اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

احتدم النزاع بين حكومة العدو برئاسة نتانياهو وعضوية الاحزاب الدينية اليهودية وبين المعارضة برئاسة لابيد على شكل الكيان الصهيوني، وما اذا كانت «اسرائيل» ستعتمد القومية اليهودية الان، ولا تنتظر الحوار مع الولايات المتحدة ومع بريطانيا لتعلن لاحقا بعد 5 سنوات او اكثر العنصرية اليهودية، وتركز مع الاحزاب المتطرفة التوراتية على اقامة المستوطنات في كامل فلسطين المحتلة، وتجعل الشعب الفلسطيني اما ان يخضع للاحتلال واما ان ينزح الى دول الجوار كمصر والاردن، ومنها الى بقية الدول العربية او الى دول العالم. فالمهم لدى الرئيس نتانياهو وتحالفه مع الاحزاب الدينية العنصرية اليهودية الاسراع في اقامة المستوطنات، في خطة تقضي بتوطين ثلاثة ملايين يهودي على كامل التراب الفلسطيني المغتصب حتى عام 2030، اي خلال 7 سنوات ونصف.

لقد نزل عشرات الالاف، ووصلت بعض التظاهرات الى اكثر من 100 الف اسرائيلي معارضين لتعديل القانون الدستوري الذي ينص على استقلالية القضاء في الدولة العبرية. وما ان اقر الكنيست الاسرائيلي القسم الاول من اقصاء صلاحية القضاء وعدم تركه مستقل واخضاعه للسلطة السياسية، حتى انكفأ المتظاهرون وبقيت المظاهرات تضم عشرات الالاف فقط.

ان التعديل الدستوري بشأن اخضاع القضاء او منعه من استدعاء الوزراء ورؤساء الاحزاب اليهودية التوراتية ورؤساء الحكومة في اسرائيل، سواء كانوا في الحكم او بعد تركهم الحكم، هو اول تعديل منذ 75 عاما، اي منذ سنة 1948 يوم تم اعلان الاغتصاب اليهودي لفلسطين المحتلة، وبالتالي دولة «اسرائيل» برئاسة الصهيوني بنغوريون.

ان «اسرائيل» التي لا ترسم حدودها وفق دستورها الذي قرر عدم تحديد حدود الكيان الصهيوني مع الدول العربية، لان المخطط الصهيوني اليهودي يريد الهيمنة على المنطقة من النيل الى الفرات، وليس بالضرورة احتلالا عسكريا كاملا، انما من خلال الهيمنة على هذه الدول، بدءا من التطبيع الذي سيصل لاحقا الى تعديل البرامج التربوية في مدارس الدول العربية، واعتبار الكيان الصهيوني الاسرائيلي هو خيرا للجميع، وامتصاص دم المجموعات العربية، واستغلال ثرواتها لمصلحة اقتصاد «اسرائيل»، وان يكون الكيان المغتصب لفلسطين مركز التجارة والمركز التكنولوجي والمركز الاقتصادي والمركز المالي وتلعب المصارف الاسرائيلية مع المصارف الاميركية والمصارف البريطانية، وحتى المصارف الصينية واليابانية والروسية وغيرها، لان هدف اليهود هو السيطرة على شعوب العالم العربي خاصة وليست التطبيع فقط، بل ان تكون المعتقدات اليهودية تتلاقى مع الاديان السماوية الاخرى، كالدين المسيحي والدين الاسلامي.

يجب على النخب في العالم العربي، وخصوصا في الدول المشرقية، الا يقبل المواطن المسيحي بالسيطرة اليهودية عليه، كذلك المواطن المسلم. واما بالنسبة للمسيحيين، فلا يجب ان ينسوا كيف صلب اليهود السيد المسيح عليه السلام على الصليب في القدس الشريف لان يسوع رفض ان يعلن انه جاء من اجل شعب الله المختار، وقال انني جئت لاخلص كل بني البشر، وانشر الرسالة المسيحية على مستوى الكرة الارضية كلها.

كذلك، فان المواطنين من الطوائف الاسلامية، وهم الاكثرية المطلقة في المنطقة، يرفضون هم والطوائف المسيحية ايضا الظلم الاسرائيلي والبربرية الوحشية ازاء تهجير شعب بكامله من ارض فلسطين، الذي له في هذه الارض منذ الاف السنين، وعاش الشعب الفلسطين في هذه الارض وله حضارة عميقة، فاذا بالدول الاستعمارية تقوم بتسهيل وصول اليهودي، ويقوم الجيش البريطاني بتسليحهم بالبنادق فيما الفلسطينيون كانوا يحملون العصي ويقوم الجيش البريطاني بسجنهم واعتقالهم.

ان المقاومة الاسلامية في لبنان هي عنوان بطولة ورفض للجريمة الكبرى التي ارتكبتها «اسرائيل» على ارض فلسطين. وان «اسرائيل» تهدد كل العالم العربي وان القدس الصهيونية ستصل لاحقا ام اجلا الى لبنان والى دول المشرق كله. ومن هنا، فان سلاح المقاومة هو سلاح ليس فقط يحتاج اليه لبنان، بل عنوان الاستقرار والامان اللبناني، وهو الذي جعل العدو الصهيوني لا يتجرأ على اي عملية قصف على الاراضي اللبنانية، او دخول دباباته وقواته البرية على الخط الازرق.

في لبنان يجب ان يتحد الجميع على قاعدة ان سلاح المقاومة يكون في وجه العدو الاسرائيلي. واذا كانت قوى في الداخل تعتبر ان هذا السلاح خطر عليها، فلا بد من قيادة المقاومة ان تجعل هذا السلاح في جنوب لبنان بوجه العدو الاسرائيلي، وليس له اي دور في الداخل، ورب قائل انه اذا قامت المقاومة بوضع السلاح في الجنوب فسيبقى هناك من يقول اننا نرفض السلاح، وعند ذاك من يعلن هذا الموقف يكون يعلن تصريحا اسرائيليا ومؤيدا لحكومة نتانياهو وتجمع الوزراء للاحزاب الدينية اليهودية.

شارل ايوب

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟