اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الكيان الصهيوني هو نقيض للبنان الرسالة، كما وصفه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان. وعلى كل حال، فان لبنان الرسالة معروف منذ زمن طويل من خلال حضارته في المنطقة كلها، التي امتدت الى حوالى 4 آلاف سنة قبل ظهور السيد المسيح. كما ان الشعب اللبناني اثبت على مدى قرون انه دافع عن وجوده على هذه الارض في وجه امبراطوريات اضطهدت هذا الشعب، وقامت باعمال ظالمة ضده.

الكيان الصهيوني العنصري، ونقول انه عنصري يهودي، على خلاف ما تقوله دول في العالم، انه إذا ذكرنا اليهود فنحن نعادي السامية، في حين ان حكومة نتانياهو منذ حوالى 13 سنة، اعلنت ان قومية «اسرائيل» هي القومية اليهودية. ومؤخرا قام نتانياهو بتأليف الحكومة برئاسته، حيث يرأس حزب الليكود اليميني المتطرف جداً، ودخلها نواب الاحزاب الدينية اليهودية، ومنها علنا وزير الامن بن غافير، كذلك وزير المال ساموريتش. وهذان الوزيران يدعوان علنا لتهجير الفلسطينيين من كامل فلسطين المحتلة، وبخاصة من الضفة الغربية، ويكرران موقفهما العدواني بعد كل عملية بطولية يقوم بها المجاهدون والمقاومون في بلدات ومدن الضفة الغربية.

واذا حصل الامر في فلسطين، التي سميت فلسطين عام 1984 والتي احتلها الصهاينة، ثم احتلوا لاحقا عام 1967 كامل الضفة الغربية وقطاغ غزة، قبل ان ينسحب «الجيش الاسرائيلي» من غزة، ومكتوب على هذا القطاع موت اهاليه، لان سكانه من الشعب الفلسطيني ويُقدرون بنحو مليونين واكثر، وهم كلهم فقراء ومعدومو المداخيل، ولا يستطيعون التحرك، ولاحقا اثبت قطاع غزة انه معقل البطولة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

ان لبنان لا يمكن ان يكون حياديا بوجود الكيان الصهيوني الديني اليهودي على حدوده اللبنانية مع فلسطين المحتلة، لان هذا الكيان يطمح الى اكثر من احتلال فلسطين، بل يريد الهيمنة على كامل الدول المحيطة به، ويريد فرض برامج تربوية وثقافية تلغي كل شيء يعادي المشروع الصهيوني، وتريد إلغاء تاريخ الخطط الصهيونية التي كتبت عن احتلال فلسطين وعن السيطرة على العالم العربي، والدليل على ذلك هو ان «اسرائيل» حتى اليوم لا ترسم حدود الكيان الصهيوني اليهودي، بل تكتب عن مناطق احتلالها.

ان لبنان مكتوب عليه ان تكون قوته بقوة شعبه وليست بضعفه. والقوة تنطلق مما تفرزه ارادة هذا الشعب القوي، سواء أكان من خلال الجيش اللبناني ، ام من خلال روحية الدفاع عن حريته وسيادته ووجوده. وهذا ظهر عبر نشوء المقاومة وقيامها بالتصدي للاحتلال الاسرائيلي، عندما اجتاح هذا الجيش الاراضي اللبنانية حتى جسر المدفون في منطقة البترون، وقام باحراق العاصمة بيروت، فتصدت له المقاومة ودحرته، حيث بقي احتلاله في الشريط الحدودي، ولاحقا اكملت تحرير هذا الشريط الحدودي الذي حصل سنة 2000.

كما ان المسيحيين لجؤوا الى بناء قوتهم والدفاع عن وجودهم في لبنان، وقاموا بالتصدي لجيش المماليك، واعتصموا في الجبال وقاتلوهم في الساحل، وفي رأس الشقعة قرب شكا. ويذكر مؤرخون تاريخيون ان رأس الشقعة سميت كذلك، لان قتلى جيش المماليك تم وضعهم فوق بعضهم بعضا، وشكلوا على ما يسمى الشقعة الذي كان امتدادا صخريا على شاطىء منطقة شكا.

وخلال سيطرة الامبراطورية العثمانية وقيامها باضطهاد المسيحيين، لجأ ايضا الرهبان والموارنة والطوائف المسيحية الاخرى الى الجبال، وحاربوا السلطنة العثمانية، واقاموا منطقة جبل لبنان. ولاحقا حصلوا على حماية من 7 دول، على ما ذكره التاريخ بشكل واضح، وهكذا بقي المسيحيون في لبنان ولم يخضعوا لا لامبراطورية المماليك ولا لامبراطورية العثمانيين.

كذلك قاوم المسيحيون الذين لم يكونوا يملكون الا بندقيات عادية، وتم قصف مناطقهم بصواريخ الكاتيوشيا والغراد اثر وقوع حادثة بوسطة عين الرمانة. وقامت منظمة فتح الفلسطينية بهذا القصف على المناطق المسيحية، فلم يكن لديهم الا السلاح الفردي للدفاع عن مناطقهم، وقاتلوا وشعروا بالخطر على وجودهم. وانقسم لاحقا الجيش اللبناني، لانه حصل انقسام سياسي بشأن طلب من الجيش النزول في الوقت المناسب، واستمرت هذه الحرب لاكثر من سنة ونصف.

لقد ذكرنا تاريخ الموارنة كالجزء الاكبر من الطوائف المسيحية الموجودة في لبنان، وذكرنا موارنتها للدفاع عن انفسهم، فلماذا الآن يرفضون قوة لبنان من خلال مقاومة حزب الله التي حررت الشريط الحدودي، وردت عدوان «اسرائيل» عام 2006 ، وألحقت خسائر في سلاح البحرية لجيش العدو، كما ألحقت الخسائر الكبرى على ما سميت مجازر دبابات الميركافا، كما اسقطت طائرات هيليكوبتر عدوة، وقصفت في الوقت ذاته المدن «الاسرائيلية» في فلسطين المحتلة. واليوم اصبحت قادرة على قصف كل البنى التحتية للعدو الاسرائيلي، سواء مطاراته على شواطىء فلسطين، او مرفأ حيفا او مطارات الداخل، كذلك القواعد العسكرية. وهذا يحصل في الوقت الذي يردد فيه العدو ان جيشه سيعيد لبنان الى العصر الحجري.

ان المقاومة لا تسعى الى الحرب، وهي صرحت بذلك، ولا نتحدث عن معلومات عندنا. واذا كان اقتصاد لبنان واستعادة قيمة عملته الوطنية، وحصول الازدهار في كل المجالات، فذلك لا يمكن ان يتم الا من خلال الاستقرار والامن، واتخاذ الحيطة والحذر في وجه عدو غادر ولئيم. ففي سنة 1968 انزل قوات كومندوس، واحرق الاسطول الجوي لشركة طيران الشرق الاوسط، كما اعتدى بعمليات عسكرية داخل مدينة بيروت عاصمة لبنان، ولم يوفر اي مناسبة الا واعتدى علينا.

لو كان بامكان لبنان تسليح جيشه بوجه جيش العدو الاسرائيلي بسلاح متطور، مثل الجيل الخامس من الطائرات الاميركية المقاتلة، وهي «اف 35»، واغداق كل انواع الاسلحة المقدمة من الولايات المتحدة الى جيش العدو، ودعمه بموازنة بقيمة 6 مليارات سنويا، ولو كانت الدول تقبل تسليح الجيش اللبناني لما طالبنا بالمقاومة. لكن هذه المقاومة اللبنانية لو لم تقاتل العدو ليس وفق قتال تقليدي، بل بحرب مخفية في الخنادق والانفاق وتباغت العدو، لما استطاعت الحاق الهزيمة به.

لبنان مقبل على اكتشاف ثروة الغاز على شواطئه، وايضا ثروة النفط، والارجح انها في البر في خريطة لبنان. ولذلك يجب ان يكون لبنان قويا بجيشه وبمقاومته وشعبه، وهذه هي المعادلة الثابتة لكي يبقى لبنان يحافظ على حرية شعبه وعلى سيادته وعلى مقدساته.

اخيرا ، تتحدث المعارضة المسيحية عن مقتل الياس الحصروني في عين ابل. وهنا، اذا كانت شعبة المعلومات في الامن الداخلي تحقق في الموضوع، فلا بد ان يطلب حزب الله من جهازه الامني اكتشاف من قتله، وهذا يلغي الكثير من هواجس الاحزاب المسيحية.

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟