اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يكن ينقص مشهد الحرب الاوكرانية سوى انتقال تراشق التهم والمعلومات الى داخل المعسكر الواحد، اذ تابع امس رئيس فاغنر انتقاداته للقيادة الروسية متهما اياها بنشر الاخبار المضللة والكاذبة حول نتائج هجوم كييف المضاد، في وقت تابع فيه الرئيس زيلنسكي حملته للحصول على طائرات اف 16 باعتبارها سلاح حاسم للمعارك.

فقد أكد قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين تراجع القوات الروسية شرقي وجنوبي أوكرانيا في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد، في حين تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن سلاح سيسحم المعركة.

وقال بريغوجين -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- إن الجيش الروسي يتراجع على جبهتي زاباروجيا وخيرسون (جنوب)، مضيفا أن القوات الأوكرانية تدفعه إلى الوراء.

ويتعارض هذا التأكيد مع تصريحات القيادة العسكرية الروسية والكرملين بفشل المرحلة الحالية من الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الرابع من حزيران الجاري في زاباروجيا وخيرسون (جنوب) ودونيتسك (شرق)، وهو ما يضع موسكو في موقف محرج.

وانتقد قائد فاغنر مجددا القيادتين العسكرية والسياسية الروسيتين لعدم إمداد قواته بما يكفي من الذخيرة والأسلحة. وكانت قوات فاغنر قادت الأشهر الماضية الهجوم على مدينة باخموت في دونيتسك، الذي انتهى بالسيطرة على المدينة.

الهجوم المضاد

في غضون ذلك، أكدت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن القوات الأوكرانية تتقدم في جنوب البلاد وأوقفت هجوما روسيا باتجاه مدينتي كوبيانسك وليمان في دونيتسك.

بدورها، قالت الرئاسة الأوكرانية إن العمليات الهجومية الأوكرانية مستمرة في عدد من المناطق.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليفا استمرار شن قوات بلاده هجمات ضد القوات الروسية في المناطق القريبة من منطقتي ميليتوبول وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا، مشيرا إلى تحقيق ما وصفها بنجاحات جزئية في 4 بلدات جنوبي المقاطعة.

وحتى الآن، أعلنت كييف أن قواتها استعادت 8 بلدات في زاباروجيا ودونيتسك، وأنها إما مستمرة في التقدم وإما بصدد تثبيت مواقعها الجديدة، وأكدت أن المرحلة الرئيسية من العمليات لم تبدأ بعد،

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أمس الخميس إن الهجوم المضاد «سيستغرق وقتا».

وتشكل مقاطعة زاباروجيا أحد المحاور الرئيسة للهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ الرابع من حزيران الجاري في جنوب البلاد وشرقها.

في المقابل، قالت موسكو إن الهجوم الأوكراني المضاد تعثر، وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إن الأوكرانيين قلصوا نشاطهم بعد تكبدهم خسائر فادحة، لكنه أوضح أنهم يعيدون تجميع صفوفهم.

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفادت المعلومات عن وقوع تبادل مكثف للقصف بين القوات الروسية والأوكرانية عند جبهة أفدييفكا شمال مدينة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

وقال سلاح الجو الأوكراني -في بيان- إن الدفاعات الجوية أسقطت 13 صاروخ كروز أطلقتها قاذفات روسية من بحر قزوين وكانت متجهة نحو قاعدة جوية في منطقة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا.

ويأتي الهجوم الصاروخي الروسي عقب قصف أوكراني استهدف جسر تشونغار الذي يربط مقاطعة خيرسون الأوكرانية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014، وذلك بهدف قطع الإمدادات عن القوات الروسية في خيرسون.

ميدانيا أيضا، تبادلت القوات الأوكرانية والروسية القصف بالصواريخ والمدافع في مقاطعة زاباروجيا.

وقُتل شخصان في قصف روسي على مدينة خيرسون في حين قُتل آخر في قصف أوكراني على بلدة بمقاطعة زاباروجيا، بينما أعلن رومان ستاروفويت حاكم مقاطعة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة مسيرة.

الحسم بالدبابات

وفي حين يتواصل الهجوم الأوكراني المضاد، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن سلاح الدبابات هو الذي سيحسم المعركة على الأرض.

وأضاف زيلينسكي -في كلمة أمام حفل تخريج ضباط من عدد من الكليات العسكرية والطبية في كييف- أن طائرات «إف-16» (F-16) ستكون متاحة ليتدرب عليها الضباط الأوكرانيون قريبا، لافتا إلى أن القوات الجوية الأوكرانية ستدافع عن سماء البلاد في مواجهة الهجمات الروسية.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قال إنه يمكن لدبابات «أبرامز» (Abrams) الأميركية، التي وعدت الولايات المتحدة بتسليمها لأوكرانيا، أن تشارك في الهجوم المضاد، مضيفا أن الهجوم الحاسم ضروري «لتحرير» أراضي بلاده بشكل كامل.

«إرهاب نووي»

في غضون ذلك، واصلت كييف وموسكو تبادل الاتهامات بشأن احتمال استهداف محطة زاباروجيا النووية.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا يستبعد أن تفعل روسيا بمحطة زاباروجيا النووية مثل ما فعلته بسد كاخوفكا في مقاطعة خيرسون.

وأضاف زيلينسكي أن الاستخبارات الأوكرانية أطلعته على معلومات وتفاصيل عن عزم روسيا استهداف المحطة النووية التي سيطرت عليها القوات الروسية بعيد اندلاع الحرب أواخر شباط 2022.

وتابع أن على من وصفهم بحلفاء بلاده التحرك سريعا لتفادي أي «عمل إرهابي» في المحطة، معتبرا أن استهداف المحطة النووية أخطر من استهداف سد كاخوفكا لأنها مسألة أمن نووي.

وكان زيلينسكي قال في بيان مصور مساء أمس إن عناصر في الاستخبارات الأوكرانية يعتقدون أن روسيا تخطط لهجوم سيترتب عليه خروج إشعاعات نووية من محطة زاباروجيا التي توصف بأنها أكبر محطة نووية في أوروبــا.

ونفى الكرملين هذه المعلومات ووصفها بأنها «كذبة أخرى»، وقال إن فريقا من المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة زار المحطة ومنح كل شيء تصنيفا عاليا.

وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم إن تصريحات الرئيس الأوكراني بشأن المحطة النووية محاولة جديدة لتشويه سمعة روسيا والتستر على ما وصفها بأعماله الإرهابية.

وفي المقابل، قال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو إن بلاده بدأت فعليا إجراءات احترازية، بينها نشر فرق تفحص باستمرار مستوى الإشعاع في المنطقة المحيطة بمحطة زاباروجيا النووية، مضيفا أنه تم بدء نقل المواطنين الراغبين في مغادرة المنطقة خوفا من كارثة محتملة، حسب وصفه. 

الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو