اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
اعتبر الكرملين أن تصاعد التوتر بين كييف وحلفائها الأوروبيين «حتمي»، وذلك تعليقا على الخلافات المستمرة بين أوكرانيا وبولندا بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية.

ميدانيا أقرت روسيا بتعرض مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم لضربة صاروخية أوكرانية مما أسفر عن حريق بالمبنى، في حين تواصلت الهجمات المتبادلة والمعارك على الجبهتين الجنوبية والشرقية.

فقد قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحفيين، ردا على سؤال عن إعلان بولندا التوقف عن تسليح أوكرانيا، «نتوقع أن تتزايد هذه الاحتكاكات بين وارسو وكييف».

وأضاف بيسكوف «ندرك أن التوترات بين كييف وعواصم أوروبية أخرى ستزداد مع مرور الوقت، وهذا أمر حتمي»، مشيرا إلى مواصلة ما سماها «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.

ومددت بولندا الأسبوع الماضي حظرها على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مصالح مزارعيها، مما أثار أزمة مفتوحة مع كييف رغم الشراكة بين البلدين.

وردا على ذلك، قدمت أوكرانيا شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا والمجر التي أبقت أيضا قيودها على الحبوب الأوكرانية رغم إعلان بروكسل رفع القيود.

ثم أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي -الأربعاء الماضي- أن بلاده توقفت عن تسليح أوكرانيا، لكي تركز على تعزيز قواتها الدفاعية الخاصة، علما أن بولندا كانت في طليعة الدول الداعمة لأوكرانيا ومن أبرز مزوّديها بالأسلحة منذ بدأت روسيا حربها في شباط 2022، كما أن عددا كبيرا من المساعدات العسكرية التي ترسلها الدول الغربية إلى كييف تمر عبر الأراضي البولندية.

واشنطن على الخط

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بولندا ستواصل دعم أوكرانيا في حربها المضادة للعملية العسكرية الروسية، رغم الخلاف التجاري بين البلدين.

وذكر سوليفان أنه شعر بالقلق عندما أعلنت بولندا وقف تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، لكنه قال إن الحكومة البولندية أوضحت أن توفيرها للمعدات (الأسلحة) مستمر، بما في ذلك مدافع الهاوتزر البولندية، وأن وارسو تواصل الوقوف خلف أوكرانيا.

وفي ملف آخر، قال الكرملين إنه لا يوجد تقدم بشأن اتفاق البحر الأسود الخاص بتصدير الحبوب، وإنه لا توجد خطط حاليا لعقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره التركي.

وغادرت باخرة تحمل 17 ألفا و600 طن من القمح ميناء شرنومورسك الأوكراني متوجهة إلى مصر، وهذه هي الباخرة الثانية التي تدخل وتخرج من أحد موانئ أوديسا على البحر الأسود بعد انهيار الاتفاق بين موسكو وكييف لتصدير الحبوب.

وكانت أوكرانيا أعلنت آب الماضي أن قواتها البحرية دشنت خطا ملاحيا جديدا للسفن. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منتصف الشهر نفسه أنه تم إبلاغ المنظمات الدولية المعنية بالأمر.

في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن جنديا قتل جراء هجوم صاروخي أوكراني على مقر أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، وإن مقر الأسطول التاريخي قد تضرر.

وأضافت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 5 صواريخ «كروز» أثناء التصدي للهجوم الأوكراني، وهو الثاني من نوعه خلال يومين.

وقال ميخائيل رازفوغاييف حاكم مدينة سيفاستوبول -حيث يقع مقر أسطول البحر الأسود الروسي- إن صاروخا أصاب المبنى مما أدى لاندلاع حريق فيه.

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحريق الذي اندلع في المبنى، وتدخلت فرق الإطفاء للسيطرة على النيران.

ودعت السلطات الموالية لروسيا في القرم السكان إلى الابتعاد عن وسط المدينة -حيث يقع المقر المستهدف- كما اتخذت إجراءات احترازية شملت وقفا مؤقتا لحركة السير، بما في ذلك على جسر القرم.

وفي وقت لاحق أعادت السلطات افتتاح الجسر القرم يربط المنطقة بالبر الروسي بعد حظر الحركة لفترة وجيزة عقب الهجوم الأوكراني.

وقال مسؤول روسي إن الهجوم الصاروخي على مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم أعقبه هجوم إلكتروني «غير مسبوق» على المنطقة التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.

وقبيل استهداف مقر الأسطول الروسي في سيفاستوبول، قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين بالقرب من القرم.

أهمية إستراتيجية

ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء سيفاستوبول، وهو أحد مراكز قيادة العمليات الروسية ضد أوكرانيا.

وبالنظر إلى الأهمية الإستراتيجية لشبه جزيرة القرم للطرفين الروسي والأوكراني، فقد أصبحت قبلة الهجمات الأوكرانية في الأشهر القليلة الماضية.

وتبلغ مساحة القرم 27 ألف كيلومتر مربع، ويعد موقعها متميزا، إذ يمتد عبر البحر الأسود وبحر آزوف ومضيق كيرتش، وتمتلك مدخلا نحو مضيقي البوسفور والدردنيل مرورا ببحري مرمرة وايجه، وصولا إلى البحر المتوسط.

كما تشكل شبه جزيرة القرم أهمية إستراتيجية بالنسبة لروسيا، إذ تعد بوابتها الوحيدة للمياه الدافئة على البحر الأسود.

وتسمح موانئها للأسطول الحربي الروسي بتعزيز مكانته وقدراته العسكرية في قلب البحر الأسود، كما يسمح موقعها للصواريخ الروسية بتغطية الجزء الشرقي من أوروبا كاملا.

معارك وقصف متبادل

في تطورات ميدانية أخرى، أكد الجيش الأوكراني تصديه لمحاولات الجيش الروسي استعادة السيطرة على مواقعه التي فقدها عند بلدة أندريفكا جنوب مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرق).

وفي المقابل، قال أحدة قادة الوحدات العسكرية الروسية إن جنود المجموعة الجنوبية أحبطوا هجوما شنه مسلحون أوكرانيون على موقعهم في بلدة مارينكا بالقرب من مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية.

وأشار المصدر لوكالة نوفوستي إلى أن القوات الروسية دمرت مركبات مدرعة أوكرانية عند اقترابها من المنطقة.

وفي زاباروجيا (جنوب شرق)، أكد الجيش الأوكراني استمرار تقدمه على هذا المحور بعد سيطرته مؤخرا على بلدة روبوتين.

وفيما يخص المعارك أيضا، قال الجيش الإوكراني إن قواته خاضت 26 اشتباكا مسلحا مع القوات الروسية في مختلف جبهات القتال خلال الساعات الـ24 الماضية.

في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء الأوكرانية إن 21 شخصا أصيبوا بجروح في قصف روسي استهدف مدينة كوراخوف في دونيتسك.

ونشرت وسائل إعلام أوكرانية مقطع فيديو وصورا نقلتها عن جهاز الأمن الأوكراني تظهر اشتعال النيران وآثار الدمار في مبان سكنية استهدفتها القوات الروسية في مقاطعة أوديسا (جنوب) الليلة الماضية.

وفي خيرسون (جنوب)، أفاد حاكم المقاطعة بمقتل شخص في قصف روسي استهدف المنطقة صباح اليوم، في حين قالت الإدارة العسكرية في خيرسون إن حصيلة القصف الروسي على المدينة والمقاطعة ارتفعت إلى 7 قتلى و12 جريحا.

في المقابل، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية إن القوات الأوكرانية استهدفت قرية في المقاطعة التي تقع قرب الحدود مع أوكرانيا، دون تسجيل أي إصابات.

الأكثر قراءة

لا حرب شاملة والتهديدات لرفع معنويات الداخل «الاسرائيلي» وتماسكه