اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بات من المحسوم ان الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب رئيس للجمهورية لن تكون الأخيرة، بل من المرجح أن تليها العديد من الجلسات، فهي لن تكون حاسمة لناحية خيارات الكتل الكبرى، التي لا زالت تراوغ حتى هذه الساعة بين ورقة بيضاء او سليمان فرنجية او جهاد أزعور، وعليه لن تتمخض الجلسة في الرابع عشر من الجاري عن رئيس يمسك زمام الحكم، في بلد انهار معيشيًا واقتصاديًا وسياسيًا.

واستغربت اوساط مقربة من اللواء عباس ابراهيم المعلومات التي اشارت الى ان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حمّله رسالة لحزب الله، واكدت الاوساط «ان اللواء موجود حاليا خارج لبنان، وهو سيشارك في مؤتمرٍ في النرويج، الذي يعقد كل فترة من اجل مساعي السلام، وهو من الموتمرات المهمة التي تعقد في هذا الوقت، ويعتبر اللواء عباس ابراهيم احد اهم اركان المدعويين لهذا المؤتمر، لا سيما لما له من اهمية ودور في اجراء اتصالات عديدة، وخاصةً فيما يتعلق بموضوع النازحين السوريين وغيرها من الازمات المتراكمة» .

واكدت الاوساط نفسها ان «اللواء عباس ابراهيم التقى الرئيس بشار الاسد عدة مرات، وكان قد التقى ايضا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاسبوع الماضي، في اطار ايجاد حل لموضوع النازحين، ومن بين الحلول أن يصدر الرئيس السوري عفوا عامًا ليساعد الاغلبية بالعودة الطوعية الى سوريا».

وبالعودة الى موضوع الرئاسة، يقول مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والاحصاء الدكتور زكريا حمودان أنه « فيما لو انعقدت جلسة يوم الاربعاء فستكون على الشكل التالي:

- أولاً : الأصوات التقريبية المتوقعة لكل المرشحين.

- ثانياً: الأرقام الدقيقة لعدد الأصوات التي سينالها المرشحون على المستوى الشعبي، كلٌ بحسب تأييده.

وعليه، يضيف حمدان، من المتوقع أن لا يكتمل النصاب في الجلسة الثانية، بسبب وجود مخطط فعلي وجدي بتطيير النصاب من كلا الطرفين بحسب نتيجة الجلسة الأولى. أما على مستوى الأصوات فمن المتوقع أن ينال رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية بحسب المعطيات بين 44 و 52 صوتا كحدٍ أقصى. أما جهاد أزعور فمن المتوقع أن ينال من 50 الى 56 صوتا . وما تبقى من أصوات النواب، فهي غير محسومة وستتوزع بين ورقةٍ بيضاء، وقد يصوت بين 5 و 6 نواب لزياد بارود.

واشار الى ان المفارقة تكمن أن النواب الذين قرروا اعطاء أصواتهم للوزير السابق سليمان فرنجية وصل تأييدهم الى 51 %، أما جهاد أزعور فوصلت حجم الكتلة الشعبية التي تؤيد النواب الذين سيعطون صوتهم التفضيلي لجهاد أزعور قرابة 34%، مع فارق تقريبي يتخطى الـ 200 الف صوت تفضيلي.

وعليه، فإن عدد الاصوات الذي بات موزعاً بين المرشحين، يفتح الباب امام سؤال من يملك «بيضة القبان»؟ التي انتقلت من الوزير وليد جنبلاط الى جبران باسيل، والآن تحط عند «المستقلين» و»التغييرين» ممن لم يعلنوا تأيدهم لأي من المرشحين، وإن كان البعض تحدث عن خيار ثالث لكسر دائرة المراوحة.

واكدت المعلومات أن النائب وليد جنبلاط لن يسير بأزعور الا برضى الرئيس نبيه بري، ووعده بتجيير أصوات نصف الكتلة لمن يرتضيه، احترامًا لتحالف الدم القائم بين «حركة امل» والحزب «التقدمي الاشتراكي».

مصدر في محور المقاومة اشارت الى أن « فرنجية احرز حتى الآن 44 صوتا، وهو ما يضمن تطيير النصاب، ويمكن إضافة ثمانية نواب من كتلة «لبنان القوي» ممن يعارضون ترشيح أزعور، وان لم يعلوا صوتهم كلهم مثل النواب الاربعة المعترضين، فذلك احتراما لمقام الرئيس ميشال عون. ويضيف المصدر «ان الثنائي تمكن من إقناع 9 نواب من المستقلين ممن لم يعلنوا خيارهم، بعد مفاوضات وجهودٍ مضنية خيضت منذ ثلاثة أشهر «.

خارجياً، أشار مصدر مطلع ان «المبادرة الفرنسية التي باتت تعرف بالمبادرة الخماسية، تنتظر تبلور الامور في دمشق، وانفتاح الرئيس السوري بشار الاسد على المحيط العربي، ما يعني انتظار انعكاس الأمور على الداخل اللبناني».

وعن مصير لبنان على خارطة الحلول في المنطقة، يجيب المصدر انه من خلال المعطيات التي تتناسب مع عودة النازحين السوريين الى وطنهم، وهو ما يهم الاتحاد الأوروبي برمته، وهو حل أولي في اطار الحل العام للأزمة اللبنانية».

وكما بات مؤكدًا ومحسوماً، يضيف المصدر، إن المبادرة الفرنسية التي استدعت تكليف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان المكلف بإدارة الأزمة اللبنانية، ما هي الا تأكيد على أن جلسة 14 حزيران ستكون فضفاضة ولا نتائج رئاسية فيها، بل ستفتح المجال امام مفاوضات جديدة يديرها لودريان، الذي سيصل في الـ 15 من الشهر الجاري، اي بعد يوم واحد من جلسة انتخاب الرئيس، ليستكمل المبادرة الفرنسية التي انطلقت منذ فترة، وتلتها اللجنة الخماسية، ومن هناك يبنى على الشيء مقتضاه، يرافقها حركة فرنسية دؤوبة عادت لتقوم بها السفيرة الفرنسية آن غريو، والتي بدأتها منذ عودتها يوم الاثنين من باريس الى بيروت، وكانت قد التقت في باريس عدداً من الاقطاب السياسيين البارزين، وقامت بجوجلة بعض الافكار التي حملتها معها مع عودتها الى لبنان.

من ناحية اخرى، لا تزال المملكة العربية السعودية تقف موقف الحياد مما يحيّر بعض الكتل التي تدور في فلك الرياض، ولن تتمكن من تسمية اي من المرشحين دون إشارات جدية صادرة عن السفير البخاري.

أما الولايات المتحدة الأميركية فهي تعمل بصمت مع غياب السفيرة دورثي شيا عن الاعلام منذ خروجها من بكركي الاسبوع الماضي، وهي التي تحاول القيام بإنجاز تضعه في سيرتها الذاتية قبل تعيينها في نيويورك.

في المحصلة، ستكون الجلسة الثانية عشر كمثيلتها، ولن تتمخض عن ولادة رئيس، ولن يخرج الدخان الأبيض في ظل إقفال ابواب الحوار بين الافرقاء اللبنانيين، لا بل وتبادلهم التهم واستمرار التحدي بينهم. 

الأكثر قراءة

إعادة تركيب الشرق الأوسط