اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت الرئاسة التركية عن زيارة منتظرة لكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تركيا خلال شهر تموز الجاري، تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

على صعيد آخر اتسع، امس نطاق العصيان في الجيش الإسرائيلي رفضا للتعديلات القضائية التي تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لتمريرها في الكنيست، والتي حذرت المعارضة من أنها قد تؤدي إلى حرب أهلية في إسرائيل، على وقع عمليات قمع الاحتلال لمسيرات مناهضة للاستيطان في الضفة.

فقد اوضح بيان لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية أنه من المقرر أن يزور الرئيس عباس تركيا يوم الثلاثاء المقبل، أما زيارة نتنياهو فستكون بعد ذلك بـ 3 أيام، مضيفا أن أردوغان سيبحث مع عباس ونتنياهو المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأوضح أن عباس وأردوغان سيناقشان العلاقات التركية الفلسطينية وآخر تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية، والخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز التعاون بين تركيا والدولة الفلسطينية.

ولفت البيان إلى أن أردوغان سيستضيف نتنياهو في 28 تموز الجاري بالعاصمة أنقرة. وأضاف «سيستعرض الرئيس أردوغان ونتنياهو في لقائهما العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل بكل أبعادها، وسيناقشان الخطوات الواجب اتخاذها لتحسين التعاون بين الجانبين، مع تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية».

عصيان في الجيش

على صعيد آخر أبلغ أكثر من 1100 عنصر في سلاح الجو الاسرائيلي وقف نشاطهم التطوعي بسبب مضي الحكومة الإسرائيلية في خطة التغييرات القضائية. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن بين هؤلاء نحو 500 من الطيارين الاحتياطيين يستعدون للإعلان اليوم أو غدا، إذا لم تطرأ تغييرات في اللحظة الأخيرة، عن إنهاء تطوعهم في سلاح الجو الإسرائيلي. وتحدثت هيئة البث عن ساعات حرجة في انتظار سلاح الجو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الطيارين يستعدون لتقديم خطابات شخصية لقادة الأسراب. وقبل ذلك، أعلن 161 طيارا وتقنيا بسلاح الجو وقف نشاطهم التطوعي للسبب نفسه.

وقال الموقعون على عريضة بهذا الشأن إنهم لا يستطيعون تنفيذ المهام الموكلة إليهم في ظل نظام حكم يتم فيه انتهاك أسس الديمقراطية وتزداد فيه الفجوة التي ستقود الدولة إلى أن تكون دولة دكتاتورية، وفق تعبيرهم.

وقد قال ألون بن دافيد المراسل العسكري للقناة الـ13 الإسرائيلية إن معنى هذا أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يعد قادرا على خوض أي حرب في الوقت الراهن.

تصويت واحتجاجات

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم الجمة إن التهديد بوقف الخدمة العسكرية للضغط على الحكومة يضر بالديمقراطية والأمن، بحسب تعبيره.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حذر من مخاطر الدعوات لرفض الخدمة العسكرية على خلفية الاحتجاجات. وقال نتنياهو إن هذه الدعوات غير ديمقراطية وتمس بأمن إسرائيل، مضيفا أن الجيش يَخضع للحكومة ولا يُخضعها، حسب تعبيره.

وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي استعداده للتفاوض مع المعارضة لكن معسكره بدا مصمما على سن التشريع الذي يفترض أن يحد من سلطة المحكمة العليا في ما يتعلق بالرقابة على الحكومة. ويتوقع أن يجري الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الأحد والاثنين المقبلين، تصويتا نهائيا على التعديلات القضائية، وكانت لجنة برلمانية إسرائيلية وافقت أمس الخميس على الحد من بند «المعقولية» الذي يسمح للقضاء بإلغاء قرارات الحكومة. وقبل التصويت النهائي المرتقب، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو واتهمه بأنه يكذب ويقود الدولة والجيش نحو التفكك، وأن ما وصفها بحكومته المتطرفة هي المسؤولة عن الشرخ المجتمعي والمساس بأمن إسرائيل. كما اتهم حزب «المعسكر الرسمي» المعارض برئاسة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يقود البلاد إلى حرب أهلية.

في هذه الأثناء، يستأنف متظاهرون إسرائيليون مناهضون للتعديلات القضائية مسيرة من تل أبيب سيرا على الأقدام باتجاه القدس الغربية التي ستشهد ذروة الاحتجاجات يومي الأحد والاثنين المقبلين بالتزامن مع التصويت المرتقب في الكنيست.

ميدانيا قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب محمد فؤاد البايض (17 عاماً) استشهد متأثرا بجروح حرجة إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية أم صفا شمال رام الله بالضفة الغربية.

وأضافت الوزارة أن طواقمها نقلت إلى المستشفى الاستشاري في القرية جريحين بحالة خطرة، أصيبا برصاص الاحتلال الحي في الرأس والبطن، قبل أن يعلن الأطباء عن استشهاد أحدهما.

وكانت قوات الاحتلال قد قمعت مسيرة سلمية انطلقت من وسط القرية عقب صلاة الجمعة للتنديد بالاستيطان ومصادرة الأراضي. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه المشاركين في المسيرة، وقامت بتفريقهم وسد مداخل القرية، ومنعت السكان من الدخول أو الخروج منها.

وعلى إثر ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان عن وصول إصابتين خطيرتين برصاص الاحتلال الحي في الرأس والبطن، إلى المستشفى الاستشاري في القرية.

​​​​​​​عشرات الإصابات

كما أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح واختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء تفريق الجيش الإسرائيلي مسيرات منددة بالاستيطان الضفة الغربية. ونقلت وكالة الأناضول أن مسيرات منددة بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية خرجت ببلدات بيت دجن وبيتا وقريوت بمحافظة نابلس، وكفر قدوم بمحافظة قلقيلية شمال الضفة، وبيت أمر بمحافظة الخليل، وأم صفا غربي رام الله. وأشعل المشاركون في الاحتجاجات إطارات سيارات تالفة، ونددوا بالاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية.

مدينة القدس

وفي مدينة القدس، اعتدت شرطة الاحتلال على عدد من الفلسطينيين في بلدة سلوان خلال احتجاج على قرارات إسرائيلية بهدم منازل في البلدة.

كما وثقت مشاهد مصورة لحظة اعتداء قوات الاحتلال على مصلين مقدسيين في خيمة الاعتصام بحي البستان جنوب المسجد الأقصى المبارك، أثناء أدائهم صلاة الجمعة. وتشهد عدة مناطق في الضفة فعاليات ومسيرات أسبوعية رافضة الاستيطان، غالبا ما تنتهي بمواجهات مع الجيش الذي يستخدم الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية والصوتية لتفريقهم.

أُصيب جندي إسرائيلي، ظهرامس الجمعة، بجراح بعد استهداف قوة من «جيش» الاحتلال بعبوة متفجرة محلية الصنع على مدخل بلدة بيت أمر، شمالي الخليل.  

وأفاد شهود عيان بأنّ قوات الاحتلال اعتدت على جنازة أحد المواطنين في بيت أمر، وردّ مقاومون بإطلاق نار وإلقاء قنبلة محلية، ما أدى إلى إصابة أحد جنود الاحتلال في المكان.

ونشر مواطنون مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي للحظة وصول سيارات الإسعاف التابعة للاحتلال إلى المنطقة، ونقل الجندي المصاب.

كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية على مدخل بيت أمر، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز صوب المواطنين. ورصد مركز  معلومات فلسطيني «معطى» 195 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال الفترة ما بين 14 و20 تموز/يوليو الجاري، أُصيب فيها 9 إسرائيليين، بينما استشهد فلسطينيان.

ووثق «معطى» 15 عملية إطلاق نار، وعملية دهس، وتفجير 5 عبوات ناسفة، في مناطق مختلفة في الضفة الغربية. وأحرق الشباب الثائر خلال الأسبوع منشأتين وآليتين عسكريتين، وحطموا 4 مركبات ومعدات عسكرية، وألقوا 3 زجاجات حارقة مفرقعات نارية صوب قوات الاحتلال.وتصدى الشباب الفلسطينيون لـ28 اعتداء للمستوطنين في مناطق متفرقة في الضفة والقدس. واندلعت مواجهات في 74 نقطة تخللها 60 عملية إلقاء حجارة، وخرجت 4 تظاهرات منددة بالاحتلال والاستيطان. 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»