اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في دمشق، لم يتفوه الرئيس ميشال عون بأي كلمة حول الأزمة الرئاسية ترك للزيارة أن تتكلم: «نحن القوة المسيحية الضاربة التي وقفت وتقف الى جانبكم الآن ونحن نتعرض لحرب إلغاء، نأمل أن تقفوا الى جانبنا، وتمنعوا حلفاءكم من تبني من يشارك في تلك الحرب. جهاد أزعور ليس مرشحنا ما فعلناه كان لشق الطريق الى المرشح الثالث الذي لا يناصبكم ولا يناصبنا العداء».

السوريون يعلمون الى أين يوجه جبران باسيل اصبعه في نظره أن زياد بارود شخصية لا غبار عليها لم يكن ظلاً لفؤاد السنيورة، ولا هو ابن «الطاقم المسيحي» الذي لم يتوقف عن العمل ضد سوريا ثم انه ليس أميركي الهوى، ولا يزعج السعوديين الذين نؤكد لكم أنهم لا يؤيدون انتخاب سليمان فرنجية وهذه مسألة تعنيكم كثيراً لاهتمامكم بتعزيز العلاقات مع الرياض، التي مثلما تمسك بمفاتيح عربية كثيرة، تمسك بمفاتيح أخرى كثيرة !

الزيارة جاءت في وقتها، وهي تنطوي على دلالات كثيرة، وقابلة للتأويل الأزمة الرئاسية في ذروتها وعودة سوريا الى الجامعة تعني عودة دورها بالرغم من الأثقال الهائلة التي على كتفي القيادة

بطبيعة الحال، الرئيس بشار الأسد يريد للعلاقة بين «التيار الوطني الحر» وحزب الله، أن تبقى كما كانت عليه في الكثير من المفترقات الحساسة.

ولكن ثمة علاقة تاريخية بين آل الأسد وآل فرنجية، كما أن الرئيس السوري على يقين بأن السيد حسن نصرالله أكثر الماماً بتفاصيل وخفايا «الأدغال اللبنانية» واذا كان قد أعلن دعمه لزعيم «تيار المردة»، فهذا يعود لاقتناعه بأنه الرجل المناسب لاحتواء الهيستيريا العدائية ضد حزب الله، ومع اعتبار توجس الحزب من أي مرشح مفخخ، أو قابل للبيع والشراء.

وقد يكون في رأي الحزب، أن باسيل بالغ كثيراً في تحليله لموقف فرنجية منه ومن تياره ولو تعاونا في هذه المرحلة لحافظ «الوطني الحر» على قوته، وعلى مشاركته في السلطة، لا أن يرتكب تلك الخطيئة المميتة، ويذهب الى حيث أعدوا العدة لتجريده حتى من عظامه.

لا نتصور أن الزيارة يمكن أن تؤثر في مسار الأزمة لبنان تغيّر كثيراً المنطقة على أبواب تحولات مثيرة منذ قرن، كان باستطاعة البطريرك الماروني أن يقول لأبناء الطائفة «هذه جمهوريتكم» هللوا له، وللدولة المستحدثة لكأنها «أرض الميعاد» الآن، هل باستطاعة البطريرك الماروني القول لأبناء الطائفة «هذا رئيس جمهوريتكم»؟

الثابت أن الأزمة في لبنان تعدت الشأن الرئاسي على مدى ثلاثة عقود، تكرست قواعد للعبة التوازن بين الطوائف في الشكل فقط نقصد شخصية مسيحية عابرة للعهود لاستطلاع رأيه قالت لنا «سياسياً ودستورياً يتعاملون معنا كأهل ذمة مثلما وضع الكرسي المسيحي داخل الحصار، وضع الوجود المسيحي أيضاً».

أضافت «قل لي أي دور للمسيحيين في ادارة الدولة، أو في صياغة الشخصية الاستراتيجية للدولة، منذ ان قامت جمهورية الطائف وحتى الآن ؟ لا دور على الاطلاق، بل التوزع على الخطوط السنية والخطوط الشيعية لاحظوا ما حلّ بميشال عون، وهو «الرئيس القوي» بعدما كان عليه أن يسلك كل تلك الدهاليز السياسية والطائفية، للوصول كهيكل عظمي الى القصر».

الشخصية المسيحية لاحظت «حدة ردات الفعل على الاصطفاف المسيحي كونه كسراً لقواعد اللعبة، التي آن الأوان لكي تنكسر الاصطفاف الشيعي لم يتعرض يوماً لذلك، وهذا وجه من وجوه المأساة المسيحية في لبنان».

عبثاً نحاول اقناعها بأن للطائفة الشيعية ظروفها الخاصة بسبب الصراع مع «اسرائيل»، ما جعلها هدفاً لقوى اقليمية ودولية. «كلنا لنا ظروفنا الخاصة ألسنا كمسيحيين مهددين بوجودنا»؟

تضيف «في المبدأ، لست مع ذلك الاصطفاف لأسباب عديدة لا نريد للتنوع السياسي بين المسيحيين أن يتعرض للتعليب، وهذا يؤدي الى تقويض الجوهر الفلسفي للديموقراطية، كما أن ما حصل آني وزبائني، ويمكن أن يقود المسيحيين الى الأسوأ، بعدما عشنا تجربة معراب»

في نهاية المطاف، لا فرنجية ولا أزعور المرشح الثالث هو الانتظار ولو فوق الأنقاض. 

الأكثر قراءة

نهاية الزمن اليهودي في أميركا؟