اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شنت الصين هجوما على الدول الغربية واتهمتها بالنفاق وذلك بالتزامن من اجتماع وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية بمجموعة السبع في اليابان.

ورغم أن جدول أعمال المحادثات المالية المغلقة لمجموعة الدول السبع الاقتصادية الكبرى، الجمعة، كان مزدحما بمناقشة المخاوف المتعلقة بالأزمة المصرفية والأمن السيبراني وبناء سلاسل توريد أكثر موثوقية، إلا أن التوترات مع الصين ومع روسيا بسبب حربها على أوكرانيا تشغل حيزا واسعا من القضايا التي تعالجها مجموعة السبع هذا العام في اليابان، العضو الآسيوي الوحيد فيها.

وبينما ناقش وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية مجموعة السبع سبل حماية النظام الدولي القائم على القواعد ومنع ما يسمونه "الإكراه الاقتصادي" من قبل الصين، ردت بكين باتهام نادي الدول الغنية بالنفاق.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين يوم الخميس "بصراحة، فإن القواعد الدولية التي تتحدث عنها مجموعة الدول السبع هي القواعد الغربية للأيديولوجيات والقيم وهي حكم الزمرة الصغيرة التي تضع الولايات المتحدة في المقام الأول، والتي يهيمن عليها (جي7)".

وصرح وانغ في إفادة إخبارية روتينية: "تطالب مجموعة الدول السبع أن تلتزم الصين بالقواعد الدولية، لكنها تمثل أولئك الذين ينتهكون القواعد الدولية ويخالفونها.

تتهم الصين واشنطن بعرقلة صعودها كدولة حديثة ثرية من خلال فرض قيود على التجارة والاستثمار تقول الولايات المتحدة إنها ضرورية لحماية الأمن الاقتصادي الأميركي.

وفي حديثها قبل بدء المحادثات، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن مثل هذه الإجراءات "مستهدفة بدقة" وتركز على الأمن القومي.

أضافت يلين "إنها لا تركز على تقويض القدرة التنافسية الاقتصادية للصين أو منعها من التقدم اقتصاديا".

وردا على سؤال حول ما تعنيه دول مجموعة السبع بمحاولة منع "الإكراه الاقتصادي"، وبالتحديد من جانب الصين، استشهدت يلين بالإجراءات التجارية التي اتخذتها بكين ضد أستراليا كمثال.

وقالت "كانت هناك أمثلة على استخدام الصين للإكراه الاقتصادي على دول تتخذ إجراءات لا ترضى عنها الصين من منظور جيوسياسي. نحن في مجموعة الدول السبع لدينا اهتمام مشترك بهذا النوع من النشاط ونتطلع لمعرفة ما يمكننا القيام به لمحاولة مواجهة هذا النوع من السلوك".

كما توترت علاقات الصين مع الاتحاد الأوروبي، وهو أيضا عضو في مجموعة السبع، بسبب الخلاف حول التجارة ودعم بكين الضمني لروسيا.

قال القادة الذين يحضرون المحادثات في نيغاتا إنهم سيفكرون في سبل منع الدول من الالتفاف على العقوبات ضد موسكو التي تهدف إلى إعاقة قدرتها على مواصلة الحرب.

تؤكد كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنهما لا يدعوان إلى "فك الارتباط" أو تفكيك العلاقات الاقتصادية الواسعة مع الصين، لكنهما يدعمان علاقات تقوم على "عدم المخاطرة" لتجنب الاعتماد بشكل كبير على الصين.

بالنسبة لرئاستها لمجموعة الدول السبع، أعطت اليابان الأولوية لإطلاق شراكة مع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لبناء "سلاسل إمداد قوية" للمساعدة في خفض انبعاثات الكربون. أحد المجالات الرئيسية التي تثير قلق دول مجموعة الدول السبع الكبرى هو تركز موردي المواد الأرضية النادرة في الصين. هذه المواد الأرضية ضرورية في العديد من المنتجات عالية التقنية.

وفي الوقت نفسه، فإن الإخفاقات الأخيرة للبنوك في الولايات المتحدة وأوروبا زادت من تعقيد توجيه دفة الاقتصاد العالمي نحو التعافي المستدام من الجائحة مع خفض التضخم الذي قفز العام الماضي إلى أعلى مستوياته منذ عقود.

قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، الخميس: "لقد أصبح من الواضح أن المخاوف المالية يمكن أن تنتشر على الفور عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، وأن الخدمات المصرفية عبر الإنترنت- التي تسمح بسحب الأموال خارج ساعات العمل- يمكن أن تتسبب في عمليات سحب غير اعتيادية للودائع".

انهيار بنك سيليكون فالي بأميركا وغيره من البنوك المقرضة نشأ إلى حد كبير من ضغوط رفع أسعار الفائدة التي تهدف إلى إبطاء نشاط الأعمال وتهدئة التضخم من خلال جعل الاقتراض أكثر تكلفة.

وقالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في تعليقات مسجلة بالفيديو نشرت على الإنترنت، إن الاجتماعات في نيغاتا تعتبر فرصة جيدة "لمقارنة الملاحظات ومعرفة كيف يمكننا جعل العالم أكثر استقرارا قليلا والوصول إلى استقرار الأسعار الذي نرغب بشدة في الوصول إليه في وقت قصير".

يأتي الاجتماع الوزراي في الوقت الذي يثار فيه سؤال مهم حول ما إذا كان الرئيس جو بايدن والكونغرس سيتوصلان إلى اتفاق بشأن رفع سقف الدين القومي قبل نفاد أموال الحكومة الأميركية لدفع فواتيرها. وقالت يلين إن التخلف عن سداد الديون الوطنية سيكون كارثيا و"لا يمكن تصوره".

تم تأجيل اجتماع بين بايدن والنواب بشأن هذه القضية إلى 18 مايو للسماح باستمرار المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقد صور مسؤولو إدارة بايدن هذا التأجيل على أنه خطوة إيجابية ولا يشير إلى انهيار المحادثات.

المحادثات في هذه المدينة الساحلية المطلة على بحر اليابان هي الأخيرة في سلسلة من الاجتماعات الوزارية للتحضير لقمة قادة مجموعة السبع الأسبوع المقبل في هيروشيما.

الأكثر قراءة

هكذا نفّذت عمليّة اصفهان العسكريّة – الأمنيّة المركبة