اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في ظل مراقبة الاوضاع في الشرق الاوسط، وكيفية عودة دمشق الى لعب دورها الهام في المنطقة، وما يجري من صراعات حول الجمهورية العربية السورية، وفي ذات الوقت قيام العدو الاسرائيلي بغارات عسكرية جوية ضد المراكز العسكرية السورية، ومراقبة الخطوات الديبلوماسية والانفتاح من دول عربية وغيرها على النظام السوري بقيادة الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، يمكن القول ان المواجهة اصبحت بين اميركا وسوريا مواجهة مباشرة، وان الحديث عن اللاجئين السوريين وعودتهم الى وطنهم سوريا، هو نقطة في مسار الخلاف الاميركي - السوري ، كما ان كيفية الانفتاح العربي او الاقليمي على سوريا هي واحدة من نقاط هذا الخلاف.

النقطة الاساسية التي تريدها واشنطن والنظام الاميركي تجاه سوريا، هي اجبار دمشق على العودة الى التفاوض مع «اسرائيل»، كما كانت في زمن المرحوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومن بعده ايضا، فواشنطن تريد اعادة الحيوية الى المحادثات بين سوريا والعدو الاسرائىلي، وبمفاوضات مباشرة في واشنطن وتحت اشرافها ، ولا تمانع من حضور الامم المتحدة، شرط ان لا تكون الامم المتحدة عنصر تقييد للتفاوض السوري – «الاسرائيلي» كما تتوهم أميركا.

تعطي واشنطن صورة انها تتفاوض مع النظام السوري، لكن هذا الامر ليس هو الاساسي، وليس حتى هو الصحيح لدى واشنطن. كما ان الدولة السورية تترك الاخبار تنتشر عن تلاقي وفد امني سوري مع وفد اميركي يمثل واشنطن، سواء كان امنيا او ديبلوماسيا.

لكن كل هذه التصورات ليست اساسية في السياسة الاميركية، لان الخطة الاميركية هدفها احياء المفاوضات بين دمشق والعدو الاسرائىلي في واشنطن لانهاء النزاع العربي مع «اسرائىل»، واهم نقطة لدى واشنطن هي اخراج سوريا من محور الممانعة، وجعلها مستقلة عن هذا المحور وتمثل سياسة سورية مستقلة عنه.

هذا الهدف الاميركي هو كسب كبير للعدو الاسرائىلي، مع ان «اسرائيل» ترى المفاوضات مع سوريا احراجا لها، فحكومة نتانياهو ستلعب لعبة المناورة في المفاوضات، لكنها لن تقدم اي شيء جوهري للنظام السوري الا بالشكليات، على غير ما تريده واشنطن في السياسة الاميركية تجاه المنطقة من اخراج سوريا من تحالفها الكبير مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومع قوى الممانعة في المنطقة، وجعلها في تقارب لسياستها، بل ان واشنطن تخطط للوصول بعد سنوات الى اتفاق سوري – «اسرائيلي» برعاية اميركية، وبذلك تكون واشنطن قد حققت جزءا هاما من خطتها للتسوية في المنطقة، كما تتوهم.

سوريا التي صمدت امام الحرب الكونية التي شنت عليها ، وكانت في صلب محور الممانعة، اي مع ايران والجانب الفلسطيني المقاوم، ونبض الشارع العربي الرافض للاتفاق مع العدو الاسرائىلي، وهذا ما جعل الدول العربية تعود الى احضانها مثل مصر والمملكة العربية السعودية التي بدأت مفاوضاتها مع سوريا، واعادت سفاراتها الى دمشق ودول عربية اخرى.

كما ان لدمشق رونقا في جمع محور الممناعة على اراضيها، من حركة فتح، الى حركة حماس، الى الجهاد الاسلامي، الى حزب الله، والى بلدان عربية عديدة، جميعهم يلتقون في العاصمة السورية دمشق وبتحالف تام مع النظام السوري بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد.

لا يهم واشنطن ان يعود النازحون السوريون عودة طوعية وآمنة الى سوريا ، لا بل ان واشنطن تعمل على عدم عودتهم الى بلادهم ، بل يهمها ان تبقى «اسرائيل» تقصف دمشق ومحيطها، وتقصف ضواحي حلب، ويهمها ان يبقى العدو الاسرائيلي يضغط على سوريا بغارات جوية تدمر مراكز ايرانية ومراكز لحزب الله، وايضا مراكز للجيش العربي السوري ..

وبالتالي، فان الغارات الاسرائيلية ستستمر بنمط متصاعد على اراضي الجمهورية العربية السورية.

وسوريا لن تتراجع عن مواقفها بعدم التفاوض مع العدو الاسرئيلي، ولا ترى في الوقت الحاضر اي مجال لاية مفاوضات بشأن سياستها وخطتها حتى مع واشنطن .

الم تقم واشنطن بتغيير سياستها في المنطقة من خطة داعمة للسياسة «الاسرائيلية» ومحركة لها، الى سياسة اميركية تدعم الحقوق العربية والفلسطينية والسورية كما تدعي؟

ان كل الحديث عن مفاوضات اميركية - سورية ليس لها اي وزن حقيقي، في ظل الصراع الحاصل بين المخطط الاميركي – «الاسرائيلي»، وبين سياسة الدول العربية المطالبة بحقوق شعوبها العربية في الارض والوطن ، والحفاظ على مصلحة الاوطان العربية والشعوب العربية.

شارل ايوب

الأكثر قراءة

هكذا نفّذت عمليّة اصفهان العسكريّة – الأمنيّة المركبة