اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

«إكتمل النقل بالزعرور»، هكذا تصف اوساط حكومية بارزة في 8 آذار ما يجري من قبل الحكومة في ملف النازحين وتمييع العلاقة الرسمية مع سوريا وتشكيل الوفد الوزاري، ولا سيما مع تسريب خبر اعتذار وزير الخارجية عبد الله بو حبيب عن ترؤس الوفد الرسمي الى سوريا وغياب الرئيس نجيب ميقاتي «عن السمع».

وتؤكد الاوساط ان البلد والقوى السياسية والفريق السيادي الحقيقي والمقاوم لكل المشاريع الاميركية والصهيونية والرافض لكل مشاريع التجنيس والتوطين للفلسطيني والسوري ويعتبرهم جزءاً من النسيج اللبناني والوطني والعروبي ولكن من دون توطين وتجنيس، لم «يهضم» بعد تقاعس الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي في التعاطي مع القرار الاوروبي الخطر بإبقاء النازحين في لبنان، وتعاطيه مع الامر ببرودة لافتة وخضوع لا مثيل له وكأن الحكومة ورئيسها موافقان على القرار الاوروبي ولم يدع رئيسها اقله الى جلسة ولو «شكلية» لرفض القرار ورفع الصوت.

وتشير الاوساط الى ان في الساعات الماضية جرت اتصالات وزارية رفيعة المستوى لمعرفة سبب التأخير في تشكيل الوفد اللبناني الرسمي الى سوريا، ولمعرفة سبب التقاعس الحكومي في التعاطي مع القرار الاوروبي.

وتكشف الاوساط انه تبين وجود ضغوط اميركية واوروبية على ميقاتي، وتصب الضغوط في إطار قرار اميركي واضح بعرقلة اي ملف متعلق بالنازحين من بلاد الانتشار، اي تركيا والاردن ولبنان وإعادتهم الى سوريا. وعرقلة امور اللجنة العربية والخليجية التي شكلت وتهديد اي دولة بالعقوبات وتتعامل مع النظام السوري وتعترف به وتطبع العلاقة معه وتريحه في ملف النازحين. والهدف إبقاؤه كملف للتفاوض السياسي وربطه كـ «مسمار جحا» وكربط نزاع مع مصير نظام الرئيس بشار الاسد!

ورغم ان ميقاتي وبو حبيب، ووفق الاوساط نفسها لا «يُقرّان» بوجود هذه الضغوط، فإن ما تسرب من المحادثات الوزارية وابلاغ بو حبيب كل من استفسر منه عن اسباب تنحيه عن رئاسة الوفد الوزاري والرسمي الى سوريا يكشف حجم هذه الضغوط.

وتؤكد الاوساط ان بوحبيب ابلغ انه، «مرتبط بمواعيد كثيرة خارجية وسفر وان الامر هو من ضمن توجه موجود لديه». كما اكد بو حبيب ان «لا علاقة للنائب جبران باسيل بقراره ولم ينسقه مع باسيل». كما تكتم بو حبيب عن تغطية ميقاتي لقراره او لا، وحقيقة موقف ميقاتي اصلاً من العلاقة مع سوريا وعودة النازحين ، وحقيقة الغطاء الرسمي للوفد المزمع ارساله الى سوريا للتفاوض وتنسيق الخطوات لإعادة النازحين وفق الورقة اللبنانية الحكومية، والتي نوقشت في الزيارة التي قام بها وزير المهجرين عصام شرف الدين الى سوريا مع الجانب السوري منذ ما يقارب الشهر.

في المقلب السوري، تؤكد اوساط مطلعة على موقف دمشق، ان العاصمة السورية تتعاطى بإيجابية ومرونة مع الجانب اللبناني، وتقدم كل التسهيلات في ملف النازحين لكنها تشعر حقيقة ان لبنان الرسمي باستثناء الحلفاء والمقربين من دمشق وبعض الوزراء وسفارتي البلدين والمجلس الاعلى اللبناني السوري، لا يريد تطبيع العلاقة مع دمشق وانه يناور ويتهرب ويميع المسؤوليات لكونه يخضع للضغوط الاميركية والاوروبية، ويخشى القيام بأي خطوة من دون ضوء اخضر من واشنطن وهذا يضر بالعلاقة ويعرقل كل الملفات ويجمدها!        

الأكثر قراءة

لا دولة فلسطينيّة... لا دولة لبنانيّة