اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد نحو شهر من مقتل زعيم مجموعة فاغنر للمرتزقة يفغيني بريغوجين، لا يزال الكرملين يلتزم الصمت بشأن حادث تحطم طائرته الغامض ومصير إرثه المتعلق بآلاف المقاتلين الذين كانوا تحت إمرته.

ويقول تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" إن سبب سقوط طائرة بريغوجين الخاصة في حقل شمال غرب موسكو الشهر الماضي لا يزال لغزا.

وبالتزامن يشير التقرير إلى أنه بالمقابل لا يزال القادة العسكريون الروس الذين حاول بريغوجين الإطاحة بهم في تمرده المسلح، في السلطة، فيما جرى تكليف إدارة جديدة لمجموعة "فاغنر" من قبل الكرملين.

ووفقا للتقرير فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تضررت سلطته بشدة بفِعل التمرد القصير، لا يزال قويا كما كان دائما، حيث بعث موت بريغوجين المثير رسالة واضحة لكل من يفكر في تحدي سلطة بوتين.

التقرير ذكر كذلك أن موسكو نجت حتى الآن في التعتيم على حادثة تحطم الطائرة، وهي استراتيجية تأكدت من خلال غياب بوتين عن جنازة بريغوجين ومنع وسائل الإعلام من دخول المقبرة التي دفن فيها.

ومنذ ذلك الحين انتشرت نصب تذكارية مؤقتة في الشوارع في عدة مدن روسية لتكريم بريغوجين، لكن السلطات أزالتها بهدوء.

وكذلك اختفت إعلانات التوظيف الخاصة بمجموعة فاغنر من الشوارع بعد وقت قصير من انتهاء التمرد.

وعلى الرغم من أن السلطات الروسية أعلنت فتح تحقيق في حادث تحطم طائرة بريغوجين، إلا أنها لم تنشر أي نتائج لغاية الآن.

وعندما سئل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأسبوع الماضي عن سبب عدم توصل التحقيق الرسمي إلى أي نتائج، أجاب بإيجاز أنه "تحقيق صعب".

على صعيد تداعيات التمرد ومن ثم مقتل قائده، يرى التقرير أنه على الرغم من الضرر الذي لحق ببوتين بسبب التمرد، إلا أن مقتل بريغوجين كانت بمثابة إشارة قوية إلى النخب الروسية بشأن تحدي سلطة الكرملين.

وفي الوقت نفسه، استغل المسؤولون الروس الحادثة وتحركوا بسرعة للسيطرة على موظفي فاغنر وأصولها.

التقرير كشف أن نائب وزير الدفاع الروسي العقيد يونس بك يفكوروف ترأس وفدا زار كل من سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ودول أخرى حيث تعمل مجموعة فاغنر لإبلاغ قادتها بأن وزارة الدفاع ستتولى مهمة الإشراف عليها.

وقالت الخبيرة في شؤون أفريقيا ألكسندرا فوكينا إن "وفاة قادة فاغنر سمحت للكرملين بفرض سيطرته على المجموعة في أفريقيا".

وأضافت أن "الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا بالنسبة لروسيا آخذة في الارتفاع، ومن المرجح أن تحاول موسكو تأميم المجموعة، لكن مع ضمان بقاء تأثيرها على الأرض".

وهذا لا يعني بالضرورة أن مرتزقة فاغنر في أفريقيا سيتم وضعهم تحت سيطرة وزارة الدفاع، حيث تشير فوكينا إلى أن الكرملين قد يسمح لبعض قادة فاغنر بالعمل بشكل مستقل ككيان خاص تحت قيادة جديدة تعينها الحكومة.

وقالت فوكينا: "من خلال الحفاظ على هذا النموذج الهجين، ستكون موسكو قادرة على الاستمرار في استخدام المرتزقة بشكل غير رسمي".

أما بالنسبة لأعداء بريغوجين الذين تعرضوا لمختلف الشتائم والانتقادات من قبل قائد فاغنر قبل وأثناء وبعد التمرد، فلا يزالون في مناصبهم بل تمكنوا أيضا من تأمين مناصبهم لبعض الوقت.

من أبرز هؤلاء وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف.

ويرى الخبير الروسي المقيم في لندن مارك غاليوتي أنه على الرغم من أن شويغو وغيراسيموف كانا "شخصيتان لا تتمتعان بشعبية كبيرة داخل الجيش وتم إلقاء اللوم عليهما على نطاق واسع لسوء إدارة الحرب، إلا أنهما مفيدان جدا للكرملين باعتبارهما مانعة الصواعق التي يمكن أن تجتذب كل الانتقادات، بدلا من بوتين".

يشار إلى أن تقييما أوليا للاستخبارات الأميركية خلص إلى أن انفجارا متعمدا تسبب في تحطم الطائرة الخاصة التي كانت تقل بريغوجين ومجموعة من قادة فاغنر يوم 23 آب.

المصدر: الحرة

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا