظر مَن يقتله ويُخرِجه من فلسطين المحتلة قيادة وجنوداً ومستوطنين، فهاجس الثمانين عاماً يؤرقه، وهذا ما يعززه خطاب الأمين العام لحزب الله عندما يُركّز على نقاط ضعفه، ويستشهد بكلام قيادييه عن أنفسهم والحالة التي وصلوا إليها، فحقيقة ما نراه اليوم هو إنقلاب للمشهد، بحيث أننا نرى مقاومة واثقة، قادرة وأقوى من أي زمن مضى، تقابلها "إسرائيل" عاجزة، منقسمة وأضعف من أي زمن مضى...

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»