على الرغم من أن مصير مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحوارية كان معروف مسبقاً، في ظل الرفض الذي اصطدمت به من قبل القوى المسيحية الأساسية، ومن بعدها بكركي على لسان البطريرك الماروني بشار الراعي، وهو ما دفعه إلى القول "أديتُ قسطي للعُلى"، إلا أن دعوته لمن رفضها أن يقدم البديل عنها ليس تفصيلاً بسيطاً، على اعتبار أنه يعيد رمي الكرة في ملعبهم، مع تجديد التمسك بترشيح سليمان فرنجية.
في هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن كلام بري جاء بالتزامن مع جولة استطلاعية تقوم بها الدوحة على بعض الأفرقاء السياسيين، قبل أن تبادر في مرحلة لاحقة إلى إرسال موفدها الأساسي، الذي من المفترض أن يقدم طرحاً محدداً، من أجل البحث في إمكان التوافق حوله.
هنا، من المفيد العودة إلى معادلة أساسية تحكم تمسك قوى الثامن من آذار بترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، عنوانها الأساسي، وهو ما يقوله صراحة مسؤولون في هذا الفريق، ان رئاسة الجمهورية من حصته، بحيث أن باقي المراكز الهامة في الدولة من المفترض أن تكون من حصة الفريق الآخر، وبالتالي المقايضة الممكنة تكمن في إمكان تخلي هؤلاء عن أحد هذه المراكز، وهو ما كانت تنطلق منه المبادرة الفرنسية، التي قامت على أساس المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة.
هذا الواقع، يتعزز من خلال إعادة التذكير بأنه كما أن قوى الثامن من آذار لا تملك القدرة على إيصال مرشحها إلى رئاسة الجمهورية، فإن الفريق الآخر، الذي من المفترض أن يكون رئيس الحكومة المقبلة من حصته، لا يملك القدرة على تأمين تكليفه أو السماح له بالتشكيل، في حال لم يكن يحظى ذلك بتأييد "الثنائي الشيعي"، ما يحتم التسوية القادرة على إعادة إنتاج السلطة بجميع مواقعها، فما ينطبق اليوم على الرئاسة ينطبق على باقي المواقع.
بناء على ذلك، يمكن فهم موقف رئيس المجلس النيابي أو قوى الثامن من آذار بشكل كامل، بأنه يصب في إطار أن رفض المقايضة التي يكون اسم فرنجية أحد أركانها، يحتم على الفريق الآخر تقديم مبادرات أخرى قادرة على تأمين التوازن المطلوب في السلطة، على اعتبار أن التوازنات لا تسمح بأن يكون التخلي عن هذا الترشيح من دون ثمن مقابل.
وعليه، تكشف مصادر سياسية متابعة أن الثمن المقابل سيكون داخلياً وخارجياً أيضاً، إذ لن يكتفي الفريق الداعم لفرنجية بمواقع قيادية في الداخل، على اعتبار أن التسوية ستكون مع الخارج أولاً، وبالتالي يجب أن يكون الثمن كبيراً يتعلق بالحصار المفروض على لبنان اقتصادياً ومالياً، ووضعه الذي يمر به منذ 4 سنوات.
تمسك "الثنائي الشيعي" بموقفه الدعم لفرنجية أمام الموفد الأمني التحضيري القطري الذي طرح عدة أسماء للرئاسة، وطلب من الثنائي تقديم أسماء جديدة يرضى عنها لتصل الى الرئاسة، لكن الجواب كان واحداً سليمان فرنجية مرشحنا، وهو ما يفترض أن يفهمه القطري ومَن خلفه ومَن أمامه، بأن المشكلة ليست بالاسم، بل بشروط التسوية التي يُفترض أن تُقنع "الثنائي الشيعي"، المشكلة بالثمن السياسي المناسب.
يتم قراءة الآن
-
واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ
-
الشيطان النووي في الكابيتول
-
توقيت لقاء نصرالله – الحيّة... هل من استراتيجيّة جديدة؟ خشية "إسرائيليّة" من الأسوأ بعد "العمى" على الحدود!
-
المسيحيّون في مُواجهة باريس... هل تكون الرئاسة الثمن؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:39
اعلان قمة البحرين: نشر قوات حفظ سلام دولية في فلسطين حتى تنفيذ حل الدولتين
-
21:51
البنتاغون: لا ندعم احتلالا لقطاع غزة وتقديرنا أن العملية "الإسرائيلية" في رفح محدودة ولكننا لا ندعمها
-
21:47
وزير النقل الإسباني يقول إن بلاده رفضت السماح لسفينة تحمل أسلحة متجهة إلى "إسرائيل" بالرسو في ميناء قرطاجنة بجنوب شرق اسبانيا
-
21:38
مخاوف "إسرائيلية" من تركيز حزب الله على استهداف أنظمة التجسس والمراقبة
-
21:31
إذاعة الجيش "الاسرائيلي": مقتل جندي "إسرائيلي" بغلاف غزة
-
21:30
حزب الله: الهجوم طال مصنع ديفيد كوهين بتل حي (شمال كريات شمونة) المتخصص بإنتاج المنظومات الإلكترونية لجيش العدو