اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

واصلت أرمينيا استقبال عشرات آلاف اللاجئين من ناغورني كاراباخ، إذ فرّ نحو نصف سكان هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز ذات الغالبية الأرمنية، بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان.

وأعلنت أرمينيا، اليوم الأربعاء، وصول أكثر من 53 ألف لاجئ من ناغورنو كاراباخ إلى أراضيها، عقب العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل أكثر من 400 شخص من الطرفين.

إلى ذلك، ما زال أكثر من 100 آخرين في عداد المفقودين جراء انفجار مستودع للوقود في جيب ناغورنو كاراباخ، مساء الاثنين، في خضم النزوح الجماعي، ما أدى إلى مقتل 68 شخصًا على الأقل وإصابة 290 آخرين.

وكانت أذربيجان قد فتحت، الأحد، الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني كاراباخ بأرمينيا، بعد أربعة أيام من استسلام الانفصاليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضع المنطقة التي تضم نحو 120 ألف نسمة غالبيتهم من الأرمن، تحت سيطرة باكو.

وتعهّدت أذربيجان السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا، لكنها أوقفت رجل الأعمال روبن فاردانيان الذي قاد الحكومة الانفصالية في الإقليم من تشرين الثاني 2022 إلى شباط 2023، أثناء محاولته الوصول إلى أرمينيا اليوم الأربعاء.

وتضيق شوارعها بمئات السيارات في خضم فوضى عارمة، بينما يعجز رجال الشرطة عن توجيه اللاجئين، رغم إصدارهم أوامر عبر مكبرات الصوت. وتحلق مروحيات في سماء المنطقة.

وأمضى العديد من اللاجئين الجياع الليل في سياراتهم، وتبدو آثار الإرهاق على عيونهم الحمراء من التعب. وقال معظمهم إنهم ليس لديهم مكان ينامون فيه أو يقصدونه في أرمينيا.

وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أعلن، الأسبوع الماضي، أن بلاده التي يبلغ عدد سكانها 2.9 مليون نسمة تستعدّ لاستقبال 40 ألف لاجئ من ناغورنو كاراباخ.

لكن الحكومة الأرمينية تمكنت حتى الآن من إيواء 2850 شخصًا فقط، ما يشير إلى أزمة إنسانية.

وقال المحلل السياسي بوريس نافاسارديان في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إن "أرمينيا تفتقر إلى الموارد اللازمة لإدارة أزمة اللاجئين ولن تكون قادرة على القيام بذلك بدون مساعدة من الخارج".

ورأى أن هذا الوضع "سيرتب تداعيات خطيرة على الساحة السياسية" على خلفية "الاستياء العام".

وشهدت العاصمة يريفان في الأيام الماضية سلسلة تظاهرات ضد رئيس الوزراء المتهم بعدم التحرّك في مواجهة أذربيجان.

ويتوقع من نيكول باشينيان أيضًا أن يتعامل مع روسيا، التي تحظى بقاعدة عسكرية كبيرة في أرمينيا، وتعتبر أن القوقاز ساحة خلفية لها، حتى مع تراجع نفوذها هناك منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وانتقد باشينيان موسكو لرفضها التدخل في النزاع الذي انتهى بموافقة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا على إلقاء سلاحهم.

ووصف رئيس الوزراء الأرميني تحالفات بلاده الحالية، وخصوصًا مع روسيا، بأنها "غير فعالة"، ما أثار اعتراض الكرملين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوكالة "تاس" الرسمية للأنباء الأربعاء، إنه "من المستحيل تجاهل مصالح روسيا في القوقاز بشكل كامل".

وكانت برلين، قد دعت باكو، اليوم الأربعاء، إلى السماح لمراقبين دوليين بالدخول إلى ناغورنو كاراباخ.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك في بيان إننا "نعمل بكل قوانا مع شركائنا لإرسال مراقبين بأسرع وقت ممكن. السماح بإرسال مراقبين دوليين سيشكل دليل ثقة على أن أذربيجان جدية في التزامها أمن سكان ناغورنو كاراباخ ورفاههم".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد دعا أذربيجان، أمس الثلاثاء، إلى احترام تعهّدها حماية مدنيي ناغورنو كاراباخ وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا