اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ترسم لقاءات إيلون ماسك مع رؤساء الدول الكبرى، بوصفه رئيساً لشركاتٍ عديدة لتكنولوجيا المعلومات وأحد أكبر أثرياء العالم، شيئاً فشيئاً، صورةً جديدة عن مراكز الثقل الممسكة بالسيطرة على القرار في العالم. فهل يتقدم قادة التكنولوجيا على مسرح قيادة العالم؟

في هذا الصدد، قال محلل الميادين قتيبة الصالح، إنّ تدخل الشركات الكبرى الأثرياء بشكلٍ عام في السياسات الدولية ليس جديداً، فتاريخياً هناك عدّة أمثلة، وذّكر الصالح كيف أقرض بنك "جي بي مورغان" الحلفاء في الحرب العالمية مبالغ طائلة، وكيف موّل روكفلر الإبن إلى حدٍ كبير عصبة الأمم الناشئة في ذلك الوقت، كذلك أشار إلى دور جورج سوروس ومؤسسات المجتمع المفتوح وإعادة تشكيل أوروبا ما بعد الاتّحاد السوفياتي، وغيرها الكثير.

وبيّن الصالح أنّ الفارق اليوم أنّ الأثرياء كانوا يحققون رغباتهم من خلال التأثير في السياسة، أمّا اليوم فهؤلاء الأثرياء الجدد هم من يقودون السياسة إلى حدٍ كبير، وهم من تلجأ إليهم الدول للقيادة في هذا الإطار.

بدوره، علّق محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، على دور مالكي شركات التكنولوجيا والأثرياء في إدارة شؤون العالم، موضحاً أنّ شركات التكنولوجيا أصبح لها دور بارز في الحياة اليومية على المستوى العالمي، ولكن تدخلها في الكثير من الشروط الاجتماعية والثقافية والتأثيرات أدى إلى وجود رقابات عليها، "لذلك سيكون هناك دور خلفي بالتأكيد، فمن ممكن أن تبرز بعض الشخصيات مثل إيلون ماسك وغيره التي ستلعب دوراً مركزياً، ولكن ستبقى البنية السياسية تحتوي هذه الشركات وأيضاً تستطيع السلطات أن تنظم علاقة أصحاب الثروات بكيفية أدائهم السياسي، وعلى فكرة الأداء السياسي للمتمولين".

التكنولوجيا لها دور في الأزمات والحروب

محلل الشؤون الأوروبية والدولية، موسى عاصي، أشار إلى الدور الحاسم الذي تؤديه التكنولوجيا وكيف يمكن أن تساهم في استمرار الأزمات والحروب من خلال طمس المعلومات، أو إظهار معلومات مغايرة للواقع، موضحاً أنّ ذلك كان جليا في انفجار مرفأ بيروت في 20 آب 2021، "حيث نرى كيف أن الأقمار الصناعية التي تدور بالمنطقة وبشكلٍ مستمر، لم تُقدّم حتى اليوم أيّ صورة أو أيّ معلومة عما التقطته هذه الأقمار من هذه المنطقة إلا الصور التي كانت قبل أو بعد، ولم نر أيّ صورة خلال عملية الانفجار أو توضِح كيف حصل هذا الانفجار، علماً أنّ لدينا مئات الفرضيات التي تتحدث عن هذا الانفجار. إذاً هذه مسألة ساهمت في استمرار الأزمة وتفاعلها بشكلٍ كبير في لبنان."

ووفقاً لعاصي فإنّ تقنيات التكنولوجيا لديها عامل حاسم في المعارك، لافتاً إلى أنه منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد على المواقع الروسية، وكيف كانت وزارة الدفاع الروسية تقدم هذه اللقطات للطائرات من دون طيار الروسية لتقوم بقصف الدبابات التي حصلت عليها أوكرانيا من الدول الغربية، وكيف تستهدف مواقع الجنود الأوكرانيين، فإن هذه الصور عندما تصل إلى الجندي الأوكراني سيُصاب بالإحباط والخوف من عدم قدرته على مواصلة المعارك، بحسب عاصي.

كما بيّن أنّه يمكن أن تتحكم هذه الأجهزة أو هذه التكنولوجيا بمصير الشعوب، من دون أن يكون لها أي تأثير مباشر في حياة الناس، إن كان في أزمات البيئة وأزمات الطقس وغير ذلك.

ماسك وطموحات سياسية في أميركا

وأوضح سليمان أنّ ماسك لا يستطيع الترشح للرئاسة في الولايات المتحدة بسبب بند في الدستور يستوجب أن يكون الرئيس قد وُلد في الولايات المتّحدة، وهو وُلد في جنوب أفريقيا وانتقل إلى كندا وفيما بعد انتقل إلى الولايات المتّحدة.

ولكن بحسب سليمان، فإنّ ماسك نسج إمبراطورية متعددة الأذرع، وخاصة ذراع الإمبراطورية الأخير "تويتر"، و"X" حالياً، الذي يؤدي دوراً أساسياً الآن في توجيه الخطاب السياسي والإعلامي والدعائي.

كذلك، أشار إلى أنّ ماسك قد يكون لديه حلم بأن يكون حاكم ولاية، وتحديداً حاكم ولاية كاليفورنيا، لأنها مرتبطة بمراكز التكنولوجيا، كما يمكن أن يكون له حلم بأن يكون وزيراً في حكومة مقبلة، وأنّ هناك بالتأكيد طموحات سياسية ليست معروفة حتى الآن ويمكن أن تُترجَم على أرض الواقع.


الأكثر قراءة

لا حرب شاملة والتهديدات لرفع معنويات الداخل «الاسرائيلي» وتماسكه