اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كتبت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الرئيس بايدن يريد صفقة كبيرة مع السعودية ستغير وجه الشرق الاوسط، وان مسؤولين اميركيين في السعودية يجرون تواصلا مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لعرض صفقة امنية بين الولايات المتحدة والسعودية، ومعرفة ما اذا كانت ممكنة وباي ثمن. واكملت نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي بايدن ارسل مستشاره للامن القومي جيك سوليفان وبريت ماكغورك المسؤول الكبير في البيت الابيض والمتخصص في سياسة الشرق الاوسط حيث وصلوا الى الممكلة العربية السعودية صباح الخميس لاستكشاف امكان وجود نوع من التفاهم بين الولايات المتحدة والاسرائيليين والسعودية والفلسطينيين.

المحادثات الاستشكافية تمضي قدما الان، وهي مهمة لسببين:

1ـ سيكون الاتفاق الامني بين الولايات المتحدة والسعودية الذي ينتج منه تطبيع، وفق تصور ادارة بايدن، بين الممكلة العربية السعودية والدولة اليهودية مقابل تقليص العلاقات السعودية ـ الصينية، اي تغيير لقواعد اللعبة في الشرق الاوسط، فسيكون ذلك اكبر من معاهدة كامب دايفيد للسلام بين مصر و«اسرائيل»، لان السلام مع المملكة العربية السعودية، وهي الوصي على اهم مدينتين في الاسلام مكة والمدينة، سيفتح الطريق عندئذ للسلام بين «اسرائيل» والعالم الاسلامي باسره، بما في ذلك الدول العملاقة مثل اندونيسيا وباكستان وغيرهما، كما سيشكل ارثا مهما لسياسة الرئيس الاميركي بايدن الخارجية، اضافة الى انه من الحزب الديموقراطي، وقبل سنة من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يحتاج الى دعم اميركي داخلي من اللوبي اليهودي ومن غيره.

2ـ اذا اقامت الولايات المتحدة تحالفا امنيا مع الممكلة العربية السعودية على اساس شروط تطبيع العلاقات مع «اسرائيل»، على ان تقدم «اسرائيل» تنازلات ذات مغزى للفلسطينيين، وسيتعين على تحالف نتانياهو الحاكم المكون من المتعصبين اليهود والمتطرفين الدينيين الاجابة عن هذا السؤال: 1ـ يمكنكم ضم الضفة الغربية. 2ـ الحصول على سلام مع المملكة العربية السعودية والعالم باسره.

لكن لا يمكنكم الحصول على كليهما، وعليكم ان تختاروا بين التطبيع الكامل مع المملكة العربية السعودية، وبالتالي مع العالم الاسلامي او التخلي للسلطة الفلسطينية عن المناطق التي اقرها اتفاق اوسلو، وهي المنطقة ا وب وس حيث ستبسط السلطة الفلسطينية مع الشرطة التي سيتم تسليحها بالبنادق العادية، وخاصة باسلحة متوسطة.

يسعى السعوديون الى ثلاثة اشياء رئيسية من واشنطن، وهي معاهدة امنية متبادلة على مستوى الناتو، اي الحلف الاطلسي، اضافة الى برنامج نووي مدني ترصده الولايات المتحدة، وايضا القدرة على شراء اسلحة بالستية اكثر متطورة، وبخاصة النظام الصاروخي المضاد للصواريخ البالستية والتي تستطيع هذه الصواريخ اسقاط الصواريخ البالستية على أي ارتفاع، وتقدم خدمة كبيرة للسعودية في مواجهة ترسانة ايران للصواريخ المتوسطة والطويلة المدى المتنامية.

وعلى الرغم من ذلك، اي المطالب السعودية من الولايات المتحدة، فان ما سيطلبه السعوديون من «اسرائيل» هو بالاهمية نفسها للحفاظ على احتمالية حل الدولتين بالطريقة التي طالبت بها الامارات العربية المتحدة، اي ان يتخلى نتانياهو عن اي ضم للضفة الغربية كثمن لاتفاق ابراهيم.

انتهى مقال نيويورك تايمز المنشور عن مصدر موثوق به في البيت الابيض.

ان ما تنشره صحيفة اميركية، وهي الى حد كبير مطلعة على خطة البيت الابيض، وكما تقول معلوماتها من مصدر موثوق به، فان الامر يدل على انه يوجد هنالك خلاف بين حكومة العدو الاسرائيلي برئاسة نتانياهو وتحالف الاحزاب الدينية معه، خاصة بالعنف الذي وقع ويقع كل يوم في الضفة الغربية. كما ان السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، تكاد تنهار وتصبح بدون اي مصداقية على مستوى تقرير مصير الفلسطينيين. كما ان فرنسا انتقدت «اسرائيل»، وقالت ادارة الرئيس ماكرون اننا نذكر الحكومة الاسرائيلية بانها تقول ان «اسرائيل» دولة ديموقراطية، وما جرى هو ضربة للديموقراطية وليس اصلاحات قضائية.

بالنتيجة ان الولايات المتحدة تعمل مع «اسرائيل» على سيطرتها على كامل فلسطين المحتلة ولو انها تقول انها تريد حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وهذا الامر غير وارد مع حكومة نتانياهو وبالعقل الديني اليهودي الذي ينطلق من ان اليهود شعب الله المختار، وان على اليهود ان ينفذوا قرار الله باغتصاب فلسطين، لا بل على ما جاء في توراتهم والتلمود، فان حدود «اسرائيل» هي من النيل الى الفرات والى البحر.

لقد وصل الكيان الصهيوني الى ازمة وجود في ظل مقاومة الشعب الفلسطيني البطولية، وعدم قدرة العدو الاسرائيلي على الانتصار على المقاومة الفلسطينية، لا بل على العكس، فان المقاومة في مخيم جنين وفي مدينة رام الله وفي مدينة نابلس وحتى في القدس الشرقية، وايضا في المعركة الفاصلة داخل مخيم جنين حيث تلقى الجيش الاسرائيلي اكبر ضربة من المقاومة، وانتهى به الامر دون ان يحقق اي شيء سوى الخروج من المخيم مهزوماً.

اذا تحدثنا عن الشعب الفلسطيني والمقاومة، فاننا نتحدث ايضا عن القوة الجهوزية للمقاومة الاسلامية في جنوب لبنان وقدرتها على قصف «اسرائيل» بالصواريخ الدقيقة وعددها يصل الى اكثر من 100 الف، اضافة الى جهوزية العنصر البشري في المقاومة الاسلامية لردع اي عدوان، كما ان غزة ستشتعل اذا اندلعت حرب الساحات، ولن يكون العدو الصهيوني بمعزل عن الخسائر الكبرى، رغم انه سيقوم بقصف جوي وحشي، وسننتظر الايام لنرى ماذا سيحصل بين مسؤولي الامن القومي الاميركي وحكومة العدو برئاسة نتانياهو.

شارل ايوب 

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !