اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم تحصل سابقة التمديد لمفتي الجمهورية اللبنانية قبل التمديد للمفتي الحالي الشيخ عبد اللطيف دريان، إذ استشهد المفتي الشيخ حسن خالد في ايار 1989 قبل إكمال ولايته، بينما انتخب المفتي الحالي الشيخ دريان في 10 آب 2014 خلفاً للمفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني الذي كان بلغ حينذاك السن القانونية لتقاعده، اي الـ72 عاماً.

في المقابل تكشف اوساط علمائية سنية بارزة لـ "الديار"، ان التمديد لمشايخ دار الفتوى حصل سابقاً ولمرات عديدة وخصوصاً لمفتي المناطق والذين انتخبوا في نهاية العام 2022 وسبق ان مدد للمفتي الشيخ طه الصابونجي وللشيخ خليل الميس وغيرهما لسنوات عديدة.

وتكشف الاوساط ان المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، وخلال اجتماعه امس، والذي تعتبر مقرراته نافذة ولا تحتاج الى قرار حكومي او قانون في مجلس النواب، قد مدد عملياً عمر ولاية مفتي المناطق لسنتين اضافيتين، عندما رفع سن التقاعد من 70 عاماً الى 72 عاماً، بينما رفع ولاية مفتي الجمهورية 4 سنوات اضافية ومدد تقاعده من الـ72 عاماً الى 76.

وبذلك يكون قد حصل المفتي دريان على ولاية جديدة من 4 سنوات ولا تحتاج الى اي اجراء انتخابي او قرار اضافي من المجلس الشرعي.

وتكشف الاوساط المقربة من دار الفتوى، ان الشيخ دريان سبق له واعلن مراراً وتكراراً انه ليس راغباً "سخصياً" بأي تمديد ولن يقبل أي تمديد بعد بلوغه سن التقاعد في تشرين الاول 2024 اي بعد عام ونصف.

وتشير الاوساط الى انه "ليس من باب المزايدة او التعفف او ادعاء غير الموجود، فإن مطلب التمديد لدريان، كان رغبة الشارع الاسلامي، والهيئة الناخبة التي رأت أن الفراغ سيكون مهلكاً للطائفة السنية، خصوصا في غياب قوة وازنة في هذه اللحظات العصيبة".

في المقابل تؤكد اوساط نيابية سنية بارزة لـ "الديار" ان الحافز الاساسي للتمديد لدريان لم يكن شخصياً، بل اكبر من ذلك بكثير وخصوصاً لوجود رغبة سنية لبنانية داخلية بإبقاء المفتي دريان كمفت وسطي وقادر على "تدوير الزوايا" وشخصية غير متطرفة ويمكن التفاهم معها وكذلك قطع الطريق على خط متطرف و"قاسي" يمثله عدد من المشايخ الذين يحابون "الفكر الاخواني"، وخصوصاً ان البديل عن دريان بعد تقاعده "ليس مضموناً"!

وتشير الاوساط الى ان ليس الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل" مستهدفين ومحاولة لإخراجهم من النفوذ من دار الفتوى، بل هي محاولة سعودية واضحة للامساك بالشارع السني والمؤسسات الدينية بعد تفكك "الجناح السياسي" والنيابي لتيار المستقبل، ويتم ذلك في دار الفتوى، عبر مصر، ولكون مصر هي من سوّقت "تسوية" انتخاب دريان في العام 2014 ونفذتها بغطاء سعودي وتفاهم سني-لبناني واخرجت المفتي السابق قباني من دار الفتوى بعد الاتفاق على "إزاحته" وعدم التمديد له، ولكون "الازهر الشريف" مقبولا سنياً في لبنان وله كل الاحترام الديني والشرعي والعلمي.

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟