اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اشار العلامة السيد علي فضل الله، الى ان "الأنظار لا تزال تتجه في الأيام القادمة إلى قدوم الموفد الفرنسي ومدى قدرته على السير بالحوار الذي دعا إليه في ظل المواقف المعلنة التي أبداها العديد من الأفرقاء السياسيين بعدم الرغبة في المشاركة بهذا الحوار، ما يجعل الكثيرون يبدون شكوكاً بقدرته على تحقيق ما يصبو إليه. ونحن على هذا الصعيد، نعيد دعوة الجميع إلى الدخول من هذا الباب المفتوح للخروج من المأزق الذي وصل إليه هذا الاستحقاق، بعد أن أصبح واضحاً أن أياً من الفرقاء لن يستطيع أن يأخذ البلد إلى خياره، وأن لا بديل عن الحوار للتوصل لحلحلة العقد التي لا تزال تقف عائقاً أمام التوافق على شخص الرئيس، والمشروع الذي سيحمله للنهوض بالبلد، فيما لا أفق لبديل آخر عن هذا الحوار إن على صعيد الخارج أو الداخل".

ولفت في خطبة الجمعة، الى إننا "نتفهم الملاحظات التي يبديها هذا الفريق أو ذاك حول هذه المبادرة أو تجاه بعضهم البعض، لكن هذا لا يعالج بالمقاطعة أو بالتراشق بالاتهامات أو بالكلام القاسي والمستفز بل هو يعالج بالحوار الداخلي البناء والصريح والذي يأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد كل البلد. لذلك نقولها للجميع: وفروا على هذا البلد الوقت الضائع الذي يأكل من رصيده السياسي والاقتصادي والنقدي ويهدد استقراره الأمني، واغتنموا فرصة قد لا تتكرر لا سيما إننا نشهد تصعيداً في المنطقة، وعلى أكثر من ساحة، ما قد يساهم في تعقيد لهذا الاستحقاق".

وذكر ان "في هذا الوقت تستمر معاناة اللبنانيين على الصعيد المعيشي والحياتي بفعل الارتفاع الجنوني في الأسعار أو كلفة الدواء والاستشفاء، ما يجعل اللبنانيين غير قادرين على تأمين كلفة الغذاء والدواء والاستشفاء ومقاعد دراسة لأولادهم، وبدلاً من أن تقوم الدولة بالسعي للتخفيف من هذه الأعباء عنهم، نجد إمعاناً في زيادة الأعباء عليهم، والذي نراه اليوم في ارتفاع فواتير الكهرباء رغم ندرتها والاتصالات والضرائب والرسوم، بينما نشهد تخفيضاً في التقديمات المطلوبة من الدولة تجاه مواطنيها، وهو ما أشار إليه القرار الأخير الصادر عن الضمان الاجتماعي باحتسابه في تقديماته عند شراء الدواء أو الاستشفاء الدولار الأمريكي على 1500 فيما المواطنون يدفعون تلك الفواتير على حسب سعر السوق".

ودعى إلى "الإسراع بالعمل لإزالة كل العراقيل التي لا تزال تقف أمام فتح أبواب المدارس الرسمية وعودة المعلمين فيها لمزاولة عملهم لكونها باتت ملاذاً لأكثر اللبنانيين غير القادرين على دفع أقساط المدارس الخاصة ولا سيما تلك التي رفعت أقساطها من دون أن تأخذ في الاعتبار قدرات المواطنين. وسط كل هذا الجو القاتم ينفتح أمام اللبنانيين باباً من الأمل للخروج من واقعهم الصعب، والذي تمثل بالإعلان عن البدء بالتنقيب عن الغاز في البحر... ونحن في هذا المجال، لا بد أن نقدر كل الجهود التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز سواء أكانت مواقع سياسية أم دبلوماسية أو المعادلة التي رسمتها المقاومة بعدم السماح للعدو باستخراج الغاز إن لم يسمح للبنانيين بذلك. ونأمل هنا من كل من هم في مواقع المسؤولية العمل الجدي على إيجاد كل الضوابط التي تضمن حماية هذه الثروة، لإزالة المخاوف من أن تضيع كما ضاعت الكثير من مقدرات هذا البلد".

في سياق منفصل، على صعيد التدقيق الجنائي، نوّه بـ"البدء بالإجراءات القضائية لمحاسبة المسؤولين عن الهدر المالي الذي كان يحصل في دوائر المصرف المركزي أو المصارف ومؤسسات الدولة، وندعو أن يتابع ذلك بكل جدية ومسؤولية وأن لا تقف أمامه الحواجز الطائفية والسياسية، لعل ذلك يعيد للبنانيين بعض أموالهم إن لم يكن كلها، ويمنع تكرار ما حصل ويكون منطلقاً لبناء دولة خالية من الفساد والهدر ومن المفسدين".

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه