اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حاليا وصلنا على صعيد المستوى الداخلي الى افق مسدود، ولدى المسيحيين قلق وهواجس بالنسبة لدورهم وانتمائهم التاريخي في لبنان حيث اضطلع الموارنة بدور هام في تحقيق لبنان الكبير، اضافة الى بقية الطوائف المسيحية. كما ان الطوائف الاسلامية السنية والشيعية وطائفة الموحدين الدروز كان لها ايضا دور كبير في الانتماء الى لبنان الكبير، وذلك سنة 1920 ثم سنة 1943 حيث تم وضع الميثاق الوطني. ولاحقا تم الاتفاق على دستور الطائف الذي حدد كيفية الحكم في لبنان، وتوزيع انتخاب الرئاسة الاولى والرئاسة الثانية والرئاسة الثالثة على الطوائف، وانشاء مجلس شيوخ وغيره.

نحن الان في خلاف بين الطوائف المسيحية بشكل كبير يصل الى نسبة 80%، وهنالك هواجس لدى الطائفة الشيعية، وبخاصة المقاومة وسلاحها، لانها تقاوم عدوا خطرا جدا على وجودها ومقاومتها ضد العدو الصهيوني.

لقد قام رئيس مجلس النواب نبيه بري بمبادرة وطنية منذ حوالى 6 اشهر، ودعا للحوار قبل اعلان ترشيح الوزير فرنجية وقبل اعلان ترشيح جهاد ازعور. هذه المباردة الوطنية من الرئيس نبيه بري رفضها النواب والكتل النيابية المسيحية، اضافة الى موقف جديد للتيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل، وبالتالي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقاموا بالتقاطع مع التكتلين الكبيرين القوات اللبنانية وحزب الكتائب على مرشح واحد رغم اعلان بكركي انها على مسافة واحدة من الجميع. لكن في العمق بكركي تعتقد ان الهواجس لدى شبه الاجماع المسيحي، من القوات الى الكتائب الى التيار الوطني الحر، يجب الأخذ به، وهذا ما ابلغه البطريرك الراعي الى الرئيس الفرنسي ماكرون.

لا يجب ان يكون الحوار حول اسم رئيس الجمهورية، بل يجب الحوار حول مستقبل لبنان، وكيف يمكن للاطراف ان تتوصل الى صيغة لبنانية تعيش للمستقبل. ان التفكير في نظام جديد هو امر مرفوض، بخاصة عند المسيحييين. فلدينا دستور الطائف، ويجب اكماله من حيث انشاء مجلس شيوخ والبحث في كيفية الغاء الطائفية السياسية، وفي الوقت ذاته تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة التي تحدث عنها اتفاق الطائف. كذلك يجب البحث من خلال سياسة دفاعية في سلاح المقاومة، لان هاجس المقاومة نشأ خاصة من حرب 2006 عندما قام العدوان الاسرائيلي بشن هجوم جوي وبري وبحري على لبنان ودمر جزءأ كبيرأ من البنية التحتية والجسور والطرقات وغيرها. وقد قام العدو الاسرائيلي بتهجير الطائفة الشيعية من جنوب لبنان، ولجأ هؤلاء الى مناطق مثل جبل لبنان، وذهب منهم نسبة كبيرة الى سوريا. وقد قصف الطيران الاسرائيلي المدن والبلدات والقرى في الجنوب، مما ادى الى هجرة من جمهور المقاومة وحركة امل حيث لجؤوا الى بيروت وغيرها كما ذكرنا.

ولذلك قامت المقاومة فور اعلان وقف اطلاق النار بالطلب الى الاهالي بالعودة. وهذا ما حصل فورا وامتد الى يومين، وكان اهل الجنوب من الطائفة الشيعية في منازلهم. وقال لهم حزب الله وحركة امل رغم ان منازلكم تهدمت سنقوم بدعمكم ماليا للاعمار، ونصبوا خيما. ولاحقا تم الاعمار من خلال دعمهم ماديا، ودخلت دول عربية على هذا الخط. هذا الهاجس يجب ان نفهمه، كما يجب ان يفهم الثنائي الشيعي الوطني واقع المسيحيين، وبالتالي يفهم المسيحيون واقع السلاح لدى المقاومة من خلال سياسة دفاعية، ويفهم الثنائي الشيعي الوطني هواجس المسيحيين، وعندئذ يمكن البحث في اسم الرئيس الذي يقوم بسعي لحوار داخلي. وهنا يجب ان نتكل على المبادرة الدولية لان الوضع الداخلي اللبناني مأزوم ووصل الى افق مسدود.

ولذلك يجب انتخاب رئيس، ولا بد ان يعود المبعوث الرئاسي الفرنسي، وهنالك بحث فرنسي مع السعودية، وهنالك قطر التي تقوم بالاتصال مع الولايات المتحدة، وهنالك مصر وهي تفكر من خلال الرئيس السيسي، وهو كان رئيس اركان ووزير دفاع الجيش المصري بتأييد العماد جوزاف عون وايضا قطر، وفرنسا كانت قد اقترحت انتخاب الوزير سليمان فرنجية، والولايات المتحدة يمكن ان تؤيد العماد جوزاف عون، وحتى الان لا يمكن ان نعرف من سيكون الرئيس القادم، والحوار يجب ان يؤدي الى هذه النتيجة، مع تحرك خارجي يساعد الاختيار الداخلي في انتخاب رئيس.

«الديار»

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟