اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اذا صدقت النوايا والمعطيات المتوافرة عن المفاوضات الرئاسية الجارية بين اطراف المعارضة، على جبهة "التغييريين" و"القوات"، وبينهم وبين التيار، والتي تتقاطع كلّها وبإقرارٍ الاطراف جميعا عند نقطة تحقيق تقدّم جدي، بحيث بات الاعلان عن الاتفاق على ترشيح "احدهم" لرئاسة الجمهورية مسألةَ ساعات لا اكثر. فإن هذا الواقع الجديد يُفترض ان يكسر المراوحة السلبية التي تطبع الاستحقاق الانتخابي منذ أشهر، راميا الكرة في ملعب "الثنائي الشيعي"، الذي اضطر الى المباشرة بهجوم استباقي لحماية مرشحه، بحسب ما تبينه المواقف والتصريحات الصادرة خلال الساعات الماضية.

وفيما كانت مصادر مقربة من السفارة السعودية تؤكد ان زيارة السفير البخاري الى اليرزة لا تحمل اي ابعاد مرتبطة بملف الانتخابات الرئاسية، انما محصورة بموضوع التعاون الاميركي – السعودي المشترك لدعم الجيش اللبناني، وتعزيز قدراته على صعيد عمليات حفظ الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب وتهريب المخدرات، علم ان السفارة انجزت المواعيد لسلسة زيارات سيقوم بها السفير، بعضها بعيدا عن الاعلام، بعدما تنازلت الرياض عن الورقة الحمراء التي سبق ورفعتها لبنانيا.

ولان العادة درجت في لبنان على ان "ما نقول فول ليصير بالمكيول" ، ورغم المقاربات الايجابية الحذرة للتفاوض، فان اوساط مواكبة اكدت من جهتها ان الولادة الرئاسية باتت قريبة جدا ولن تتخطى مهلة الايام بين الخامس والعاشر من حزيران، متوقعة حصول مفاجآت وصدمات لبعض الاطراف، معتبرة ان الـ 128 نائبا وما يمثلون سياسيا، باتوا جاهزين لايصال مرشح الممانعة والمقاومة الى بعبدا، مشيرة الى ان يوم الاربعاء قد يشهد احداثا ومواقف قد تقلب التوازنات.

ورأت الاوساط ان عين التينة في انتظار الاشارة الاقليمية – الدولية للدعوة الى جلسة الانتخاب، والتي ستصل بالتأكيد بعيد لقاء ماكرون- الراعي، ومع نهاية الاسبوع الحالي، اذ علم ان البطريرك الماروني يحمل معه طرحا واضحا مفاده "انتخبوا وخلصونا، فالبلاد ما عادت تحتمل ، والساسة اللبنانيون عاجزون"، وهو لن يدخل في بازار الاسماء نهائيا.

وتابعت الاوساط ان اولى المفاجآت ستكون باعلان "الاشتراكي" عن مرشحه الخاص بعد تخلي المعارضة عن ترشيح معوض، على ان يكون "البيك" قد امسك العصا من النصف، فهو امّن النصاب و"ما زعل الاستيذ"، ومن جهة ثانية ارضى قواعده وامّن انطلاقا سلسا للسلطة الى تيمور، تاركا له بابا للتعامل مع العهد الجديد.

وختمت المصادر بان الاتفاق مع "القوات اللبنانية" لن يكون سهلا، اذ ان معراب اشترطت ان يصوّت كل نواب تكتل "لبنان القوي" لصالح مرشح المعارضة، وان لا يحصل اي تفلت او خرق، خصوصا ان المعركة "واقفة عا صوت" وفقا لاطراف المعارضة، رغم ان كل استطلاعات مؤيدي فرنجية تؤكد انه اقترب جديا من ضمان الـ 66 صوتا.

الى مرحلة جديدة، ينتقل الملف الرئاسي، في حال استمرت الايجابية بين الكتل المسيحية، التي ستعطي دفعا للمعارضة، وتصعّب المعركة على تحالف الثنائي، ما قد يرفع حينها من حظوظ الخيار الثالث، في حال فشل الاطراف في جمع الاصوات اللازمة. فعلى امل ان تنجح الاتصالات الخارجية والداخلية في فتح طريق بعبدا، قبل بلوغ الاستحقاقات المالية والامنية والعسكرية اعتبارا من تموز مهلة السماح الاخيرة ، والا مزيد من التدهور الذي قد يقوض الى تغيير الجمهورية والكيان وسقوط الطائف، بين الفدرالية المعلنة والمثالثة المبطنة.


الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟