اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يطرأ اي تقدم بعد في الأزمة الرئاسية منذ انتهاء الجولة التي قام بها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي غادر لبنان خالي الوفاض باستثناء ما حمله من انطباعات سلبية عن انقسام اللبنانيين وبقاء كل فريق على موقفه باستمرار المسيحيين على نهج تقاطعهم الرئاسي المصطنع لانتخاب جهاد أزعور مقابل المزيد من إصرار الثنائي الشيعي على خيار الوزير السابق سلبمان فرنجية.

فما تسرب من الورقة التي حملها الموفد الى قصر الإليزيه لا يوحي بحصول تقدم او اختراق في الملف الرئاسي فلا رئيس للجمهورية في المدى القريب مع احتمال الدخول أكثر في الجمود الرئاسي لمدة زمنية طويلة.

مع ذلك يؤكد مصدر مطلع على الشؤون الفرنسية ان اصطدام الجهود الفرنسية بعقبات لن يوقف المساعي للوصول الى حل للمعضلة الرئاسية على الرغم من المطبات الكثيرة وادراك الفرنسيين تشعبات الوضع اللبناني وتعقيداته مع بقاء كل فريق لبناني على مقارباته الرئاسية لكن ذلك لن يؤدي الى استسلام الفرنسيين لحسابات سياسية واستراتيجية تدفعهم الى عدم إفلات الورقة اللبنانية ورغبة منهم بتجديد الدور الفرنسي لكيلا يصاب هذا الدور بالضمور فينتقل الملف الرئاسي الى لاعبين اقليميين كبار سيكونون من المستفيدين في حال فقدت باريس عناصر قوتها في لبنان والمنطقة.

لم يعد سرا السعي الفرنسي الواضح الى إقامة توازن في التعامل مع الأطراف المؤثرة في القرار الرئاسي ومع ذلك يتحدث كثيرون عن انحياز فرنسي الى الفريق الشيعي ومرشحه الرئاسي حيث ينقل عن لودريان قوله في لقاء جمعه بشخصيات سياسية ان الحل الرئاسي الأسهل يكمن في تلاقي سليمان فرنجية وجبران باسيل رئاسيا انطلاقا من قناعة توصل إليها ان بقاء الاختلاف لن ينتج رئيسا وان الثنائي الشيعي لديه هواجس ولن يتراجع عن مرشحه ولا مفر من الحوار معه لانتخاب رئيس للجمهورية بدل الدخول في الفراغ الطويل.

الموقف الفرنسي المبني على نتائج استطلاعات لودريان لا يلاقي ارتياحا لدى فريق واسع من المسيحيين يرى ان هناك تبدلا جوهريا في النظرة الفرنسية الى الملف اللبناني مع انتقال باريس الى الاهتمام بأولويات تأمين مصالحها واستثماراتها ومشاريعها على حساب علاقتها بالمسيحيين وما يريده المجتمع المسيحي وان الفرنسيين صاروا على تنسيق وتواصل تام مع القوى السياسية التي تتلاقى معها لضمان مصالحها.

يتفق كثيرون على ان فرنسا لم تعد» الأم ولا الأب الحنون» للمسيحيين وصار دورها موزعا على الطوائف الأخرى فانتقلت في المراحل السياسية من دعم «السنة» عبر معادلة الرئيسين رفيق وسعد الحريري والرئيس جاك شيراك الى أطراف أخرى حيث يولي الجانب الفرنسي اعتبارا خاصا لهواجس حزب الله ومطالبه الرئاسية فمصلحة الفرنسيين اليوم التقرب من الطرف الأقوى والأكثر تأثيرا في لبنان بدلا من المسيحيين المنقسمين بخلافاتهم وصار مؤكدا ان فرنسا لن تسير بتسوية لا يوافق عليها الفريق الشيعي وبالمقابل ايضا لن يتبنى الفرنسيون تسوية تتسبب بعزل المسيحيين واقصائهم ومن هذا المنطلق ستستمر المبادرة الفرنسية وسيعود لودريان بتخريجة رئاسية بعد تدوير الزوايا وإيجاد حل للوضع الرئاسي.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!