اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يستعد الأهالي لعودة أطفالهم الى المدارس، ومن أكثر المواضيع التي ينشغلون بها هي تحضير الـ ”lunchbox” أو "وجبة الغذاء" بكمية الطعام الصحية والكافية لتزويدهم بالطاقة المطلوبة خلال يومهم في المدرسة.

من هنا، كان لموقع الديار مقابلة مع إخصائية التغذية اليسا عيسا للحديث عن أهمية المحافظة على صحة أطفالنا، نوع الطعام وتقسيم الوجبات الغذائية خلال النهار.

بدايةً، حول كيفية الحفاظ على صحّة الأطفال وتقديم له نظام غذائي جيّد، اعتبرت عيسى، إنه "لتوفير نمط حياة صحّي لأطفالنا، علينا أن ندربهم عليه. النقطة الأولى والأهم، هي ألا نجبر الطفل أن يأكل طبق الطعام الذي يتم وضعه بالكامل عندما يشعر بالشبع، لأن لحظة إدراك الولد معنى "الشعور بالشبع" لكي يعي متى يجب أن يتوقف عن الأكل. وأثبتت دراسات عدة أن الأطفال الذي يتم "غصبهم" على انهاء صحن الطعام هم الأكثر عرضة للاعتياد على كمية أكبر من الأكل مع مرور الوقت، ما يعرضّهم للبدانة.

النقطة الثانية هي تدريب الولد و"تعوده" على فكرة الرياضة. لهذا السبب، مهم جدا أن نخصص وقت لأولادنا لممارسة النشاطات الذي يحبونها معهم، هذا يعزز الفوائد البدنية والنفسية، لتصبح الرياضة نوع من المتعة لهم.

النقطة الثالثة هي ألا نسمح للطفل بمشاهدة التلفاز خلال وقت الطعام، لأنه سيركز فقط على ما يشاهده ولن ينتبه لشعور الشبع، وهناك دراسات تقول تناول الطعام ومشاهدة التلفاز معا تجعل الفرد يطلب الحلويات والمشروبات الغازية بكمية كبيرة وهذا بالطبع يؤدي الى زيادة الوزن".

وتابعت عيسى: "من المهم أن يطّلع الولد على أطعمة مختلفة بشكل تدريجي لأن حاسة التذوق لدى الأطفال لا تتغير بشكل كبير بين عمر السنتين والثماني سنوات، لذلك مهم التنويع بالطعام في سن مبكر، كي لا يأخذ بعض أنواع الأطعمة كعقاب. والنقطة الأخيرة هي تقديم الطعام بشكل جيّد، بالأخص الخضار والفاكهة، كي تزداد الرغبة لدى الولد بتناولها".

وأشارت الى أن "وجبات الطعام يجب أن تكون مماثلة من الناحية الغذائية ومتوازنة بين الدهون الصحية، الحبوب الكاملة، والبروتين وليس فقط النشويات. من المهم أيضا، ألا نكافئ السلوكيات الجيدة لأطفالنا بالحلويات والشوكولا، لأن هذا سيعزز تفضيل هذا النوع من الطعام على الأنواع الأخرى وسيربط الولد فكرة الأداء الجيّد بالحلويات."

وشددت عيسى على أن "المبالغة بفكرة أن "الوجبات السريعة" ممنوعة خاطئة، فهذا سيسبب قيود عند الطفل لبعض أنواع الأطعمة، لذلك مهم جدا أن نسمح لأطفالنا تناول البسكويت والـ”snacks’ ولكن بكمية متوازنة، كي ندربهم على تقسيم وجباتهم بطريقة صحية. يجب أن ننتبه أيضا على فكرة أن الولد يتأثر بأهله، فاذا أردت أن أضع "شروط" معينة لتناول الأطعمة أو المشروبات الغذائية يجب أن ألتزم بهم انا أيضا".

وحول تأثير النمط غير الصحي في حياة الأطفال المستقبلية، لفتت عيسا الى أن "الولد في عمر الخمس سنوات يكون في مرحلة دقيقة من ناحية نمّو وتكاثر الخلايا الذهنية، أما في عمر الـ10 والـ13 سنة، فقد أثبتت الدراسات أنه اذا كان الولد يعاني من البدانة الجسدية، هناك نسبة 80% أن يعاني منها في سن المراهقة أو حتى سن الرشد. وللبدانة الجسدية مخاطر عدة منها عدم التركيز في المدرسة، التعرّض الى التنمّر، انخفاض جهاز المناعة، مشاكل في النوم، وعرضة لمشاكل في القلب والضغط والمفاصل".

وأضافت "وجبة الفطور تعد من أهم الوجبات في أي نظام غذائي، لذا يجب أن تحتوي على جميع العناصر الغذائية كي يأخذ الولد الطاقة الجسدية والذهنية الكافية خلال دوام المدرسة، فالتغذية السليمة هي وقاية الجسم من الفيروسات. من المهم اذا، أن تكون وجبة الفطور كافية للولد كي لا يتناول الكثير من الحلويات أو الوجبات الخفيفة غير الصحية خلال يومه في المدرسة. يجب أن تتألف وجبة الفطور من النشويات المركبة، البروتين، والدهون الصحية مثل سندويش جبنة قليلة الدسم، او سندويش زيت وزعتر، أو كعك بينسون مع لبنة او مع حليب، او حبوب الشوفان مع الفاكهة أو الحليب، (والحليب يعد مصدر غذائي مهم جدا للنمّو وصحة العظام).

وتابعت: "للوجبات الخفيفة خلال الـ"break" أو "recess" في المدرسة، يمكننا اعطائهم مثل وجبة الفطور، سندويش صغيرة الحجم جبنة أو لبنة، أو منقوشة مخضرّة في المنزل. ومن المفضّل ألا نعطيهم الكثير من الحلويات او الشوكولا أو المقالي لأن هذا النوع من الطعام يؤدي الى الجوع والعطش خلال فترة قصيرة بعد تناوله. للـ"سناكس"، يمكننا اعطائهم فاكهة مجففة، خضار، مكسرات نيّة، زبدة الفستق مع بعض أنواع الفاكهة، توست مع زبدة الفستق وموز، أو عصير طبيعي مصنوع في المنزل."

وشددت عيسى في الختام، "على أهمية أن يختار الولد ما يريد أن يأخذ الى المدرسة كي يلبي رغباته وكي يعي أهمية اختيار الأكل الصحي".

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»