اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعيش الأرض على وقع حدث انقراض جماعي سادس. وعلى عكس الأحداث الخمسة السابقة، يحدث الانقراض بسبب النمو الزائد لنوع واحد، وهو الإنسان العاقل.

وعلى الرغم من أن هذه الحلقة من حلقات الانقراض غالبًا ما يُنظر إليها على أنها خسارة سريعة غير عادية لأنواع الكائنات، فإنها أكثر تهديدًا بكثير، لأنها بالإضافة إلى تلك الخسارة، فإنها تسبب تشويهًا سريعًا لشجرة الحياة، حيث يتم تدمير فروع كاملة ومجموعات من الأنواع والأجناس وفقدان الوظائف التي يؤدونها، كما تدمر الظروف التي تجعل الحياة البشرية ممكنة. إنه تهديد لا رجعة فيه لاستمرار الحضارة وقابلية العيش في البيئات المستقبلية للإنسان العاقل.

معدل الانقراض أعلى 35 مرة

وحذّر باحثون في دراسة جديدة نشرت يوم 18 أيلول الجاري في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية (الأميركية) للعلوم، والمعروفة اختصارا باسم "بناس" من أن الانقراض الجماعي السادس للأرض يحدث بالفعل، وهو يتسارع بشدة.

وكما يشير الباحثون في دراستهم الجديدة فقد أدت الانقراضات الجماعية خلال الـ500 مليون سنة الماضية إلى إزالة الفروع من شجرة الحياة بسرعة، واحتاجت إلى ملايين السنين لتوليد بدائل وظيفية للكائنات الحية المنقرضة.

وقال الباحثون بعد فحص 5400 جنس من الفقاريات تضم 34600 نوع، إن 73 جنسًا أصبحت منقرضة منذ عام 1500 ميلادي. وإن الانقراض الجماعي السادس الذي يسببه الإنسان أشد خطورة مما تم تقييمه سابقا ويتسارع بشدة.

ويشير الباحثون إلى أن معدلات الانقراض العامة الحالية أعلى بمقدار 35 مرة من المعدلات الأساسية المتوقعة السائدة في المليون سنة الماضية في ظل غياب التأثيرات البشرية، حيث كانت الأجناس المفقودة في القرون الخمسة الماضية تستغرق حوالي 18 ألف سنة لتختفي في غياب البشر.

لكن من المرجح أن تتسارع معدلات الانقراض العامة الحالية بشكل كبير في العقود القليلة المقبلة بسبب الدوافع المصاحبة لنمو واستهلاك البشر مثل قيامهم بتدمير الموائل، والتجارة غير المشروعة، وتسببهم في اضطراب المناخ.

تشويه شجرة الحياة

وكما يؤكد الباحثون في الدراسة فإن مثل هذا التشويه لشجرة الحياة وما ينتج عنه من خسارة لخدمات النظام البيئي التي يوفرها التنوع البيولوجي للبشرية يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار الحضارة.

يقول جيراردو سيبالوس، المؤلف الرئيسي للدراسة، لموقع "آكسيوس" إن الفقدان الجماعي للأنواع الحيوانية يعني فقدان سجل للتاريخ التطوري للكوكب وإمكاناته، وستكون له تداعيات على البشر. ويؤكد سيبالوس أن الحياة توجد على الكوكب بسبب النباتات والحيوانات والأنظمة البيئية التي تشكلها.

وأضاف أن المحاصيل التي يستخدمها الإنسان، ومزيج غازات الغلاف الجوي الذي يجعله مناسبًا للحياة على الأرض، والمركبات النشطة المستخدمة في الأدوية، كلها تعتمد في بعض النواحي على النباتات والحيوانات.

وقال سيبالوس إنه "بفقدان فروع كاملة من الأجناس، فإننا نفقد قدرة الكوكب على الحفاظ على الحياة بشكل عام، والحفاظ على الحياة البشرية بشكل خاص".

وكما يؤكد الباحثون في الدراسة فإن الأمر يحتاج إلى جهود سياسية واقتصادية واجتماعية فورية على نطاق غير مسبوق إذا أردنا منع هذه الانقراضات وآثارها المجتمعية.

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران