اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في زحمة الموفدين والديبلوماسيين الأجانب الذين سيزورون لبنان في أيلول من أجل تحريك الركود، يكشف نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أن هذا الملف سوف يتحرّك وسيكون للبنان رئيس للجمهورية، وإن لم يحصل ذلك في وقت قريب، مبدياً تفاؤله بالمرحلة المقبلة، وذلك على الرغم من الأزمات السياسية والمالية والإقتصادية الحالية. وفي لقاء مع "الديار"، ورداً على سؤال عن انزلاق البلد إلى المجهول، رأى الفرزلي، أن "كل الضغوطات التي تجري على الساحة اللبنانية، بما فيها الأكثر إيلاماً المسألة النقدية والمالية والإجتماعية والإقتصادية، الغاية الرئيسية منها الإرباك وإضعاف الساحة، لدرجة أن تصبح جاهزة لكي تنفِّذ ما طمح إليه الأميركيون باستمرار، أمن إسرائيل وحدودها الشمالية، فالقرار 242 ومنذ صدوره عن الأمم المتحدة، تحدث عن حدود آمنة ومعترف بها، الآن، ولأن الإعتراف غير وارد ولا العلاقات ولا التطبيع، وهذا محسوم أصلاً، إنما كما نرى أن هناك اتفاقاً تم على ترسيم الحدود البحرية، وهذه كانت خطوة في غاية الأهمية، وتحتاج إلى حدود آمنة لأن الإستثمار في النفط يحتاج إلى استقرار، وبالتالي، فإن الإستمرار في الضغوطات على لبنان والتهديد بداعش، والوضع في السويداء، كلها خطوات غايتها تحديد إظهار الحدود، وليس ترسيم الحدود، لأن الحدود اللبنانية واضحة، وهناك اعتراف دولي بها، وبرأيي الشخصي الغاية الرئيسية والمدخل الرئيسي عندما يتم هذا الأمر، سيبدأ لبنان عملية إعادة إنتاج نفسه على مستوى إعادة تكوين السلطة، والتي مدخلها الأساس انتخاب رئيس الجمهورية".

*وهل ستتأخّر برأيك الإنتخابات الرئاسية؟

ـ "ليس بالضرورة، لأن مهمة آموس هوكشتاين هي في غاية الأهمية، وفي تصريحه بعد زيارة الرئيس نبيه بري قال أنه كان لقاءً ممتازاً وبنّاءً، وبالتالي، فإن الأمور قابلة للنقاش، بمعنى أن هناك جهوزية لتثبيت حدود لبنان، ولبنان جاهز لهذه العملية، ومن هنا أهمية توازن القوى، والقوى الردعية تؤمن الحصول على الحقوق، فهناك 13 نقطة حدودية يجب أن تخرج منها إسرائيل، ويتم تثبيتها بنقطة ألـ b1 بالصيغة الأمنية المناسبة، ويتم انسحاب إسرائيل من حدود الغجر، أي من المنطقة اللبنانية في الغجر، وهناك اعتراف دولي بلبنانيتها، وواشنطن بالأمس اعترفت بها، لكنها اعتبرت أن الخيمة تمثِّل تهديداً. يبقى أن مزارع شبعا هي منطقة خزان مائي ضخم، وهي منطقة سياحية وملكيتها صرف لبنانية، وتجسِّد كل مفهوم السيادة الوطنية".

*ألا تشعر أن هناك مخطّطاً تدميرياً للبلد وللمؤسّسات؟ وهل هو تدمير باتجاه التقسيم؟

ـ "أنا متأكد من هذا الأمر، لأن دور العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية كان تدميراً ممنهجاً للدولة اللبنانية وللمؤسّسات، عبر خطوات مدروسة، والدليل الأبرز على ذلك تجسّد في خطاب ألقاه جبران باسيل قرب القصر الجمهوري عندما قال سنقلب الطاولة. ولكن على مَن سيقلبها؟ على دستور الطائف، لأن عمّه لا يزال يكتنز في ذاته أحقاد العامين 88 و89 و90 التي أنتجت الطائف واسقطته وأخرجته، وأسقطت أيضاً الدور السياسي المسيحي والماروني بسبب الخطأ الإستراتيجي الكبير بإعلان حرب شعارات مغرية، ولكن بمضمون لا طائل منه أدّى إلى إلغاء الدور المسيحي وإلى تراجعه، وبالتالي، هناك محاولة واضحة لجهة إمكانية عودة الدولة اللبنانية بمفهوم وحدة البلد شعباً ومؤسّسات".

*هذا يعني أن لديك مخاوف على مستقبل المسيحيين؟

ـ "ليست مخاوف، بل أقول أن هذا النهج بإدارة المسيحيين، وقد ثَبُت من الـ 88 إلى اليوم، أسأل سؤالاً كبيراً فليُسَمّوا لي إنجازاً وحيداً قامت به الأحزاب المسيحية لمصلحة الدور المسيحي في البلد".

"من يتحمّل هذه المسؤولية من بين المرجعيات السياسية والدينية؟

ـ "المرجعيات الدينية لعبت دورها بصورة محترمة، فالبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وبالرغم من خطأ المقاطعة الذي أدّى إلى تفريغ الدولة كثيراً من الشراكة المسيحية، وهذا ثَبُت بأنهم عادوا عن المقاطعة في العام 96، ولكن يجب أن نعترف أن البطريرك صفير، كان واقعياً وعمل بطريقة غير عشوائية، وأيضاً علينا أن نعترف أن البطريرك بشارة الراعي وصل بطموح رائع بدليل أنه أقدم على خطوة في غاية الأهمية، لم تتجرأ القيادات السياسية المارونية أن تقدم عليها إلا متأخرة، أي أنه عقد اجتماعاً للنواب والوزراء والزعماء السياسيين والمطارنة للبحث في قانون الإنتخاب، وعندها كنت أخوض معركة القانون الأرثوذكسي، فطرحها على النقاش، تردّد ميشال عون، ومشى به سمير جعجع، ولاحقاً عاد عون ومشى به بقوة، ما حال دون إجراء الإنتخابات في العام 2013، تحت عنوان إنتاج قانون إنتخاب نيابي جديد، فمدّد لنفسه المجلس النيابي، وذهب نحو إنتاج قانون انتخاب مسخ لا يؤدي إلى شيء، لأنهم استبدلوا ما يسمى القانون الأرثوذكسي، بقانون الإتفاق العوني ـ القواتي، ولأنهم اعتبروا، وهذه كانت نظريتي، أنه قانون أرثوذكسي من دون أن يكون القانون الأرثوذكسي الذي طرحته، علماً أنه ليس قانوناً أرثوذكسياً، بل سُمّي بهذا الإسم لأنه أتى من اللقاء الأرثوذكسي، وقد خضت معركته منفرداً في الوقت الذي لم يتجرأ فيه أي زعيم مسيحي على خوضها، لذا، لا يصحّ أي دور مسيحي في النظام السياسي من دون المناصفة، والتي نصّ عليها الدستور، وخصوصاً في ظل التغيّرات الديمغرافية الخطيرة التي طرأت خلال الحرب".

*كيف قرأ إيلي الفرزلي طرح الفيديرالية؟

"أنا أؤيِّد كل ما يُطمئِن المسيحيين، ولكنني أسأل هنا، كيف كانت المتصرفية؟ والقائمقاميتين ألم تُعطى قائمقامية للمسيحيين وأخرى للمسلمين، ولم يكن في حينها من أرثوذكسي، وإلى أين انتهت، ألم تنتهي إلى الحروب؟ وألم يسيطر المسيحيون الموارنة على المناطق الشرقية سيطرة مهمة؟ ثم أراد ميشال عون أن يقاتل على القيادة وخاض حرب الإلغاء التي أدّت إلى تدمير المناطق الشرقية تدميراً كاملاً، ورضوخ المسيحيين رضوخاً لا مثيل له لمصلحة التغيّرات. فمصير المسيحيين في الملحقات لا يستطيع أن يحدّده الماروني في منطقة أخرى، وأنا عندما استُفرِدت في البقاع من قبل الإحتلال الإسرائيلي، ماذا قدّم لي رئيس هذا الحزب المسيحي وذاك في المناطق الشرقية؟ يجب دراسة الفيديرالية مع القيادات الحقيقية في كل المناطق اللبنانية، وهنا لا أتحدّث عن البقاع فقط إنما عن الجنوب والشمال والشوف".

الأكثر قراءة

كلام خطير لوزير المهجرين