اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما هو سيناريو جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء المقبل، وما هي الاجواء والمعطيات التي ستحكمها؟

قبل ٣ ايام من موعدها استنفر الفريقان الداعمان للمرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور لرفع ارقام كل مرشح من خلال كسب اصوات المترددين والمستقلين والمتريثين لا سيما ان هناك قناعة تجمعهما، الا وهي ان جلسة الاربعاء لن تؤدي الى انتخاب الرئيس الجديد.

ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ«الديار» من مصادر الطرفين ان احدا من المرشحين فرنجية وازعور لا يضمن تامين الـ٦٥ صوتا في الدورة الاولى، وان الدورة الثانية مستبعدة لان النصاب لن يبقى مؤمنا فيها.

وتضيف المعلومات ان هناك مخاوف متبادلة من افخاخ ينصبها الفريق ضد الاخر، خصوصا ان المعركة اخذت في الايام القليلة الاخيرة ابعادا سياسية كبيرة تجاوزت حدود الارقام، بعد تبلور الاصطفافات وبروز بصمات خارجية واضحة على بعضها.

ومن المنتظر ان تشهد الساحة مزيدا من الاجواء المحمومة قبل جلسة الاربعاء، حيث يرتفع الخطاب السياسي عند الفريقين.

٣ عناصر تحكم اجواء الجلسة

وبعيدا عن الحسابات الرقمية لدى كل فريق، فان هناك ثلاثة عناصر تحكم اجواء الجلسة ١٢ المرتقبة هي:

١- ان الفريقين ذاهبان الى الجلسة لنصف منازلة غير حاسمة، لان كل طرف يملك القدرة على تطيير النصاب في الدورة الثانية.

٢- يبرز الحجم الكبير للنواب الذين لم يحددوا مواقفهم النهائية، والذي يفوق عددهم الـ٢٥ نائبا .ومن المرجح ان يبقى قسم كبير منهم على الحياد في هذه المعركة على الاقل في الدورة الاولى.

٣- يبدو ان هناك اقتناعا واضحا بان الجلسة، اذا ما انعقدت، في دورتها الاولى لن تستمر لان نصابها سيطير قبل الدورة الثانية، وقد اكدت مصادر في الثنائي الشيعي لـ«الديار» امس على ان الثنائي بصدد استخدام كل الاساليب الدستورية، مذكرة بان الفريق الاخر لم يتردد في الاعلان عن استخدام سلاح النصاب صد فرنجية.

تنافس على اصوات النواب المترددين

ماذا في تفاصيل مواقف واستنفار الفريقين المتنافسين عشية جلسة الاربعاء؟

علمت «الديار» ان كل فريق جند طاقاته لاستقطاب اصوات النواب المستقلين والمترددين، وان هذه المحاولات المتبادلة طاولت نوابا محسوبين على كل فريق لتعكس حدة المعركة والتقارب في حسابات الفريقين بعيدا عن الدعاية الاعلامية المعتمدة.

مصدر في الثنائي: ذاهبون للجلسة ومستعدون لكل شيء

وفي ظل هذا المشهد المحموم قال مصدر نيابي بارز في الثنائي الشيعي امس لـ«الديار» : «ان جلسة الانتخاب قائمة وكل فريق يتحضّر لها . ومن المرجح ان تكون نتيجتها كنتائج الجلسات السابقة، لكنها تختلف عنها بوجود مرشح جدي هو سليمان فرنجية ومرشح منافس تقاطعت عليه اطراف عديدة غير متجانسة، وكانت الثقة بين بعضها معدومة، اما نحن فخيارنا واضح ومتين ويعكس توجها واحدا بين كل اطرافه».

واضاف «نحن ذاهبون بكل جدية الى الجلسة ومستعدون لكل شيء، ولممارسة حقنا الدستوري بكل تفاصيلها».

وحول الارقام والتسريبات قال المصدر «يبدو ان احدا من المرشحين لن يحصل على ٦٥ صوتا، وهناك ٢٧ نائبًا في المساحة الرمادية لم يحسموا موقفهم او ذاهبون بخيارات اخرى».

مصدر معارض : بحساباتنا ازعور يتقدم فرنجية

وفي المقابل قال مصدر نيابي في المعارضة لـ«الديار»: «ان الفريق الاخر يجتهد لزيادة رصيد مرشحه فرنجية، لكن مرشحنا وفقا لحساباتنا حتى الان يتقدم عليه، وهو على عتبة الستين صوتا».

واضاف «هناك نواب لم يحسموا امرهم، وهناك كتلة النواب السنة المستقلين العشرة. ننتظر موقفهم غدا».

واكد المصدر على الاستمرار في الجلسة الاربعاء، مشيرا الى ان الفريق الاخر سيلجأ الى تطيير النصاب قبل الدورة الثانية.

ما هي اصوات التيار؟

من جهة ثانية علمت»الديار» من مصادر موثوقة ان النواب المعارضين لازعور في التيار الوطني الحر مستمرون على موقفهم وهم كما صار معلوما : سيمون ابي رميا، ابراهيم كنعان، الان عون، واسعد درغام . وان النائب في تكتل لبنان القوي فريد البستاني يتجه الى عدم التصويت لازعور.

واضافت المصادر ان نواب الارمن الطاشناك الثلاثة يتجهون ايضا الى التصويت لفرنجية بالاضافة الى النائب محمد يحيا الذي انضم الى كتلة اللقاء التشاوري المستجدة التي ستقترع ايضا لفرنجية. اما نائب رئيس المجلس الياس بوصعب فهو ايضا غير مرجح ان يلتزم بقرار التصويت لازعور.

وبذلك لا يتوقع ان تزيد اصوات التيار لصالح ازعور عن الـ١١ صوتا.

وعلمت الديار ان رئيس التيار جبران باسيل واصل الضغط والسعي لالتزام نواب التيار بقرار تاييد مرشحه، ودعا الى اجتماع الكتروني مساء امس للمجلس الوطني للتيار للتاكيد على هذا الموقف.

وقال احد نواب التيار للديار: في كل حزب او تنظيم يظهر تباين في الرأي حول امور مختلفة، وهذا ما حصل بالنسبة للمرشح ازعور، لكن في النهاية يجب الالتزام بقرار التيار.

واضاف: بعد قرار التيار لم يعد هناك كلام عن معترضين وموالين، واعتقد ان نواب التيار سيذهبون الى الجلسة بموقف واحد.

وحول موقف النواب الارمن في التكتل قال «هذا امر اخر، ولا اعرف ماذا سيكون موقفهم».

كتلة الاعتدال لحسم موقفها غدا؟

من جهة اخرى يبرز موقف كتلة الاعتدال الوطني التي توسعت وضمت مؤخرا نوابا سنة اخرين مستقلين، والتي ستجتمع بعد ظهر غد لمناقشة موقفها من المرشحين فرنجية وازعور.

وحول ما تردد بان النائبين عماد الحوت ونبيل بدر يميلان لازعور قال الحوت امس لـ»الديار: «انا وزميلي الاستاذ بدر جزء من اللقاء المستقل الذي سيجتمع بعد ظهر الغد لاتخاذ موقفه».

وردا على سؤال قال «لا اتوقع ان تسفر جلسة الاربعاء عن انتخاب رئيس الجمهورية، وقد تمهد للتفاوض على مرشح ثالث».

مستقلون وتغييريون لخيار ثالث

وعلى محور اخر تواصلت الاتصالات بين نواب صيدا : عبد الرحمن البزري، واسامة سعد، وشربل مسعد، ونواب من التغيير ومستقلين للتصويت لمرشح غير ازعور او فرنجية.

ولم يستبعد ان يتفقوا على عبارة او الورقة البيضاء، مع العلم انهم يرغبون بالتصويت لزياد بارود مع اخرين.

كذلك لم يتوصل النواب التغييريون: بولا يعقوبيان، فراس حمدان، ملحم خلف، نجاة صليبا، وياسين ياسين الى موقف نهائي امس. بينما صار معلوما ان الياس جرادة وحليمة القعقور وسنتيا زرازير يعارضون ازعور وفرنجية في ان معا.

اصوات فرنجية وازعور؟

ووفقا لمصادر مطلعة على اجواء الفريقين المتنافسين فان ازعور وفق حسابات فريقه امس يضمن ما بين ٥٤ و٥٦ صوتا، اما فرنجية فيقارب الخمسين صوتا، ويحرص فريقه على عدم التعليق على هذه الارقام مكتفيا بالقول انها ستكون واضحة في الجلسة.

وحسب المصادر فان المعركة على اصوات المترددين او الذين يقفون بالوسط لا سيما نواب السنة المستقلين قد تبدل الارقام.

وتقول المعلومات ايضا ان المعارضة تركز عل ضمان تقدم ازعور على فرنجية والسعي الى تحقيق هذا الهدف اذا لم تنجح في تامين اكثر من ٦٤ صوتا.

موقف لفرنجية اليوم

ومن المنتظر ان يكون لفرنجية اليوم موقف مفصل من المستجدات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي بمناسبة ذكرى اغتيال والده.

وقالت مصادر مطلعة لـ» الديار» انه سيؤكد على ما كان قاله في مقابلته التلفزيونية الاخيرة، لجهة الانفتاح على الجميع والتفاهم والحوار والانقاذ.

وسيتطرق الى ما استجد في تقاطع بعض القوى المختلفة على ازعور، مشددا على خياراته الوطنية وتوجهاته في سبيل انقاذ لبنان من الوضع الذي انتهينا اليه.

الموقف الفرنسي بعد تكليف لودريان؟

وعلى صعيد التحرك والموقف الخارجي من تطورات الاستحقاق الرئاسي، علمت «الديار» ان السفيرة الفرنسية ان غريو ستلتقي الرئيس بري في الثماني والاربعين ساعة المقبلة في اطار لقاءات ستجريها مع المسؤولين والقادة السياسيين لشرح قرار الرئيس ماكرون بتكليف وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان مبعوثا خاصا للبنان لتولي الملف اللبناني بما فيه ملف الرئاسة.

وقال مصدر لبناني التقى مسؤولين فرنسيين للديار مساء امس ان تكليف الرئيس ماكرون شخصية دبلوماسية مرموقة مثل لودريان تدل على اهتمام اضافي لفرنسا لمتابعة ملف لبنان والمساعدة في انجاز الاستحقاق الرئاسي.

واكد المسؤولون الفرنسيون ان تعيين لودريان لا يعني انتهاء مهمة خلية العمل الرئاسية الموكلة بالملف فهي ستتابع عملها معه، وليس هناك طي صفحة سابقة وفتح صفحة جديدة، لكن لودريان يتوقع ن يزور لبنان على ضوء نتائج جلسة الاربعاء ليقوم بدور ناشط لخلق قواسم مشتركة بين الاطراف اللبنانية حول الاستحقاق الرئاسي.

واضاف ان باريس حريصة على متابعة جهودها من اجل ما سعت اليه دائما، وهو الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تقر وتترجم الاصلاحات التي تساهم في اعادة نهوض لبنان.

لا جديد يالموقف السعودي

من جهة ثانية نقلت مصادر مطلعة عن مراجع لبنانية ان الموقف السعودي لم يطرأ عليه اي جديد منذ جولة السفير وليد البخاري على المسؤولين والقوى السياسية.

واضافت المصادر للديار ان هناك نوعا من الضبابية على هذا الموقف، الذي يمكن وصفه بالرمادي.

واشارت الى ان السعودية تتجنب حتى الان توضيح موقفها من المرشحين المتنافسين، وتريد ان تواصل القول انها على مسافة واحدة منهما.

الدخول الاميركي على الخط

ورأى مصدر سياسي للديار ان المستجد في مواقف الدول الخمس هو الموقف الاميركي الذي بات مكشوفا اكثر، ويلعب دورا في دعم خيار ازعور . لكن الذي يراهن على ان الادارة الاميركية تخوض معركته يكون متوهما، فهي تريد ان تستخدم ورقة الاطراف المؤيدة لهذا الخيار لاستخدامها في رسائل ذات اهداف اخرى ربما تتجاوز لبنان.

حزب الله: لا تخطئوا الحسابات

وامس جدد حزب الله التاكيد على التصويت لفرنجية، محذرا من تازيم الموقف بالتقاطع الحاصل على ازعور.

واكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق امس «ان لبنان يحتاج الى تقاطعات وطنية تنقذه من الانهيار، وتصب في مصلحة الوطن وليس في مصلحة شخصية. ونقول للمتحمسين والذين يتحمسون، لا تخطئوا بالحسابات ولا تأخذكم الحماسة الزائدة الى مزيد من الرهانات الخاسرة».

واضاف «ان الاصطفافات المستجدة في ملف الرئاسة اكدت هواجسنا الوطنية، وفضحت النوايا المبيتة».

وبدوره سأل النائب حسين الحاج حسن عمن هندس التقاطع على ازعور، معتبرا «ان هذا التقاطع يساهم في تازيم الامور امام انتخاب رئاسة الجمهورية، وان ١٤ حزيران لناظره قريب».

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية