اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يصمت الدروز على التعديات التي قام بها الاحتلال الاسرائيلي في بناء التوربينات او مراوح الهواء  في الجولان السوري المحتل فانتفضوا غضبا وتظاهروا بالاف في قرية مسعدة شمال الجولان وهاجموا شرطة الاحتلال مهددين بانهم سيستمرون بالتظاهر ورفع الصوت الى ان تعود حكومة الاحتلال عن قرارها.

وموقف زعيم الطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف كان واضحا من ان بناء العدو الاسرائيلي في اراض الدروز تحت عنوان  توفير كهرباء سيحرم المواطنين الدروز من الاستفادة من اراضيهم الزراعية. وندد  بعنصرية اسرائيل تجاه الدروز مشيرا الى ان اليهود فقط من لديهم حقوق في "اسرائيل" في حين لا حرية ولا عدالة ولا حقوق للمواطنين الاخرين.

وامام ما يتعرض له الدروز في الجولان المحتل, نرى  ان هذا الامر كان متوقعا من دولة ترتكز على قانون الدولة القومية اليهودية وبمعنى اخر ان النظام الدستوري يتيح  للشعب اليهودي بجميع الصلاحيات والنفوذ وحق تقرير المصير في اي ارض تحتلها "اسرائيل" بينما يحرم الفلسطينيين كل الحقوق . والحال ان هذا الكيان الشاذ الذي اسمه "اسرائيل" لا يزال يحكم انطلاقا من الرؤية السياسية للحركة الصهيونية وبالتالي لا ديمقراطية حقيقية لا في دستور الدولة العبرية ولا في اي منحى سياسي او ثقافي او..... ذلك ان ما حصل  في تاريخ 19 تموز 2018 يوم اقرار قانون الدولة القومية اليهودية في اسرائيل عبر اغلبية برلمانية ما هو الا مسرحية جرت في الكنيست تحت شعار ديمقراطية زائفة ليتم لاحقا الترويج لهذا القانون بانه النظام الدستوري لاسرائيل. وفي الواقع, هذا القانون لا يختلف عن رؤية ومبادئ الحركة الصهيونية ومن الطبيعي ان يصوت النواب اليهود لصالحه في الكنيست بما انه يخدم مصالحهم ويجرد عرب48 وجميع الفلسطينيين وكل المواطنين من اي طائفة كانوا من حقوقهم ويعطي اليهود اليد العليا في كل المسائل.

واذا تمعنا اكثر في قوانين الدولة العبرية التي تعكس عنصريتها وتوجهها الحالي والمستقبلي, يظهر جليا ان اعتمادها لقانون كمينتس الذي يخول اسرائيل بهدم البيوت وفرض العقوبات على مخالفات التخطيط والبناء, يؤكد ان هذه الدولة العنصرية اعطت لنفسها امتيازات لتوسيع المستوطنات وحرمان الفلسطينيين حتى من سقف يأويهم. وهذا ما يحصل اليوم في الجولان المحتل. بيد ان وضع مراوح الهواء في الاراضي الدرزية من اجل توليد الكهرباء هدفه تطويق الدروز والاستيلاء على ارضهم الزراعية حيث لن يتمكنوا من استخدام اراضيهم للزراعة وبالتالي سيخسرون ارزاقهم وايراداتهم. وهذا رأس الجليد مما يريد الاحتلال الاسرائيلي فعله حيث ان الخطوة التالية ستكون ببناء المستوطنات لليهود في الجولان المحتل.

من هنا, يخطئ من يعتقد ان اسرائيل ستتوقف يوما عن مشروعها التوسعي وخير دليل على ذلك  ان من بين اهداف المخطط الصهويني  هو قضم اراضي الدروز  في الجولان السوري المحتل ومصادرة قرارهم واراضيهم رويدا رويدا الا اذا جابه الدروز الاحتلال الاسرائيلي بشراسة واحبطوا خططه. لكن في الوقت ذاته, اذا لم يتلق دروز الجولان السوري المحتل اي مساندة من اي دولة عربية طالما ان المجتمع الدولي يغض النظر دوما عن الظلم الاسرائيلي فسيكون مصير دروز الجولان على المحك وفي خطر.

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية