اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على طريق الديار

ان الدول المتقدمة، وليست وحدها بل الدول النامية أيضا، تقدم لشعوبها خدمات اساسية، وهي التعليم والطبابة والكهرباء والمياه. ويشكل هذا الامر اعطاء شعور بالسعادة الى حد 60 في المئة من مقومات حياة هذه المجتمعات، وانتماء الشعوب الى هذه الدول.

في لبنان تعاطت الحكومات المتتالية منذ عقود، على ان هذه الخدمات ليست اساسية، بل هي سلعة تقوم ببيعها الى المواطنين. وهذا ما حصل ، فالتعليم لم تستطع الحكومة ان تقدمه على اساس انه خدمة، بل هو سلعة تبيعه للطلاب.

وبفضل الجهود الكبيرة التي قام بها وزير التربية القاضي عباس الحلبي، ورغم الموازنات التي طلبها لوزارته ولم تلحظها الحكومات في الموازنات المتعاقبة، فان وزير التربية استطاع تقديم جرعة كبيرة لانماء التعليم على مستوى كل الاراضي اللبنانية.

اما بالنسبة للطبابة، فوزارة الصحة استطاعت ان تحقق تقدما كبيرا في خدماتها، لكنها ما ان سقطت الليرة اللبنانية حتى فقد الشعب اللبناني كل انواع الادوية، ليسوا وحدهم بل مَن كان يأتي الى لبنان على اساس انه مستشفى الشرق، خاصة الرعايا العراقيين الذين وجدوا انفسهم من دون ادوية.

واذا كانت جائحة كورونا قد سبّبت وفيات في صفوف الشعب اللبناني، الا ان العائلات اللبنانية التي بقيت في بيوتها وابتعدت عن الاختلاط  خوفا من خطر انتقال الفيروس، عرفت قيمة العائلة وهي نعمة من الله. لكن كان على وزارة الصحة ان تجدها فرصة كي تقوم بشراء الادوية، وتجعل المخازن ممتلئة بالادوية اذا حصل اي طارىء، كما جرى عندما سقطت الليرة اللبنانية، فكان يجب ان يكون لدى وزارة الصحة الاحتياط الكبير من الادوية لساعة المخاض.

وبالانتقال الى الكهرباء التي هي شأن تجاوزته دول كثيرة، ومنها الفقيرة جدا في افريقيا، فهي تعطي شعوبها الكهرباء لمدة 24 ساعة. وقد سافر الى هذه الدول اصحاب شركات الكترونية وتكنولوجية، لان خدمة الكهرباء و»الانترنت» وكل ما تحتاج اليه الشركات من التكنولوجيا ممتازة ، اما في لبنان حتى الآن، فلا تقدم وزارة الطاقة والمياه الا الكهرباء لمدة ساعتين في اليوم.

اما المياه، وهي من صلاحية وزارة الطاقة والمياه، فقد اصبحت معدومة لا تصل الى المواطنين، مع ان لبنان هو بلد الينابيع والانهر. وفي حين ان دولا صحراوية اصبحت تقدم لشعبها المياه بوفرة كبيرة، لكن وزارة الطاقة والمياه فشلت في تأمين الكهرباء الا لمدة ساعتين، والمياه اصبحت معدومة الخدمات لايصالها الى الشعب اللبناني.

ان وزارة الطاقة والمياه التي توالى عليها وزراء حزب «التيار الوطني الحر» منذ عام 2012 وحتى السنة الحالية 2023، يجب ان يقدموا في مؤتمر صحافي الاسباب التي جعلتهم لا يقومون بتأمين الكهرباء والمياه الى الشعب اللبناني، وبخاصة ان التحقيق الجنائي، وقبله وثائق مالية اكدت ان موازنة وزارة الطاقة والمياه منذ 2021 حتى يومنا هذا، وصلت الى 47 مليار دولار، ومقابل ذلك لا كهرباء ولا مياه.

«الديار»

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟