اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

رحم الله الشهيدين فادي بجاني واحمد علي قصاص اللذين سقطا في حادثة الكحالة بعد انقلاب الشاحنة التي تنقل ذخيرة لحزب الله. وهو حادث سير، ولا يحمل دلالات اكثر من ذلك. فاهالي الكحالة تفاجؤوا بانقلاب الشاحنة، وعناصر حزب الله والسيارة التي كانت تواكب الشاحنة وقعوا في مفاجأة كبرى. والطرفان لا يريدان التصعيد، انما كل ذلك، كما قال بيان الرئيس العماد ميشال عون، هو قضاء وقدر. ان لدى المسيحيين هواجس تعود الى تاريخهم وتعود الى الحرب الاهلية، وبخاصة الى زمن الجبهات مع فصائل فلسطينية كانت تهاجم بلدة الكحالة، وكان الاهالي فيها يقاومون لانهم متعلقون ببلدتهم، وان سقوط مقاومتهم يعني تهجيرهم الى خارج بلدة الكحالة التي استوطنوا فيها منذ اكثر من 300 سنة على الاقل.

لقد كان دور هام للجيش اللبناني لمنع الفتنة والانتشار فورا من قبل الوحدات العسكرية. كما ان قائد الجيش العماد جوزاف عون اعطى توجيهاته وتعليماته بشكل فوري لمنع حصول مضاعفات للحادثة، فتم تعزيز وحدات للجيش في كل الاماكن المحتمل حصول فيها ردات فعل. ومن المعيب جدا ان تقوم اطراف بتوجيه اتهامات للجيش او بتهديده انه اذا لم يقم باتخاذ تدابير خاصة ضد الدويلة، كما قالوا على التلفزيونات، فان موقفهم من الجيش اللبناني سلبي جدا.

انه عيب وعار على كل من يقوم بانتقاد دور الجيش. وكل ضباطه ورتبائه وجيشه اقسموا اليمين على الولاء للوطن وعلى الذود عنه وحمايته ومهما كلف الامر من دماء وشهداء. وهو منذ عام 1943 ذكرى استقلال لبنان وحتى يومنا هذا، يقدم الشهداء والجرحى بعشرات الالاف، والان هو ضمانة الوحدة الوطنية.

اول من امس شيعت المقاومة الشهيد احمد علي قصاص، وكانت خطابات المشايخ من الطائفة الشيعية معتدلة جدا. فقد طالبوا بمنع الفتنة باي شكل تكون. وفي الوقت ذاته، فان امس شهدت بلدة الكحالة قداسا وجنازة عن روح الشهيد فادي بجاني. وقد كانت عظة مطران بيروت المطران بولس عبد الساتر ايضا ترفض الفتنة وحصولها في كنيسة مار انطونيوس، وهي في قلب بلدة الكحالة. والمهم ايضا ان عائلة الشهيد فادي بجاني طلبت من الجميع عدم اطلاق الرصاص، وتمنت عليهم ألا يحصل ذلك، كما ان المقاومة اثناء تشييع الشهيد احمد علي قصاص طالبت بعدم اطلاق النار كليا اثناء الجنازة.

ان لبنان شهد حرب السنتين، وشهد حروبا كثيرة بدأت باغتيال المرحوم معروف سعد في صيدا اثناء مظاهرة في مدينة الجنوب، وحتى الان لم يعرف من قام بعملية الاغتيال. واستمرت الامور عبر بوسطة عين الرمانة، وعبر موكب المنظمات الفلسطينية الذي مر في الكحالة، الى السبت الاسود في زمن قيادة القوات اللبنانية وحزب الكتائب. كما حصل السبت الاسود ايضا في المنطقة الغربية من بيروت، واستشهد الالاف في المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، وذهبوا ضحية ردود الفعل الغرائزية حيث لعبت الميليشات، سواء في المنطقة الشرقية ام الغربية، الامر ضد مواطنين من غير طائفة لم يكن حظهم الا يوما اسود، واستشهدوا على طرقات الحواجز من كلتا المنطقتين والمليشيات التي كانت قائمة بين الغربية والشرقية.

بالنسبة لسلاح المقاومة، فهو سلاح يحتاج اليه لبنان كليا. واذا كان البعض يطالب بلبنان دولة سيادية، فان العدو الاسرائيلي، الذي قام بالتطبيع مع مصر والاردن وشهدت جبهاته امانا كاملا، كانت الولايات المتحدة تقدم له احدث الاسلحة بعد التطبيع مع مصر والاردن، من طائرات حربية ودبابات وكل انواع الذخيرة والصواريخ، مع ان الكيان الصهيوني لم يكن مهددا فعليا. والمقاومة في لبنان استطاعت تحرير الشريط الحدودي الذي بقي محتلا طوال 18 سنة من جيش العدو وعاد الشريط الحدودي الى السيادة اللبنانية. كما ان المقاومة استطاعت ردع الجيش الاسرائيلي الذي كان يتنزه في التاريخ السابق في الاراضي اللبنانية، فانزلت به خسائر كبيرة، وتطورت الى ضرب سفينة حربية لجيش العدو في البحر قبالة الشواطىء اللبنانية، كما اسقطت عدة طائرات هليكوبتر، وقامت بمجزرة الدبابات التي اسمها ميركافا، وكان الجيش الاسرائيلي يعتبرها رمزا لقوته، فدمرت 37 دبابة.

هذا العدو الاسرائيلي لا يمكن الاطمئنان اليه، فهو عدو غادر ولئيم وله اطماع في السيطرة على المنطقة كلها. ومقاومة حزب الله اصبحت ذات قوة ينظر اليها المجتمع الدولي، كما انها ذات قوة ايضا ينظر اليها الاقليم كله، وينظر اليها قسم كبير من الشعب اللبناني على انها تقدم الشهداء والجرحى، لكنها تضرب العدو الاسرائيلي ضربات موجعة جدا.

واذا سلمنا للمطالبين بان يكون لبنان حياديا، فاننا نسأل هل اتفاق اوسلو الذي عقده الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي اقام في رام الله في قلب الضفة الغربية، واعطاه اتفاق اوسلو مناطق تحت قيادة السلطة الفلسطينية، والسؤال هو: هل احترمت اسرائيل اتفاق اوسلو الذي اعترف بـ «اسرائيل»، وهل كانت السلطة الفلسطينىة معادية ام انها لم تكن الا سلطة حيادية في الضفة الغربية، فقام العدو الاسرائيلي بتجريدها من كل الاراضي التي نص عليها اتفاق اوسلو؟

مجددا نقول رحم الله الشهيد فادي بجاني ورحم الله الشهيد احمد علي قصاص وكل الدعم للجيش اللبناني. ونحن نحترم اهالي بلدة الكحالة لانهم شجعان وشرفاء، ونعتبر ان سلاح المقاومة هو ضمانة لردع العدو الاسرائيلي اللئيم والغادر، وهو سلاح سيادي بامتياز.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟