اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حاول جيش العدو الاسرائيلي قمع المقاومة الفلسطينية، التي تطالب بحقها البسيط في الدفاع عن ارضها وكرامتها وسيادتها وسيادة الشعب الفلسطيني على ما تبقى من فلسطين المحتلة، وهي في الضفة الغربية من بلدات وقرى ومدن. لقد اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلي نتانياهو ان لديه 10 اهداف ضد ما يسميه الارهاب، فيما هو مقاومة من اجل الارض ومن اجل الانسان في فلسطين المحتلة. فهو قد قام بمحاصرة القرى والبلدات والمدن الفلسطينية بالمستوطنات، واقام لها كل انواع البنى التحتية، وافرغ كل اماكن اقامة الشعب الفلسطينية في الضفة الغربية من مقومات الحياة، وارسل جيشه، واعتبر ان نخبة جيش العدو الاسرائيلي من وحدات قادرة على تحقيق اهدافها، وهاجمت مدينة جنين وبخاصة مخيمها حيث هنالك كتيبة عرين الأسود. واعلنت المقاومة الفلسطينة انها ستقاتل في جنين والمخيم حتى الاستشهاد او الانتصار على جيش العدو الاسرائيلي.

وبعد مرور يومين ونصف لم يستطع نتانياهو تحقيق مهمة حكومته والاهداف التي خططها لمهاجمة جنين والمخيم. ولقد بقي 300 مقاتل فلسطيني يدافعون عن المخيم والمدينة، وهو استطاع الى حد ما الدخول الى المدينة. اما الدخول الى المخيم، فقد كلفه كثيرا. واذا كانت المقاومة خسرت 12 شهيدا لها وخسر الجيش الاسرائيلي، على ما اعلنه، جنديا واحدا، فان المقاومة اعلنت بشجاعة وصدق الخسارة في صفوف المجاهدين والمقاومين. اما نتانياهو، الذي تحدته المقاومة باعلان خسائره، فقد اعلن منع وسائل الاعلام الاسرائيلية كلها من التحدث عن العمليات الحربية التي قادها الجيش الاسرائيلي برا وجوا كيلا يكشف الخسائر الاسرائيلية، لان ذلك سيؤثر في معنويات قواته التي فشلت في ضرب المقاومة، ولا سيما في المخيم.

سنة 2002 قامت حكومة العدو الاسرائيلي، وبخاصة وزير الدفاع شارون، بمهاجمة مخيم جنين، ولم يكن لدى المقاومين الا الحجارة. وقام بارتكاب مجزرة في المخيم ادت الى استشهاد 500 شاب وصبية وطفل يعيشون في المخيم في اصعب ظروف الحياة حيث المنازل المكتظة بالمدنيين. ومع ذلك، نحن اليوم في سنة 2023، بعد 21 سنة عاد الشبان الذين كانوا في سن الخامسة من أعمارهم، واليوم اصبحوا في عمر الشباب، والان يقومون بضرب المخطط، وسقوط وهم وتجبر جيش العدو الاسرائيلي بانه قادر بقواته البرية والمصفحات والمجنزرات اضافة الى القوات الجوية، على الغاء طموح الشعب الفلسطيني وحقه في ان يكون لديه دولة في الضفة الغربية بالحد الادنى من طلباته وحقوقه.

يبدو ان الولايات المتحدة، التي تقول انها تعترف بحق «اسرائيل» في الدفاع عن نفسها، هي التي تخلت عن مبدأ الدولتين، حيث انه في عهد كلينتون واوباما كانوا يعلنون ان الولايات المتحدة هي مع دولتين: دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية. واليوم سنة 2023 تخلوا عن هذا القرار السياسي وعاد الفلسطينيون ليشعروا انهم وحدهم وان الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما تخلت عما قالت انه قرارها السياسي، واهم نقطة هي ان السلطة الفلسطينية، وقد تأخرت في ذلك، اعلنت وقف الاتصالات كافة، وقررت وقف التنسيق الامني.

وهذا هو الاساس، ان تشعر «اسرائيل» ان السلطة الفلسطينية هي مع شعبها وكل شعبها وليس من يؤيدها فقط، بل ان تعتبر المقاومين في المخيم ولو كانوا من حماس والجهاد الاسلامي وجزء منهم من منظمة فتح هم خارج القرارات السياسية للسلطة الفلسطينية. اما اليوم فقد شعر الفلسطينيون انهم يقومون صفا واحدا ضد المخطط الصهيوني لابتلاع الضفة الغربية واقامة المستوطنات فيها.

هنالك الان معادلة جديدة هي توازن الردع حيث حقق سنة 2023 المقاومون مبدأ الردع في مخيم جنين، وهو ثاني مخيم فلسطيني في الضفة الغربية. كما ان مخيم بلاطة لم يستطع الجيش الاسرائيلي انهاء المقاومة فيه. والمخيم الثاني من حيث كبره وسكانه هو الثاني ايضا، لم يستطع الجيش الاسرائيلي السيطرة عليه، وبالتالي لقد بدأ الردع الفلسطيني ضد الجيش الاسرائيلي يعطي النتائج البارزة.

لقد تحركت الدول المطبعة مع «اسرائيل»، ويبدو ان احتجاجاتها ودعوة مجلس الامن للاجتماع يوم الجمعة في جلسة مغلقة للتشاور لاتخاذ قرار، ادت الى سحب حكومة نتانياهو الجيش الاسرائيلي فورا من مخيم جنين، وهو لن يحقق اهدافه. ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو كان قد قرر واعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه سيزور مع وزير الدفاع مدينة جنين، لكن المقاومين في المخيم ومدينة جنين كانوا هم المسيطرين على الوضع، حتى انه اثناء انسحاب الجيش الاسرائيلي وقع في كمين اقامه المقاومون على مدخل المخيم وادى الى سقوط جندي اسرائيلي قتيلاً، ولذلك الغى رئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو زيارته لمدينة جنين وقام بدلا من الزيارة البرية بالذهاب جوا عبر طائرة من طراز آباتشي فوق المدينة وفوق المخيم على ارتفاع عال، وقال انه رأى المدينة والمخيم، لكن يجب تسجيل هذه النقطة من ان وزير الدفاع الاسرائيلي الذي اعلن انه خلال يومين او خلال 72 ساعة سيسيطر على الوضع، قد فشل في ما اعلن، فتم سحب جيش العدو الاسرائيلي، وبالتالي انتصرت المقاومة في حقها على ارضها. ومن الان وصاعدا، فان المقاومين هم الذين سيحققون الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية ولو بعد حين.

كانت الولايات المتحدة تسلح العدو الاسرائيلي، وبريطانيا تقول ان من حق «اسرائيل» الدفاع عن نفسها بعد الولايات المتحدة. فان المقاومين هم الذين سيحققون مبدأ الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية مهما طال الزمان، وبالتالي لاحقا من يدري فان الكيان الاسرائيلي الصهيوني قد يسقط عبر ضربات المقاومة وعبر صمود المجاهدين والمقاومين، وان فلسطين هي التي ستنتصر، وستكون حرة وصاحبة سيادة على ارضها مع شعبها.

شارل أيوب 

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟