اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الأشهر الماضية، بات من الواضح أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني خرج من الإطار المحلي الداخلي، وبالتالي بات الرهان على التسوية، ينطلق من معادلة حصول تطورات إيجابية على المستوى الإقليمي، وهو ما كان قد برز بشكل أساسي بعد الإعلان عن الاتفاق السعودي- الإيراني برعاية صينية، لذلك رغم أهمية الحوار الداخلي بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الا انه وحده ليس كافياً، الا في حال كان حزب الله يعتقد أنه بالإمكان تكرار تجربة 2016، وهو ما لا يريده بحسب المعطيات.

لا يريد حزب الله رئيساً بفعل الأمر الواقع، كما يرفض في الوقت نفسه رئيساً بقوة العقوبات، لذلك فهو يراهن، في حال وصل الى اتفاق مع التيار الوطني الحر، على استعمال هذا الاتفاق كورقة قوة وضغط في الحوار المزمع عقده في أيلول بغية الاتفاق على مرشحه، وبحسب معلومات "الديار" ليس في تفكير الحزب، حالياً على الأقل، نيات تصعيد رئاسية، بل هو يهادن رئاسياً ويتمسك بالحوار كسبيل للحل دون أي شروط مسبقة، لكن هذا الأمر قد لا يستمر طويلاً، لأن التصعيد بات سيد الموقف في المنطقة.

ويقول مسؤولو الحزب أن الملف الرئاسي مجمّد بشكل كامل، باستثناء حوارهم مع التيار الوطني الحر، لكن هذا الكلام قد لا يكون دقيقاً، لأن الملف الرئاسي يتراجع الى الوراء بسبب تطورات إقليمية سلبية ستؤثر حتماً في لبنان، الذي أثبتت التجارب انه ساحة تتأثر مباشرة بالسلبيات، ولا تتأثر بالتفاعل نفسه بالإيجابيات.

حشود عسكرية في سوريا توحي وكأن الحرب وشيكة، وتحركات قريبة لحزب الله تجاه منطقة الغجر، التي على ما يبدو بحسب مصادر متابعة ستشهد تطورات قريباً، ووضع يَمني معقد يجعل من الاتفاق الايراني - السعودي في مهب الريح، وتصعيد عربي بوجه لبنان من باب بيانات التحذير من صعوبة المرحلة، كلها وقائع تجعل من الفراغ هو المرشح الأكثر جدية وحضوراً، بعد أن شهدت بداية فصل الصيف نسمات ريح إيجابية.

في الوقت الراهن، تؤكد المصادر أنه لا يمكن الحديث عن تسوية قريبة في الملف اللبناني، بعد عودة التوترات إلى الأجواء الإقليمية، لا سيما أن الأجواء الإيجابية السابقة لم تقد أصلاً الى حصول التسوية، إلا إذا حصلت تحولات كبيرة على مستوى مواقف الأفرقاء اللبنانيين، الأمر الذي من الصعب أن يحصل ، في ظل إرتباط هؤلاء الأفرقاء بقوى إقليمية ودولية مختلفة.

ما تقدم، يقود إلى الحديث عن أن الحوار، الذي من المفترض أن يحصل في شهر أيلول، قد يتأجل أو يُلغى أو يفشل بحال انعقاده في ظل الظروف الحالية، فهو في حال حصوله لن يؤدي على الأرجح إلى نتائج عملية. مع العلم أن مواقف غالبية القوى اللبنانية منه لا تزال غير واضحة، وكل ذلك يأتي في وقت يستعد فيه لبنان لدخول عالم التنقيب عن النفط والغاز، حيث ترى المصادر أن هذا الملف لا يمكن فصله عن ملفات لبنان والمنطقة، معبرة عن خشيتها من تأثير سلبي للتطورات تتناول ملف التنقيب أيضاً، لأن الاستقرار شرط أساسي لهذا القطاع، وفي لبنان يضيع الاستقرار شيئاً فشيئاً.

الأكثر قراءة

أردوغان ضدّ "إسرائيل"... هل نصدّق؟