اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يتساءل كل مواطن على مستوى العالم العربي، ما هو السر الخطير الذي جاء في بنود التطبيع بين دول عربية واسلامية مع الكيان الصهيوني، لان ما يجري هو اكثر من تطبيع بين دولتين، بل هو حرب للدفاع عن الكيان الصهيوني، وليس للحفاظ على العلاقات معه بل للحفاظ على «اسرائيل»، وكل من يقوم بدعم المقاومة في الدول العربية والاسلامية، تجري ملاحقته ويتمّ الغاء موارد عيشه، والطلب اليه ان يغادر هذه الدول العربية والاسلامية خلال 48 ساعة، ولا يعود الامر الى الدول المذكورة، بل يجري تنفيذ هذه العقوبات في اوروبا، وخاصة في الولايات المتحدة.

ان الولايات المتحدة الاميركية التي حصلت فيها ثورة للتخلص من الاستعمار البريطاني، وساند الشعب الاميركي الجيش الفرنسي في مقاومته ضد الجيش البريطاني المستعمر، اعلنت يومها ان القيم العليا للشعب الاميركي ستكون هي رسالته الى العالم، واستمرت هذه السياسة الى حين احتلال الجيش البريطاني والفرنسي و»الاسرائيلي» لقناة السويس اثر تأميمها من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما وجه الرئيس الاميركي السابق ايزنهاور انذارا كبيرا بضرورة الانسحاب فورا، والا فان الولايات المتحدة ستتدخل مباشرة.

لاحقا، سقطت المثل العليا للشعب الاميركي من خلال اتفاق الولايات المتحدة مع الكيان الصهيوني ودعمه ماليا وبالاسلحة وفي كل المجالات الدولية، ولم يعد الجيش الاميركي يحافظ على المصالح العليا التي نص عليها الدستور الاميركي، بل اصبح شركة تقوم بحماية المصالح الاميركية والصهيونية، ويقوم جيشها بتدمير بلدان عربية وبلدان اسلامية وغيرها، واصبح هدف الولايات المتحدة محاربة كل من يتحدث عن السامية ضد الصهيونية، بهدف ان لا يهاجم احد العنصرية اليهودية في العالم.

كما ان الجيش الفرنسي الذي استعمر دولا افريقية واستمر في استعمارها، تحوّل الى شركة تستثمر في النفط والغاز واليورانيوم والخشب والحديد، وعندما تدرس القيادة الفرنسية لماذا حصلت الانقلابات في هذه الدول الافريقية التي استعمرتها فرنسا، فلن تجد جوابا لان الجيش البارع في سياسته القتالية والدفاعية تحوّل الى شركة، والشركة تحفظ امنها على اساس ارباح مالية ولا تقوم بحماية امنها على اساس انه جيش الوطن.

ما كانت الولايات المتحدة ودول اوروبية تدعم الكيان الصهيوني بهذا الشكل، لولا ان الدول المطبعة مع «اسرائيل»، عربية كانت او اسلامية، قد جعلت من دينها الاسلامي سلعة، حيث ان الاكثرية في هذه الدول هي من هذه الطوائف، وتقوم بتسخير الدين لمصالح قيادتها، وتنفذ السياسة الاميركية من خلال شراء الاسلحة ، وتقدم للولايات المتحدة كل انواع الدعم المالي مقابل حماية الجيش الاميركي .

وعندما يقول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب ان العرب يكذبون عندما يقولون ان الولايات المتحدة تدفع لـ «اسرائيل» اموالا، ويكمل حديثه ويعلن ان هذه الاموال المقدمة لـ «اسرائيل «هي اموال عربية، واموال بعض الدول الاسلامية التي تدفعها للولايات المتحدة كي تحميها، وانها بمئات المليارات، بينما واشنطن تقدم 8 مليارات في السنة لـ «اسرائيل».

لقد اصبحت العلاقة بين دول العالم علاقة مادية بالكامل، ولم تعد علاقة مصالح مشتركة يتم فيها حفظ الاخلاق بالحد الادنى، لكن ثقافة الاخلاق باتت معدومة، وبات تبادل المصالح امرا منحطا دائما ويكون على حساب شعوب الدول الاضعف.

ان السلطة الفلسطينية التي قامت بالتطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني، يوجد في سجونها اكثر من 3 آلاف مقاوم فلسطيني. ونسأل السلطة على اساس اي مادة قانونية حاكمتهم وسجنتهم؟ وهل من المعقول ان تسجنهم لانهم قاوموا الاحتلال الاسرائيلي؟ وكيف تقوم دول خليجية بطرد مواطنين لبنانيين؟ وتقوم الولايات المتحدة ايضا ودول اوروبية ودول اخرى مطبّعة مع «اسرائيل» باغلاق كل الشركات؟ واي مصلحة تجارية خاصة في هذه الدول، بمجرد ان هؤلاء المواطنين قاموا بالتبرع لحزب الله.

لقد وضع مجلس الامن قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان ، كي يحصل صراع بين هذه القوات والمقاومة، او مع الجيش اللبناني في بعض الاماكن، لكن اذا كان الشعب اللبناني مسؤولا معنويا عن سيادته على كل الاراضي اللبنانية دستوريا وقانونيا، فان شعب الجنوب هو المسؤول عمليا ومن خلال الامر الواقع عن سيادته في بلداته وقراه، وبالتالي ان كل تحرك لقوات الامم المتحدة، اذا كان مخالفا للسيادة، سيصطدم بمعارضة شعب الجنوب اللبناني، ولن تستطيع دول العالم كلها كسر ارادة هذا الشعب المقاوم.

ان العدو الاسرائيلي من خلال زيارة وزير الحرب لديه يوآف غالنت الى نيويورك، وتقديمه خرائط ومعلومات عن امتلاك المقاومة اسلحة صاروخية خطيرة، هذا الامر يشير الى انه منذ عام 2006 قام جيش العدو الاسرائيلي بامتلاك اسلحة، واهمها طائرات «اف 35» من الجيل الخامس والاكثر تطورا في العالم ، كما قام بمناورات تحاكي وحدة الساحات من غزة الى الضفة الغربية الى شمال فلسطين المحتلة، كما يشير الامر الى ان المقاومة منذ حرب تموز 2006 وحتى عام 2023 راكمت بشكل ايجابي وكبير قوة الاسلحة لديها، وهو ما يهدد ويردع اي هجوم على ارض الجنوب.

رب قائل ان هذه الاسلحة هي ايرانية، ومنهم من يسترسل ويقول ان لبنان تحت احتلال ايراني. فهل قامت ايران باي اعتداء على الجيش الاميركي؟ وهل قامت ايران بتهديد مصالح اوروبا في الشرق الاوسط من اليمن الى العراق الى سوريا ولبنان؟ ان ايران جمهورية اسلامية ، وهي غير ايران مع الشاه التي كانت الولايات المتحدة تدعم جيشه بكل انواع الاسلحة، وخاصة باهمّ طائرة مقاتلة وقاذفة صواريخ وقنابل هي «اف 14».

ان الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي، الذي كانت ترعاه خمس دول، وهي التي فرضت عقوبات على ايران، مع ان اللجنة الدولية للطاقة الذرية لم تكتب يوما ان ايران قامت بتخصيب اليورانيوم اكثر من نسبة 60%.

في عصر الجيوش التي تحوّلت الى شركات، فان لبنان لديه مقاومة بطولية مؤمنة بالله، ومؤمنة بردع الظلم عن اي انسان في محيطها، وعلى مدى فلسطين المحتلة، وفي كل بلدان الجوار مع الكيان الصهيوني.

ذات يوم سيكتب التاريخ ان جيش العدو الاسرائيلي الذي يرتكب اعمالا وحشية، ولا يعرف الاخلاق ولا القيم الانسانية العليا، سيصاب بهزيمة كبرى.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟