اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يطرح مسؤولون بارزون في المجتمع الدولي قضية الذكاء الاصطناعي على انها خطيرة على البشرية ومدمرة في حين ان الذكاء الاصطناعي كأي تقنية لها ايجابياتها ولها سليياتها الا ان الفوائد الايجابية لهذه التقنية اكثر بكثير من سيئاتها. أولا الذكاء الاصطناعي اذا تم استخدامه بالشكل الصحيح يؤدي الى بناء مجتمع افضل حيث انه يكشف الناس التي تعتمد لغة الكراهية والعنصرية والتحريض على الاخرين والاساءة واهانة مشاهير او اناس عاديين. اضف على ذلك , من خلال البيانات والمعلومات التي يحصل عليها الذكاء الاصطناعي سواء في العلوم البيئية يقدم فوائد  كاستشراف للكوارث التي قد تحصل وتطور طرق معرفة حدوث هكذا كوارث سواء قبل او بعد وقوعها. ولذلك الذكاء الاصطناعي هو تقنية ايجابية للبشرية تجنبها قدر الامكان المعاناة التي تتعرض له من الزلالزل والهزات الارضية بمجرد انه يعمل الى حماية الارض. 

وعلى سبيل المثال, اطلقت مايكروسوفت برنامج “الذكاء الاصطناعى من أجل الأرض” تبلغ مدته خمس سنوات وتمويله يساوي 50 مليون دولار. وهذا البرنامج يهدف الى حماية الارض عبر استخدام علم البيانات ، ونشر واستخدام خبرة مايكروسوفت التي تصل إلى 35 عاماً في مجال البحث والتكنولوجيا في تقنيات الذكاء الاصطناعى في القطاعات الأربعة الرئيسية : الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي وتغير المناخ.

وبما ان نسبة  التلوث تزداد على الارض وتغيير المناخ بات قضية عالمية تقلق الدول العظمى كما الدول العادية لان الاثار السلبية لتغيير المناخ يطال كل كوكب الارض وبالتالي لا دولة لديها "خيمة فوق رأسها" تحميها من تداعيات الاستهتار بالبيئة. 

وهنا, للذكاء الاصطناعي دور ريادي في مقاربة القضايا المتعلقة بحياة الناس على الارض حيث قوة الذكاء الاصطناعي حثت كثيرين على الابتكار حلول مستدامة على الصعيد البيئي من خلال  الانطلاق من  القدرات الرقمية والاخذ بعين الاعتبار التطورات التي طرأت على المجتمعات عبر مرور الزمن. وفي السياق ذاته, تركزت الابحاث على معرفة اثار تغيير المناخ وفهمها وما سببته من هجرة الناس من المناطق الملوثة الى مناطق صحية اكثر. ولجأ بعض المبتكرين الذين استفادوا من برنامج "الذكاء الاصطناعي من اجل الارض" الى تطبيق ادوات التعلم الالي كما ادوات الذكاء الاصطناعي وعليه تمكنوا من انشاء خرائط سكانية توضح بشكل مباشر الاسباب التي دفعت بالبشر الى الانتقال من منطقة الى اخرى وهذه الاسباب باغلبها تعود لتاثير تغير المناخ.

ولذلك الذكاء الاصطناعي يساعد في تخفيف التداعيات السلبية التي حصلت على المستوى البيئي فضلا انه شكل نقطة انطلاق للبحث عن حلول طويلة اجل تعالج وطأة تغيير المناخ على الناس وليس بحلول ترقيعية ومؤقتة.

وفي نطاق متصل, سنتطرق الى نقطة ايجابية يتمتع بها الذكاء الاصطناعي في عالم التغذية لناحية قدرته على التحسين في هذا المجال. ومن بين الذين حصلوا على منح في برنامج الابتكار في الذكاء الاصطناعي, الدكتورة ميرسي لونغاهو وهي عالمة تغذية ولذلك عملت على ايجاد حل لسوء التغذية في افريقيا عبر اللجوء الى ادوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في برنامجها التشخيصي الذي يدعى "نظام الإنذار المبكر للتغذية". ويعتمد هذا البرنامج على كشف ازمات التغذية قبل حصولها وبالتالي يعد هذا البرنامج تطور يخدم الانسانية.

اما من جهة اخرى, يرى البعض ان منصات التواصل الاجتماعي لا تشكل تهديدا او خطرا على الناس او على الصحة العقلية بما انها منصة لتبادل الافكار والتعبير عن الرأي في شتى المجالات. هذا التوصيف صحيح نسبيا الا ان الحرية التي تتحولى الى فوضى لا تعود حرية مفيدة تخدم الانسان. اغلب الظن, ان منصات التواصل الاجتماعي تحولت الى مساحة للتنمر على الاخرين وايلامهم كما الى اهانات وشتائم دون اي ضوابط ورقابة فضلا عن وجود حسابات تحرض على الكراهية والفتنة والعنصرية. وبالتالي تواجه منصات التواصل الاجتماعي مشكلة "انعدام الاخلاق" وعدم التمكن من كبح هذه الظاهرة التي تزداد اكثر فاكثر. 

هناك حسابات انشأها اشخاص بهوية مزيفة تمحورت لنشر معلومات خاطئة بهدف تضليل الرأي العام كما هناك حسابات ركزت على استهداف شخصيات مرموقة بتشويه صورتهم امام الناس عبر خلق اكاذيب لا تمت بالحقيقة باي صلة. 

نعم وبكل اسف , وجود منصات التواصل الاجتماعي سمحت لعدد كبير من الناس بكتابة ما يشاؤون دون الاخذ بالاعتبار ان كلامهم مسيء ومعيب فضربوا القيم والمبادئ والاخلاق واصول التخاطب بين الناس. وعليه, وصل احيانا مستوى الكلام في تويتر او فايسبوك او انستغرام الى درك متدني جدا ادى الى انخفاض المستوى الثقافي والاخلاقي لهذه المواقع. اضف على ذلك, بات المستخدمين لتيوتر وفايسبوك وانستغرام يستخدمون هذه المواقع لنشر الفضائح والنميمة وهؤلاء المستخدمين ارادوا اظهار العدائية وتدمير شخصيات معينة دون ان يرف لهم جفن بأن كتاباتهم حولت السوشيل ميديا الى منصة كراهية وعداء وتحقير والتطاول على كرامة الناس.

من هنا, وانطلاقا على المعطيات التي ذكرناها والمقارنة بين الذكاء الاصطناعي من جهة وبين منصات التواصل الاجتماعي, يظهر ان الذكاء الاصطناعي ليس خطرا على المجتمعات وعلى الوظائف بل عامل ايجابي يمكن الانسان من تطوير وتحسين اي وضع قائم لاي قضية الى جانب انه يعطي للانسان الادات المناسبة والتي تخوله الوصول الى حلول مستدامة لملفات شائكة. اما منصات السوشيل ميديا فقد اعترتها الفوضى وايجابياتها تراجعت كثيرا في الاونة الاخيرة حيث ان المسؤولية الاخلاقية منعدمة في مواقع التواصل الاجتماعي ولغة الكراهية والحقد هي المهيمنة على هذه المواقع.




الأكثر قراءة

"يجب استقباله بالتكريم الذي يستحقه"... ألبانيز تدعو ألمانيا إلى العدول عن قرارها بشأن حظر سفر أبو ستة