اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن شعبه للوحدة رغم الخلافات السياسية التي تشهدها الولايات المتحدة، وذلك في خطاب ألقاه أمس الاثنين خلال إحياء الذكرى رقم 22 لهجمات 11 أيلول 2001 التي أودت بحياة نحو 3 آلاف شخص.

وحثّ بايدن -في خطابه بحفل في قاعدة عسكرية بولاية ألاسكا- الشعب على إحياء ذكرى الهجمات بتجديد إيمان مكوناته ببعضها، مضيفا "يجب ألا نفقد حسّنا بالوحدة الوطنية، فلتكن هذه القضية المشتركة في زمننا هذا".

وقال أيضا إن الإرهاب، بما في ذلك العنف السياسي والأيديولوجي، نقيض لكل ما تدافع عنه الولايات المتحدة.

ويأتي هذا، في ظل استقطاب سياسي حاد تشهده البلاد، وسط توقعات باتساع الهوة فيما بين الأميركيين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة التي قد يتنافس فيها بايدن مع الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يحاكم بعدة قضايا من بينها محاولة التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية بولاية جورجيا عام 2020 التي فاز فيها منافسه الديمقراطي (بايدن).

الإرهاب الأبيض

وتأتي دعوة بايدن لنبذ الإرهاب والعنف السياسي والأيديولوجي، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة تحدي الجماعات اليمينية المتطرفة التي تؤمن بنظرية تفوق العرق الأبيض وباتت تشكل تحديا أمنيا في البلاد.

وكان بايدن اتهم أنصار سلفه (ترامب) في الحزب الجمهوري بأنهم يسيرون على خطاه في اعتناق نظرية تفوق العرق الأبيض وفي التضييق على حقوق الناخبين، في كلمة ألقاها في تشرين الأول الماضي بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة لتدشين نصب تذكاري لمارتن لوثر كينغ في العاصمة.

وقال الرئيس إن ممثلي الحزب الجمهوري بالدولة من حكام ولايات إلى مسؤولين مكلفين بالإشراف على الانتخابات أطلقوا "هجوما بلا هوادة" على حقوق الناخبين قبل انتخابات تجديد نصف أعضاء الكونغرس المقررة العام المقبل، والانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024.

وشهدت الولايات المتحدة، في 6 كانون الثاني 2021، أعمال شغب لم تألفها من قبل، عندما اقتحم المئات من أنصار ترامب (الترامبيون) مبنى الكونغرس وعاثوا فيه فسادا، بينما كان أعضاء الكونغرس يصادقون على فوز المرشح الديمقراطي (بايدن) بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في تشرين الثاني 2020.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة -التي أطلقت حربا لا هوادة فيها على الإرهاب بعد هجمات أيلول- تواجه اليوم تحديا آخر هو الإرهاب الداخلي الذي تشكله الجماعات اليمينية المتطرفة.

وقتل 2977 شخصا في هجمات ايلول التي تبناها تنظيم القاعدة، حيث صدمت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وطائرة ثالثة البنتاغون. أما الرابعة -التي يبدو أنها كانت تستهدف مبنى الكونغرس أو البيت الأبيض- فتحطمت في منطقة حرجية في شانكسفيل في بنسلفانيا بعد هجوم مضاد من الركاب، ولم ينج أحد من ركاب الطائرات الأربع.

وكان زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن قد برر في ذلك الوقت تلك الهجمات بأنها رد فعل على الظلم المتواصل الذي يمارس "على أبنائنا في فلسطين والعراق والصومال وجنوب السودان وفي غيرها كما في كشمير وآسام".

وما زالت هجمات 11 ايلول ماثلة في أذهان الأميركيين، وما حل بالبرجين اللذين انهارا وسط طوفان من اللهب والغبار والمعدن.

يُذكر أن الولايات المتحدة شنت حربين على أفغانستان والعراق بعد هجمات 11 ايلول وتسببتا في سقوط أكثر من 500 ألف مدني، كما خلفتا أكثر من 6200 قتيل بين الجنود الأميركيين، وكلفتا واشنطن 4 آلاف مليار دولار.


الأكثر قراءة

لا حرب شاملة والتهديدات لرفع معنويات الداخل «الاسرائيلي» وتماسكه