اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قمة الحلف الاطلسي عقدت في عاصمة ليتوانيا وحضر جميع رؤساء الدول الاعضاء تقريبا، وهي قمة تاريخية في ظل حرب روسيا على اوكرانيا، وقيام الحلف الاطلسي بدعم الجيش الاوكراني بكل الاسلحة، وتقديم الدعم المالي الذي وصل الى 83 مليار دولار.

وفي البيان الختامي لقمة الحلف الاطلسي، تم التركيز على عدة نقاط اساسية تتعلق بضرورة رفع الميزانية الدفاعية لدول الحلف الاطلسي. كما جاء بند هام، وهو ان الحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة، يعمل لقيام عالم حر جديد يرتكز على حقوق السيادية للشعوب ورفض الغاء دولة كبيرة لدولة اخرى من الخريطة لان جيشها هو الاقوى. وان رؤساء دول الحلف الاطلسي يريدون من هذا العالم ان يكون نموذجا للعالم الحر الذي ينادون به. وسيقوم الحلف الاطلسي، بالتعاون مع بقية الدول الحليفة التي لها علاقات جيدة مع هذه الدول، بإرساء مبادئ العالم الحر الديموقراطي حيث قيم الانسان وحقوقه محفوظة.

اذا كان الحلف الاطلسي يريد عالما حرا كما يتم الاعلان عن رؤساء دوله واجتماعهم في ليتوانيا، فربما عندما يقولون انهم لا يقبلون قيام دولة اقوى من دولة اخرى بالغائها من الخريطة والغاء سيادة الشعب فيها على اراضيه، وهم يعتبرون ان الحرب الاميركية على العراق في الكويت، هي عندما اجتاح جيش الرئيس الراحل صدام حسين دولة الكويت وسيطر على كامل اراضيها.

وقامت الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا واستراليا وكندا وجيوش عربية اشتركت مع اميركا كيلا يتم الاعلان انه استعمار اميركي في المنطقة العربية بل حرب دولية وعربية، بارغام الجيش العراقي على الانسحاب من الكويت. كما اخذت بعين الاعتبار حرب روسيا على اوكرانيا والتي سيطر الجيش الروسي على اربع مقاطعات كبرى في اوكرانيا وتقدم مسافات تزيد على مئتي كيلومتر في العمق الاوكراني، ونزح من اوكرانيا حوالى 9 ملايين من شعبها الى دول مجاورة وغيرها. وعمل الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي على تقديم المعونات والدعم المالي للنازحين في هذه الدول.

فلماذا يأتي الى فكر وعقل كل مواطن حر يريد سيادته على ارضه ان يسأل الولايات المتحدة، وهي التي تقود الحلف الاطلسي والدول المنضمة الى هذا الحلف والتي اصدرت البيان عن عالم حر ديموقراطي حيث حقوق الانسان، ان يسأل هذا الحلف، وبالتحديد واشنطن، كيف تسكت الولايات المتحدة عن قيام العدو الاسرائيلي باستباحة الضفة الغربية وقطاع غزة في حروب مستمرة، وفي استعباد ووحشية وبربرية تجاه الشعب الفلسطيني، منتهكة حقه في الحياة والوجود، وهي تقتل وتأسر عشرات الالاف منذ عقود. واننا نسأل الولايات المتحدة التي قامت برعاية اتفاق اوسلو، وقام الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بالتوقيع في حديقة البيت الابيض بوجود الرئيس الاميركي كلينتون، على اتفاق السلام، على ما تمت تسميته بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وقامت الولايات المتحدة برعاية اتفاق السلام وضمنت تنفيذه.

فاين الضمانات الاميركية وواشنطن ترى تماما، ما قام به الجيش الاسرائيلي من وحشية في اقتحام مدينة جنين ومخيم النازحين الفلسطينيين في ارضهم، وما قامت به القوات الاسرائيلية بالجيش البري وبسلاح جوها والمسيرات من قصف للمخيم. وقد قاوم المقاومون الفلسطينيون ببطولة، وارغموا جيش العدو على الانسحاب من المخيم دون تحقيق اهدافه.

وليس كما فعل شارون بمجزرة في هذا المخيم سنة 2002 .

لقد قامت الصهيونية، منذ عصابات الهاغانا وحتى اليوم، عبر الجيش الاسرائيلي بدعم بريطاني منذ 1920 وبعد الحرب العالمية الثانية، باكبر تزوير للخريطة الفلسطينية، ولاحقا بدعم اميركي، وادى ذلك الى تهجير الشعب الفلسطيني من حيفا ومدن اخرى، وتمت مجازر رهيبة. والان تتم هذه المجازر التي طوال 100 سنة يشهد عليها العالم، ان الشعب الفلسطيني اصيب باكبر وحشية وبربرية ونزع حقوقه الانسانية منه وتهجيره من كامل مدنه وبلداته. وقام العدو الاسرائيلي بالغاء اتفاق اوسلو، الى ان انتقل رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس ليكون بلباسه الكوفية المقاتل منضما الى المقاتلين في مخيم جنين اثناء زيارته لهذا المخيم، والغى كل تنسيق واتصال مع حكومة العدو، وبخاصة التنسيق الامني.

الولايات المتحدة تحدثت عما يحصل في الضفة الغربية، وطالبت بوقف تصاعد العنف فيها. فهل هذا يجوز، وهل هذا يأخذ بعين الاعتبار حقوق الانسان ومبادئ العالم الحر؟ ونوجه سؤالا ايضا الى الاتحاد الاوروبي الذي زار الضفة الغربية، وصرح رئيس الوفد ان هذا هو انتهاك لحقوق الانسان وجريمة حرب: لماذا عدم الدعوة كي يعقد مجلس الامن اجتماعا فوريا، ولماذا لا تتخلى الولايات المتحدة عن دعمها المطلق لـ «اسرائيل»؟ والرئيس الاميركي عندما طالبه الرئيس الاوكراني بضمانات امنية مثل الممنوحة للكيان الصهيوني، رد عليه بايدن ان الضمانات الاميركية سرية ولا يستطيع اعطاءها لاوكرانيا مثل اسرائيل، وهنا اميركا تخلت عن حقوق الانسان في العالم.

شارل ايوب

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !